الجمعة، 22 نوفمبر 2024

10:15 ص

"أوضة ملك ولا سرايا شرك".. رجال ينسفون "بيت العيلة"

بعبع بيت العيلة

بعبع بيت العيلة

إسراء عبد الفتاح

A A

طفت على السطح ظاهرة زواج الأبناء في "بيت العيلة"، كإحدى وسائل التيسير على الشباب في الوقت الراهن، مع التغيرات الاقتصادية ومغالاة البعض في تكلفة الزواج، ومن المتوقع ألا تقتصر فقط على القرى، فهناك من يرجح أنها في طريقها للزحف نحو المدن.

وفي ظل حرص الآباء على تأسيس منزل كبير لإقامة أبنائهم معهم بعد الزواج ليأنسوا بأحفادهم بعد وصولهم لمرحلة الشيخوخة، إلا أن "شبح بيت العيلة" أصبح أول ما يفكر فيه الزوج أو الزوجة قبل بدء حياتهم الزوجية.

ويفضّل بعضهم الحياة المستقلة بعيدًا عن الأهل، ترسيخًا لفكرة الاستقلال وتجنبًا للمشاكل العائلية المحتملة وسط تغير طباع وعائدات الأسرة المصرية التي خرجت منذ سنوات من عباءة “فاطمة تعلبة”، تلك القصة التي نجحت في تجسيد حياة الريف في حقبة الخمسينيات ورصدت طباعها وعاداتها وتقاليدها.

"مشاكل بيت العيلة"

يروى الشاب الثلاثيني “ع ـ م”، الذي فضل عدم ذكر اسمه، تجربته عن الزواج داخل منزل العائلة منذ أكثر من 7 سنوات، مؤكدًا أنه أقدم على فكرة الزواج داخل المنزل ترشيدًا للنفقات بعض الشيء ونزولًا على رغبة الزوجة، مضيفًا "وقت الخطوبة كانت مرحبة بالموضوع جدًا، ومكانش في أي مشاكل بينها وبين أمي، وكنت بأكد لها إننا عيلة بسيطة ومش هنطلب منها، (الخدمة) في البيت".

واستكمل “بدأت المشكلات داخل منزل العائلة مبكرًا، وتحديدًا من اليوم التالي ليوم الزفاف، حيث نشبت مشاجرة كبيرة بين الوالدة والزوجة”، مضيفًا "كنت بحس إنها واقفة لأمي على الواحدة، وأول مشكلة بينهم كان بسبب كسر كوب زجاجي دون قصد من والدتي، وحينها بدأت المشاكل التي لا تنتهي".

"حماتي مش أمي"

أضاف الشاب العشريني محمود عبد الله، أنه تزوج في بيت العائلة كونه الولد الوحيد لوالديه، وفضّل أن يقيم معهما في نفس المنزل، حتى يكون بجوارهما، ولكن قبل عقد الزواج، اشترط والد العروسة ألا تكون ابنته خادمة لـ"والدته"، مضيفًا أنه وافق على هذا الطلب لأنه تزوج الفتاة لإقامة أسرة سعيدة، ولم يقصد من الزواج جلب "خادمة" لأمه ـ على حد قوله.

وتابع أن والدته بعد أشهر قليلة من زواجه، "اضطرت إلى إجراء عملية جراحية، أبقتها ملازمة الفراش لمدة طويلة، إلا أن الزوجة رفضت مساعدة أمي بأي صورة من الصور، وكانت تكتفي فقط بزيارتها في شقتها مرة واحدة كل أسبوعين، وعندما تحدثت معها أجابتني: حماتي مش أمي ومش هخدمها ولا أساعدها".

“حياة مستقلة”

"أبعد عن الشر وغني له".. هكذا علق الشاب الثلاثيني أشرف سالم، على فكرة الزواج في بيت العائلة، مضيفًا أنه يفضل عدم الزواج داخله، متابعا "الزواج في بيت العيلة كله مشاكل ويفتح بابا للشيطان حتى يسيطر على عقل الفتاة أن كل فعل يصدر عن أم الزوج، أو كلمة، لها مقصد سيء، لذلك أفضّل الحياة المستقلة".

وأشار إلى أن هناك فئة من الشباب تفكر في الزواج للإتيان بفتاة لخدمة الأهل، وهذه الفكرة موجودة بكثرة في قرى "الأرياف"، لكن في مدن مصر نجد أن الأب في بعض الأحيان يشترط عدم خدمة الابنة لأهل زوجها مطلقا، لافتًا إلى أن المشكلات داخل "بيت العائلة" دائما ما تنتهي بعد أن يصل الزوجان إلى المأذون.

"الدين نصيحة"

يقول عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، الدكتور مختار مرزوق، إنه يجب على الزوج أو الزوجة عدم إفشاء أسرارهم حتى لأهلهم، مضيفا "مفيش حاجة اسمها مفيش أسرار بين البنت وأمها أو الولد وأمه، الحياة الزوجية خط أحمر فلا يعرف عنها أحد غير طرفي الزواج، ولكن إذا وقعت مشكلة بينهما يستشيرا الأهل إذا فشلا في حلها".

وبين أن الدين الإسلامي دائما يدعو إلى "النصيحة"، فلا يجوز لأحد من الأهالي فرض رأيهم على الأبناء، متابعا "الأفضل في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والجيل الجديد الذي يدعو دائماً إلى الندية بين الأشخاص، ابتعاد الأزواج عن بيت العائلة حتى لا يكون مصير هذا الزواج الانفصال".

“قلة خبرة”

فيما يرى استشاري العلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام، أن بعض الفتيات يدخلن إلى عش الزوجية دون وعٍ كافٍ حول كيفية معاملة أم الزوج أو أخواته، فتبدأ المقارنات بينهما في بعض المواقف والشحناء فيما بينهم، وخلق المشكلات، بجانب أن بعض الفتيات ترددن جملة (حماتي مش أمي)، فتبدأ معاملتها كأنها شخص غريب وترفض مساعدتها.

ويشير إلى  أن بعض الرجال في الفترة الحالية يتجه إلى الزواج في بيوت منفصلة ومستقلة بسبب سماع العديد من المشكلات من واقع المجتمع على خلفية الزواج في بيت العائلة، ناصحا المقبلين على الزواج بمعرفة واجبات وحقوق كل فرد في العائلة، وليس فقط الزوج أو الزوجة.

search