الجمعة، 28 مارس 2025

03:25 ص

عصام أبو بكر
A A

هل ضرب الحوثيين مقدمة لضرب إيران؟

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بلاده أطلقت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" يرمي إلى وضع حد للتهديد الذي يشكّله المتمردون الحوثيون في اليمن على حركة الشحن في البحر الأحمر.
فيما كشف مسؤول أميركي أن القصف على اليمن اليوم "أهم عمل عسكري في ولاية ترامب الجديدة" وهو "رسالة تحذير لإيران" وفق ما نقلت “نيويورك تايمز”.

وكانت طائرات أمريكية قد شنت  غارات جوية على محافظة صعدة، فيما قال إعلام حوثي إن قصفاً أميركياً استهدف أطراف مدينة ذمار ومديرية عنس

أعتقد أن أمريكا وحليفتها إسرائيل ومعها السعوديه قرروا  إنهاء موضوع الحوثيين بالتعاون مع الطيران العسكري الإسرائيلي  لإنهاء الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط والبحر الأحمر، فحرب اليمن قد تكون بداية لحرب إقليمية ضد إيران تترأسها إسرائيل وأمريكا والدول الغربية ومعها بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية التي لم تستطع حسم معركتها مع الحوثيين منذ 5 سنوات، ولكنها الآن تريد حسم المعركة للسيطرة على البحر الأحمر وإزالة تهديد الحوثيين، وسيكون البحر الأحمر من نصيب المتحالفين.

لا أعتقد أن ضربة الحوثيين هذه ستكون نهائية وربما سيكون هناك ضربات أخرى ولكن حسب اعتقادي هذا النوع من الضربات السريعة الموجعة ستكون نموذجا مصغرا وسيناريو لما سيحدث في العراق مستقبلا وبعدها إيران وكما حدث في لبنان وسوريا من قبل ولكن بشكل أطول وأقسى وأكثر تدميرا وضررا للبنى التحتية والاتصالات والكهرباء والجسور والمطار، مثلما حدث لبيروت والميناء والضاحية الجنوبية ومقرات حزب الله وبيوتهم وبيوت عائلاتهم ومقراتهم في الجنوب، وأيضا كما حدث في سوريا من تنفيذ ما يقرب من ٣٥٠ ضربة جوية أدت لتدمير كافة مقدرات الجيش السورى عقب سقوط نظام بشار الأسد.

ترامب يريد تدمير الحوثيين وتأميم البحر الأحمر لصالح أمريكا وإسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمة العربية، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه "الممر الاقتصادي"، وذلك بتوجية ضربات قوية للحوثيين في اليمن وتأميم البحر الأحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودوا للهيمنة على البحر الأحمر، وهذا لن يتم إلا بمزيد من الضربات الجوية والتدمير في اليمن.

حرب إسرائيل ضد إيران لم تبدأ بعد والبداية الحقيقية ستكون بإنهاء النظام الإيراني وما يحدث مجرد ضرب أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ،حيث بدأت بضرب حماس في غزة وبعدها حزب الله في لبنان وإسقاط النظام السوري الداعم الأول لإيران في المنطقة، والآن تقوم بضرب الحوثيين في اليمن في سلسلة ممتدة من الحروب قد تنتهي بضرب إيران، فإسرائيل كانت في انتظار عودة ترامب للقضاء على إيران.

ضرب إيران مسألة طويلة قد تمتد لسنوات وستكون بعد تجريدها من كل مصادر الدعم والقوى الدولية وبعد انتهاء أذرعها إقليميا، فضرب إيران مسألة شبه أكيدة وإن تم لن يكون إسرائيليا فقط، وإنما تحالفات قوى عظمى على رأسهم أمريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومعها بعض الدول العربية، وعلى رأسهم السعودية، فردع إيران هو جزء من تقليل هيمنة روسيا وبوتين ومسحها من خارطة التأثير في الشرق الأوسط وإعادة ترتيب العالم من جديد.

ورغم تضحية إيران بحزب الله وحماس لإنقاذ نفسها من هجوم إسرائيلي أمريكي أكيد فلا أعتقد أنها بمأمن من مهاجمة أمريكا وإسرائيل لها، ولن يكتفي نتنياهو دون مهاجمتها وضرب المفاعل النووي الإيراني، ولكن توقيته مرتبط بنهاية موضوع غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا، ثم بعدها سيفرغ لمهاجمة إيران رأس الأخطبوط بعد أن يكون قام بتكسير أذرعها في المنطقة.

إيران لن يكون لها مكان على خارطة الشرق الأوسط الجديد من جميع النواحي، ولكن الاختلاف في التوقيت، ولا أعتقد أنه قريب، وقد يستغرق وقتا قد يمتد لسنوات ولكن في الوقت الحالي ما تقوم به أمريكا  وحليفتها إسرائيل هو تكسير أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ولكن إنهاء النظام الإيراني وضرب المفاعل النووي ليس حاليا.

ضرب إيران سيكون في توقيت آخر وبصورة مفاجئة وبعد ترتيب وضع غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق وسوريا واليمن والتطبيع مع السعودية. وستكون حرب إقليمية تترأسها إسرائيل وأمريكا والدول الغربية ومعها بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية.
 

title

مقالات ذات صلة

search