الثلاثاء، 18 مارس 2025

07:27 م

كفاح شربات.. أم وجدة وهبت حياتها لأبنائها في أسيوط

قصة الأم المثالية الثالثة على الجمهورية

قصة الأم المثالية الثالثة على الجمهورية

حصدت شربات فهمي عمار محمود، المركز الثالث في جائزة الأم المثالية على مستوى الجمهورية، وهي من محافظة أسيوط، ومثال حي للتضحية والكفاح.

قصة الأم المثالية الثالثة على الجمهورية

بدأت رحلتها مع المسؤولية مبكرا، حين فقدت والدتها وهي في الحادية والعشرين من عمرها، تاركة لها أربعة أشقاء ذكور، كان أكبرهم يبلغ من العمر 17 عاما وأصغرهم 6 أعوام.

لم تتردد لحظة في تحمل المسؤولية، فكانت لهم الأم والأب، ورعتهم حتى استقلوا بحياتهم.

وتزوجت عام 1975، وهي في الثالثة والعشرين من عمرها، من ابن عمها الذي كان يعمل سائقا، وكان لها السند في رعاية إخوتها، حيث استقرت معهم في منزل أسرتها.

ورزقت بطفلها الأول عام 1976، ثم ابنتها الثانية عام 1979، وظلت حياتها تسير في استقرار حتى أصيب زوجها بمرض خبيث بعد ثماني سنوات من الزواج.

ورغم معاناته مع المرض، بقيت بجانبه حتى وافته المنية، وكانت حينها حاملًا في شهرها السادس بطفلها الثالث، لتجد نفسها فجأة أرملة ومسؤولة عن ثلاثة أطفال.

ولم تستسلم الأم للظروف القاسية، بل قررت مواجهة الحياة بكل قوة، فبدأت مشروعًا صغيرا لتربية المواشي والطيور وبيع منتجاتها، وكان الجميع يساندونها لزيادة دخلها، حتى تمكنت من تزويج إخوتها الواحد تلو الآخر، ليتركوا منزل الأسرة وهم ممتنون لما قدمته لهم من دعم وتضحيات.

ورغم التحديات، حرصت على تعليم أبنائها وغرست فيهم الاجتهاد وحب العمل والأخلاق الطيبة، حتى التحق الابن الأكبر بكلية الطب، ثم حصل على الزمالة والدكتوراه في الأمراض المتوطنة.

أما الابنة الوسطى، فقد حصلت على دبلوم التدبير المنزلي، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد، فأكملت دراستها في كليات التعليم المفتوح، حتى حصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية وأصبحت معلمة.

فيما التحق الابن الثالث بكلية التربية وحصل على بكالوريوس العلوم والتربية، ويعمل الآن معلمًا أول.

ولم يقتصر عطاؤها على أبنائها فقط، فحين توفي شقيقها الأصغر، لم تتردد في رعاية زوجته وأطفاله الصغار، حتى كبروا وتزوجوا، وما زالت حتى اليوم تواصل عطائها، ترعى أسرتها وأحفادها وأبناء شقيقها المتوفي، لتظل نموذجا مشرفا للأمومة الحقيقية والتضحية بلا حدود.

search