الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:48 ص

حماس تسد فراغ إسرائيل في شمال غزة بـ"الشرطة والدولار"

حرب غزة

حرب غزة

ناجي أبو مغنم

A A

بينما تدخل الحرب في قطاع غزة يومها الـ21 بعد المائة، تظل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، قادرة على مجابهة العدو الإسرائيلي وتنفيذ العمليات العسكرية وإطلاق الرشقات الصاروخية، بل والعودة من جديد للسيطرة على أماكن انسحبت منها قوات الاحتلال خلال الأيام القليلة الماضية في شمال القطاع.

استأنفت حركة حماس نشر قوات الشرطة التابعة لها، إلى جانب صرف رواتب جزئية بالدولار لبعض موظفي الخدمة المدنية في القطاع، كما كان معتادًا قبل 7 أكتوبر الماضي، وفقا لما نشرته “أسوشيتد برس”.

وفي هذه الأثناء، أوضحت صحيفة معاريف العبرية أواخر الشهر الماضي، أن هناك قلقًا ينتاب قادة الجيش الإسرائيلي بعدما تمكنت حماس من بسط سيطرتها المدنية في الأماكن التي انسحبت منها قوات الاحتلال، بل زادت معدلات إطلاق الصواريخ من مناطق شمال غزة خلال الأيام القليلة الماضية.

أكدت الصحيفة العبرية، أن الجيش الإسرائيلي يخشى من ضياع ما وصفه بالإنجازات التي حققها في شمال القطاع منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، خاصة بعد الانسحاب التدريجي من بعض المناطق.

أشار مسئول في حركة حماس، إلى توجيهات قادة الحركة بضرورة فرض النظام في الأماكن التي رحل عنها الاحتلال في شمال قطاع غزة، والعمل على منع المحال التجارية المملوكة لنازحين فروا إلى الجنوب استجابة لأوامر الإخلاء الإسرائيلية، بحسب "أسوشيتد برس".

فشل خطة تل أبيب

يعد هذا مغايرًا لما أعلنته تل أبيب فور العدوان على غزة من عزمها على التخلص من حكم حماس للقطاع، بل والعمل على تصفية الحركة وتفكيكها وألا يكون لها وجودًا في الداخل الفلسطيني.

ما يزيد عن 69 ألف مبنى، بما يعادل 30% من مجموع المباني هناك، دُمرت كليًا أو جزئيًا خلال الحرب، وبحسب تقرير مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية "يونوسات"، فإن 22131 من مباني القطاع دُمرت كليًا، و14066 تعرضت لأضرار بالغة، و32950 لأضرار متوسطة.

أشار التقرير إلى أن المركز استعان بصور الأقمار الصناعية مُلتقطة بين يومي 6 و7 يناير 2024، وقارنها بصور أخرى تعود إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023، حيث اندلعت شرارة الحرب حينها.

الانقسامات تشق صف "حماس"

تمنع الانقسامات بين كبار قادة حركة حماس الجماعة المسلحة التوقيع على اقتراح تدعمه الولايات المتحدة؛ لوقف القتال في قطاع غزة وإطلاق سراح المزيد من الرهائن، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

قال يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الفلسطينية حماس في غزة، وعدد من قادات الحركة، إنهم مستعدون لقبول الاقتراح الخاص بوقف مبدأي للقتال لمدة ستة أسابيع، حسبما قال المسؤولون للصحيفة ذاتها. لكن في المقابل يقف إسماعيل هنية في الجهة الرافضة للمقترح، ويطالب بوقف دائم لإطلاق النار وليس هدنة مؤقتة.

يعد الخلاف الداخلي بين حماس واحدًا من مجموعة من العقبات التي تواجه الصفقة المحتملة، والتي تم الاتفاق على خطوطها العريضة من قبل رؤساء المخابرات لدول الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر، نهاية الأسبوع الماضي في باريس.

يدعو الاقتراح إلى وقف مبدئي للقتال لمدة 6 أسابيع، وهو أطول بكثير من وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعًا في نوفمبر، وينص على إطلاق سراح تدريجي للرهائن مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين. 

ويعتزم المفاوضون استغلال فترة التوقف للتوسط لإنهاء الحرب، ما يجعل من الصعب على إسرائيل استئناف حملة عسكرية واسعة النطاق.

أسلحة إسرائيلية باهتة

خلال 4 أشهر من الحرب، تعاملت إسرائيل مع قطاع غزة المحاصر، كما لو كان ميدانا لاختبار أسلحتها الدموية، ومن سكانه مادة لتجربة ترسانتها العسكرية، بتعدد أنواعها وأشكالها وأحجامها وأسعارها.

الأسلحة التقليدية لدولة الاحتلال، والتي كانت تتغنى بها وسط الأوساط العسكرية، والمتمثلة في صواريخ "القبة الحديدة"، و"دبابات ميركافا 4"، والطائرات المقاتلة من النوع (أف 16) و(إف 15)، والأباتشي، ظهرت أقل تدميرا بجانب الجرافة العسكرية "إن-9"، وأسطول المسيّرات المتوغل في القطاع المحاصر ليل نهار.

search