السبت، 06 يوليو 2024

06:40 م

مجدي يعقوب.. "اللامبالي فعلها يا أبي"

إسراء عبد الفتاح

A A
سفاح التجمع

عندما أعرب الطفل ذو السبعة أعوام عن حلمه بأن يصبح طبيب قلوب، صدمه أبوه بإجابة محبطة "لا يمكنك أن تفعلها، لأنك غير منظم إلى حد كبير". 

كان الرد قاسيًا، خصوصًا وأن الابن يرى في أبيه مثله الأعلى، لكنه -على الرغم من صغر سنه- قرر ألا يتخلى عن طموحه، وسيثبت لوالده أنه قادر، وسيفعلها.

هذا الطفل هو الأيقونة المصرية الخالدة وأشهر أطباء العالم د. مجدي يعقوب، الذي كان في الخامسة من عمره، عندما توفيت عمته الصغرى، "يوجين"، بمرض في القلب وتأثر بهذا كثيرًا، وبدأت تتشكل لديه رغبة عميقة في أن يصبح ذات يومٍ طبيب قلب.

عائلة مجدي يعقوب

"بركات هتلر"

في خريف 1942، اتخذ زعيم ألمانيا أدولف هتلر، قرارًا بدعم قوات إيطاليا، حليفه في الحرب العالمية الثانية، والتي كانت تتعرض لخسائر فادحة على يد البريطانيين في شمال أفريقيا، ومع اقتراب الجيش النازي من القاهرة، كان الطفل مجدي يجلس بجانب المذياع مترقبًا قرع طبول الحرب.

آنذاك، قصفت الطائرات الألمانية مصنعًا للقطن قرب منزله بعد أن ظنته مصنعًا ينتج الأسلحة لصالح القوات البريطانية. كان الأب، يعقوب يعمل طبيبّا، وكان الابن مجدي يتابعه وينظر إليه بينما يغادر إلى عمله يوميًا وقد يغيب أيامًا، ثم يعود ليحكي عن المصابين الذين مروا عليه. 

حينها صار الطفل أكثر تصميمًا ورغبة في أن يصبح طبيب قلب، وعندما صارح أباه رد عليه بما أحبطه قليلًا، ثم عاد ليكون أكثر تصميمًا وإصرارًا على تحقيق طموحه، ليعرف والده أنه يستطيع، حسبما قال في مذكراته التي صدرت بالإنجليزية عن الجامعة الأمريكية، تحت عنوان "جرّاح خارج السرب".

المذكرات أعدها الصحفيان من "التايمز" البريطانية، سيمون بيرسن وفيونا جورمان، وهي حوارات مطولة مع يعقوب، استغرقت أكثر من 25 ساعة مسجلة، حكى فيها قصة حياته كاملة، وبعد تفريغها، دققها بنفسه.

الدكتور مجدي يعقوب طفلًا

طفل لا يبالي

جراح القلب العالمي من مواليد مدينة بلبيس بالشرقية في 16 نوفمبر 1935، عمل والده جراحًا في الحكومة المصرية، وهو الابن الثالث في الأسرة المكونة من أربعة أبناء، هم: مهجة وجمال ومجدي وسامي.

يعقوب لم يندمج مع تجربة المدرسة الأمريكية التي التحق بها في الثالثة من عمره، وفرضت عليه مهام وظيفة والده المتطلبة للانتقال بين المحافظات، الالتحاق بمدارس عديدة وهو في سن صغيرة، وتوقع معلموه أنه سبب في حالة "اللامبالاة" التي سيطرت عليه، وسيعاني من صعوبة في التعلم بسببها.

صورة نادرة لمجدي يعقوب مع الزعيم جمال عبد الناصر

أول نقل قلب

في عام 1957، تخرج الدكتور مجدي يعقوب في طب قصر العيني بترتيب الخامس على الدفعة، وعمل نائبًا للجراحة، ثم سافر إلى إنجلترا عام 1962، لاستكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه والتخصص في جراحات القلب والصدر.

أول جراحة زراعة قلب أجراها يعقوب كانت 1980، للمريض دريك موريس، والذي أصبح أول أوروبي تجرى له عملية نقل قلب على قيد الحياة، وأمدت في عمره 25 عامًا.

في مذكراته، ذكر يعقوب أيضا الجراحات النادرة التي أجراها، ومنها تلك الجراحة 2009 بمركز أسوان لجراحات القلب لطفل يعاني من ضيق خلقي في الصمام الأورطي، واستغرقت 11 ساعة كاملة، وبعدها نفذ ما يقرب من 220 جراحة قلب مفتوح و500 قسطرة قلب خلال عامين فقط.

السير مجدى يعقوب وزوجته

الأميرة ديانا

كشف يعقوب في مذكراته، عن علاقته الاستثنائية بأميرة ويلز ديانا، التي كانت دائمة الحضور في مكتبه، ووصفها بأنها "كانت لديها عاطفة عميقة وحب لمساعدة الآخرين، والناس كانوا يدركون ذلك، الناس ليسوا أغبياء، كانوا يشعرون بحبها وأنها أميرة الشعب فعلاً".

search