الخميس، 13 مارس 2025

12:58 ص

واشنطن بوست: محادثات جدة تجدّد آمال كييف في إنهاء الحرب وتغضب روسيا

روسيا وأوكرانيا

روسيا وأوكرانيا

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم، إن القرارات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماع بين وفدي الولايات المتحدة وأوكرانيا في مدينة جدة السعودية، جددت آمال كييف في إنهاء الحرب، بينما أثارت غضبًا واسعًا في موسكو.

وأوضحت الصحيفة أن استئناف المساعدات الأمريكية وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بعد محادثات جدة، أعاد لأوكرانيا الأمل بأن واشنطن مستعدة لأن تكون شريكًا فاعلًا في إنهاء الصراع مع روسيا. 

في المقابل، قابلت موسكو هذه التحركات بمعارضة شديدة، حيث رفض الكرملين تأييد المقترح فورًا.

موقف روسيا: رفض واتهامات بنصب فخ

ونقلت الصحيفة عن محللين وسياسيين روس مؤيدين للكرملين قولهم إن روسيا تعتبر وقف إطلاق النار مجرد "فخ" يضر بمصالحها ويمنح أوكرانيا ميزة استراتيجية.

من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو لن "تستبق الأحداث" وستدرس مقترح وقف إطلاق النار بعناية. 

بينما شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارًا على أن أي وقف مؤقت لإطلاق النار لن يكون مقبولًا لموسكو.

زيلينسكي يصف الاجتماع بـ"الإيجابي والبنّاء"

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي اليوم، الاجتماع في جدة بأنه "إيجابي وبنّاء"، مشيرًا إلى أن المناقشات تضمنت قضايا مثل تبادل الأسرى والأطفال، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار قد يشكل فرصة للتفاوض حول اتفاق سلام شامل.

وأشار زيلينسكي إلى أن الاجتماع أتاح لأوكرانيا فرصة لإبلاغ واشنطن بنيتها في تحقيق السلام، مؤكدًا أن بلاده مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية دائمة.

تعهد أمريكي بالتفاوض الفوري من أجل السلام

وفي بيان مشترك عقب المحادثات، تعهدت الولايات المتحدة وأوكرانيا ببدء "مفاوضات فورية" من أجل التوصل إلى سلام دائم يضمن أمن أوكرانيا على المدى الطويل.

وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي ترأس الوفد الأمريكي، "ننتظر بفارغ الصبر الرد الروسي ونحث موسكو على النظر بجدية في إنهاء جميع الأعمال العدائية".

موسكو ترفض الهدنة وتُصر على شروطها

ورغم المبادرات الدبلوماسية، استبعد الرئيس الروسي في يوليو الماضي أي هدنة أو وقف مؤقت لإطلاق النار. 

ويرى بوتين أن إنهاء النزاع يجب أن يشمل نزع سلاح أوكرانيا، وفرض حيادها، وتقديم تنازلات إقليمية واسعة لصالح روسيا.

وفي هذا السياق، أعرب سياسيون وقوميون روس عن رفضهم القاطع لوقف إطلاق النار، بمن فيهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الذي أعلن معارضته للاقتراح خلال اجتماع أمس.

تصاعد العمليات العسكرية على الجبهات

وسط هذه التطورات السياسية، استمرت العمليات العسكرية على الأرض؛ فقد شنت القوات الروسية هجمات طوال الليل، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص، أربعة في أوديسا وواحد في كريفي ريه.

كما شهدت منطقة كورسك الروسية معارك عنيفة، حيث تسعى أوكرانيا للحفاظ على وجودها في المنطقة واستخدامه كورقة ضغط في المفاوضات.

ونشرت وسائل إعلام حكومية روسية مقطع فيديو يُظهر رفع العلم الروسي في وسط مدينة سودجا، ما يشير إلى احتمال سيطرة القوات الروسية على المدينة، بينما رفض الجيش الأوكراني التعليق على الوضع هناك.

روسيا: لن نوافق إلا بشروطنا

وفي تعليق على التطورات، قال السيناتور الروسي كونستانتين كوساتشيوف، نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي، إن التقدم الروسي على الجبهات هو السبب الرئيسي لرفض موسكو وقف إطلاق النار.

وأضاف كوساتشيوف في منشور على "تيليجرام": "روسيا في وضع هجومي، لذا فإن أي اتفاق يجب أن يكون وفقًا لشروطنا، وليس بشروط الولايات المتحدة. هذا ليس تبجحًا، بل إدراكًا بأن الاتفاقيات الحقيقية تُصاغ على أرض المعركة".

search