الأحد، 16 مارس 2025

08:44 م

كيف ستغير الضربة الأمريكية موازين الصراعات في الشرق الأوسط؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

يشهد الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا متزايدًا من الولايات المتحدة، خصوصًا ضد جماعة الحوثيين في اليمن، في محاولة لردع تهديداتهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر، مما أثار مخاوف من تداعيات خطيرة على المنطقة.

وفي هذا السياق، أوضح رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية الدكتور سمير غطاس، أن واشنطن تسعى الآن لمعالجة القصور في سياساتها خلال عهد بايدن، حيث باتت تهديدات الحوثيين تشكل خطرًا على الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس.

وأشار غطاس، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن الحوثيين يزعمون دعم القضية الفلسطينية، لكنهم في الواقع يخدمون المصالح الإيرانية في مواجهة الولايات المتحدة، ما يعني استمرار الضربات الحوثية لإجبار طهران على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن.

وأضاف أن العلاقة بين الحوثيين وإيران وثيقة للغاية، حيث تقدم الأخيرة الدعم والتمويل لهم. وتوقع أن تردّ الولايات المتحدة بقوة عبر دعم القوات الحكومية اليمنية للضغط عسكريًا على الحوثيين، مستبعدًا أي تدخل بري أمريكي في اليمن، مع الإشارة إلى وجود فرقة "العمالقة" المدعومة من الإمارات، لكنها لا تشارك بشكل مباشر في العمليات القتالية.

أما فيما يخص احتمال استجابة إيران للضغوط الأمريكية، فقد أكد غطاس أن طهران تعتبر الحوثيين ورقة مساومة رئيسية، فيما ستواصل واشنطن قصف مواقعهم لإضعاف موقفهم التفاوضي.

استحالة حدوث حرب عالمية ثالثة

من جانبه، يرى اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن الولايات المتحدة تعمل وفق استراتيجية واضحة للحفاظ على مصالحها، وعلى رأسها أمن أوروبا وفرض نفوذها على الشرق الأوسط، الذي يُعد محورًا للطاقة العالمية والممرات الملاحية الحيوية.

وفي تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أوضح فرج أن أمريكا ستستخدم كل الوسائل لضمان سيطرتها على المنطقة، بدعم مباشر من إسرائيل، ولن تتسامح مع أي جهة تهدد أمنها ومصالحها، بما في ذلك الحوثيون الذين يعرّضون أمن قناة السويس للخطر، ما يدفع كلًا من إسرائيل وواشنطن إلى التصعيد ضدهم.

ورغم التوترات المتصاعدة، استبعد فرج احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، مؤكدًا أن وجود الأسلحة النووية يجعل أي حرب شاملة مستحيلة، لأن ذلك سيؤدي إلى دمار العالم بأسره.

search