الأحد، 16 مارس 2025

09:50 م

لماذا لا يكون القدر كله مكتوبًا مسبقًا؟.. علي جمعة يوضح

جانب من حلقة اليوم ببرنامج "نور الدين والدنيا"

جانب من حلقة اليوم ببرنامج "نور الدين والدنيا"

هدير يوسف

A .A

ردّ مفتي الجمهورية الأسبق الدكتور علي جمعة، على سؤال ورده من أحد الشباب خلال برنامج "نور الدين والدنيا"، المذاع على القناة الأولى المصرية في رمضان، حيث تساءل الشاب: "لماذا لا يجعل الله القدر المعلّق ضمن القدر المربوط، بحيث يكون كل شيء مكتوبًا مسبقًا ولا يتغير بالدعاء؟"

أوضح جمعة أن الكون ليس ملكًا للبشر ليُسير وفق رغباتهم، وإنما هو ملك لله الذي يعلم كل شيء، بينما الإنسان علمه محدود.

وقال جمعة: "أنت تقول بعقلك المحدود ورغباتك وكأن الكون ملكك، لكنه في الحقيقة ملك لله، ويفعل فيه ما يشاء، لأنه عليم وقادر على كل شيء."

الله يفعل ما يشاء وفق حكمته وعلمه

أكد الدكتور علي جمعة أن قدرة الله غير محدودة، فهو يعلم كل شيء، ويحيط علمه بالكون كله، في حين أن الإنسان محدود في قدرته وإدراكه.

وأضاف: "الله على كل شيء قدير، فإذا كان هو العليم والمحيط والقادر والمالك، فهو فعال لما يريد، وهذا يتسق مع صفاته، أما الإنسان فهو محدود في المعرفة والزمن والمكان."

وأشار إلى أن وكالات الأنباء العالمية تبث يوميًا 120 مليون جملة، ولو أراد الإنسان قراءتها جميعًا، فسيحتاج إلى 240 سنة، مما يوضح محدودية إدراك البشر مقارنة بعلم الله غير المحدود.

الإنسان محدود وعليه التسليم لأمر الله

شدد جمعة على أن الإنسان محدود في علمه وفكره وحياته، بينما الله يعلم كل شيء ويدبر الأمر بحكمة، وهو الذي علم الإنسان ما لم يعلم.

وأشار إلى أن هذا هو السبب وراء وجوب التوكل والرضا والتسليم لأمر الله، مؤكدًا أن الإنسان كلما أدرك عظمة الله وحكمته، كلما زاد خشوعه وسجوده له في الصلاة.

لماذا نسجد لله؟

اختتم جمعة حديثه بقوله: “الله شيء لا تدركه الأبصار، لكنه يدرك الأبصار، وهو القوي القادر المحيط العليم، ومع ذلك هو رحمن رحيم، ولهذا نحن نسجد له في الصلاة، ونتعبد له لأننا نؤمن بعظمته وعدله وعلمه الذي لا يُحَدّ.”

search