احتلال وساتر ترابي.. هل تسعى إسرائيل لضم شمال غزة إلى خريطتها؟

إسرائيل تبني ساتر ترابي بين شمال غزة وجنوبها
يواصل الاحتلال الإسرائيلي ممارسة سياسة الضغط القصوى عسكريًا في قطاع غزة، في محاولة لتحقيق أهدافه المعلنة، والمتمثلة في تحرير من تبقى من رهائنها والقضاء على حركة حماس.
وفي تصعيد جديد، توعدت تل أبيب بفرض "واقع غير مسبوق"، حيث كثّفت هجماتها جوًا وبرًا وبحرًا، بالتزامن مع استئناف العمليات البرية في أنحاء القطاع، وإنشاء ساتر ترابي يفصل بين شمال غزة وجنوبها، مما يزيد من تعقيد الأوضاع على الأرض.
كما دعا الاحتلال الإسرائيلي سكان القطاع إلى التوجه نحو مناطق محددة جنوبًا، بينما يواصل إغلاق المعابر الحدودية لليوم العشرين على التوالي، ويمنع دخول إمدادات المياه والكهرباء، الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية ويثير مخاوف بشأن تنفيذ مخطط التهجير الذي سبق أن طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كارثة إنسانية تهدد القطاع
مع انهيار الهدنة التي استمرت قرابة شهرين، عاد التصعيد العسكري الإسرائيلي ليضاعف من معاناة سكان غزة، حيث ارتفعت أعداد النازحين والمصابين في ظل تدهور الخدمات الصحية ونقص الموارد الأساسية.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن منظمات الإغاثة تواجه صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات للمتضررين، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف باتت عاجزة عن العمل بسبب نفاد الوقود، بينما يتم نقل المصابين على عربات تجرها الحمير.
كما أكدت الصحيفة أن ربع المخابز في غزة أُغلقت بسبب نقص الغاز، في حين بدأ المخزون الطبي في التراجع رغم دخول كميات محدودة خلال فترة وقف إطلاق النار.
المجاعة تلوح في الأفق
حذر مسؤولو الإغاثة من أن غزة قد تواجه أزمة إنسانية كارثية في غضون أسابيع إذا استمر الحصار.
وأوضحت "الجارديان" أن المخزون المتاح من المواد الغذائية الأساسية، مثل العدس والأرز والدقيق، يكفي ما بين أربعة إلى ستة أسابيع فقط، لكنه بعيد عن متناول الكثيرين بسبب الارتفاع الحاد في الأسعار.
وأضافت الصحيفة أن وكالات الإغاثة تمتلك مخزونًا محدودًا من وقود الديزل لتشغيل المولدات، لكن نقص البنزين أدى إلى شلل في حركة الإسعاف، مما يزيد من تدهور الأوضاع الصحية في القطاع.
فرج: إسرائيل لن تجرؤ على ضم شمال غزة
أكد المفكر الاستراتيجي اللواء سمير فرج أن إسرائيل لن تجرؤ على ضم شمال غزة إلى أراضيها، نظرًا للعواقب الخطيرة التي قد تترتب على ذلك.
وأشار فرج، في تصريحات لصحيفة "تليجراف مصر"، إلى أن الدول العربية، وعلى رأسها مصر، لن تسمح بمثل هذه المخططات، وهو ما تدركه إسرائيل جيدًا.
وأوضح أن التصعيد الإسرائيلي، بما في ذلك القصف المكثف وإنشاء ساتر ترابي، يهدف إلى الضغط على حماس لإعادتها إلى طاولة المفاوضات.
كما انتقد فرج قرار حماس بعدم تسليم الرهينة الخامسة، رغم التنازلات التي قدمتها الحركة خلال المفاوضات، معتبرًا ذلك خطوة غير موفقة، خاصة في ظل تدخل الولايات المتحدة عبر مبعوثها آدم بولر لمحاولة التوصل إلى تسوية.
دعوات دولية لوقف إطلاق النار
وسط التصعيد الإسرائيلي، تتوالى الدعوات الدولية لوقف القتال واستئناف المفاوضات، حيث دعا الاتحاد الأوروبي إلى "العودة الفورية لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين".
وأكد بيان صدر عقب اجتماع قادة الاتحاد في بروكسل على ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، كما رحب بخطة إعادة الإعمار العربية التي أقرت خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة، مؤكدًا استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا الشأن.
رهانات إسرائيلية في مواجهة الصمود الفلسطيني
تبدو إسرائيل، مدعومة بضوء أخضر أمريكي، مصممة على حسم الوضع عسكريًا وتنفيذ "خطة الجنرالات" لإعادة تشكيل واقع غزة الممتد لعشرات السنين.

أخبار ذات صلة
أنثى عرجاء من مصر.. مفاجآت بواقعة مهاجمة الوشق المصري لجيش الاحتلال
22 مارس 2025 07:09 م
أنثى عرجاء من مصر.. مفاجآت بواقعة مهاجمة الوشق المصري لجيش الاحتلال
22 مارس 2025 07:09 م
صاحب حانة ورجل بينيت.. من هو رونين بار الذي فجر أزمة بإسرائيل؟
21 مارس 2025 11:08 م
بعضهن حوامل.. فصول حزينة من معاناة 14 أمًّا فلسطينية في سجون الاحتلال
21 مارس 2025 09:36 م
أكثر الكلمات انتشاراً