الإثنين، 31 مارس 2025

05:51 ص

بعد لدغات البعوض.. وقف حرب أوكرانيا "خيال خطير"

حرب أوكرانيا

حرب أوكرانيا

خاطر عبادة

A .A

تخوض روسيا وأوكرانيا معارك دامية لا تقل ضراوة عن أي حرب أخرى، في الوقت الذي يناقش فيه دبلوماسيون هدنة محتملة. 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه بالنسبة للجنود والقادة في جبهة المعركة في أوكرانيا، فإن أي حديث عن وقف إطلاق نار دائم لا يزال يبدو وكأنه خيال خطير.

عالم بعيد عن محادثات السلام

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز، في تقريرها بعنوان "جبهة الحرب في أوكرانيا عالمٌ بعيدٌ عن محادثات السلام"، إنه في ظل تبادل هجمات الطائرات دون طيار، ومطاردة القناصة، وحقول الألغام، لا يستطيع الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا المخاطرة حتى بقدر ضئيل من فقدان التركيز.

ولهذا السبب أصدر العقيد دميتري باليسا، قائد اللواء الميكانيكي الثالث والثلاثين في أوكرانيا، تعليمات لجنوده بتجاهل التكهنات حول وقف إطلاق النار المحتمل.

وبينما يتحدث الدبلوماسيون والقادة الأوروبيون، على بُعد آلاف الأميال، عن هدنة محتملة وكيفية الحفاظ عليها، تخوض روسيا وأوكرانيا معارك دامية لا تقل ضراوة عن أي حرب أخرى.

ويُعدّ القتال العنيف، الذي يجتاح الجبهة الأوكرانية، جزئيًا محاولةً متأخرة لكسب الأرض وكسب النفوذ في المحادثات، التي تقول إدارة ترامب إنها تُحرز تقدمًا.

شكوك عميقة

وقالت الصحيفة الأمريكية إن هذا القتال يُظهر أيضًا شكوكًا عميقة بشأن المفاوضات: فحتى لو نجحت خطوات تدريجية، مثل وقف العنف في البحر الأسود، في ترسيخ نفسها، فإن قلة من الجنود أو المدنيين الأوكرانيين يعتقدون أنها ستؤدي إلى سلام دائم، حيث لا يزال الجانبان يكافحان من أجل تهيئة مواقع أفضل للقتال في المستقبل.

وتوقع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن روسيا تنوي شن عمليات هجومية جديدة لممارسة أقصى قدر من الضغط على أوكرانيا ثم إصدار إنذارات نهائية من موقع قوة، وتريد كييف حرمان موسكو من هذه الميزة.

القوات الأوكرانية

ولا تزال القوات الأوكرانية أقل عددًا وتسليحًا من القوات الروسية، تمامًا كما كانت منذ أن شنت روسيا غزوها الشامل قبل أكثر من ثلاث سنوات، لكنها أوقفت التقدم الروسي إلى حد كبير حتى الآن هذا العام، وهي الآن منخرطة في هجمات مضادة محلية لاستعادة الأراضي.

ويؤكد المحللون العسكريون الذين يتابعون تطورات ساحة المعركة أن وتيرة التقدم الروسي البطيئة بالفعل قد توقفت إلى حد كبير، على الرغم من أن قوات موسكو تواصل شن هجمات على أجزاء رئيسية من الجبهة.

وذكرت التايمز أنه من خلال مقابلات أجريت من الخطوط الأمامية، فقد أرجع الجنود والقادة العسكريون الأوكرانيون قدرتهم على الصمود إلى عدة عوامل: استراتيجيات دفاعية جديدة تدمج الطائرات دون طيار بشكل أكثر اكتمالًا، والتكيف السريع مع التهديدات المتغيرة، وعلامات التعب الروسي، وتحسن الروح المعنوية تحت قيادة القائد الجديد للقوات البرية، الجنرال ميخايلو دراباتي.

وقال العقيد باليسا: "هذه الحرب تُغيّر قواعدها باستمرار.. هذا يعني أننا مُضطرون للتكيّف باستمرار. كل ليلة، قبل النوم، علينا أن نخطط لاستراتيجية بديلة للغد".

وأضاف: يُنذر الانسحاب الأوكراني من معظم منطقة كورسك الروسية في وقت سابق من هذا الشهر بإعادة رسم معالم القتال، ويمكن الآن إعادة نشر عشرات الآلاف من الجنود الملتزمين بالحملة الروسية التي استمرت سبعة أشهر لاستعادة الأراضي الروسية هناك.

وقال العقيد أوليه هرودزفيتش، 35 عاما، نائب قائد اللواء الميكانيكي 43 في أوكرانيا، إن حملة كورسك سحبت بالفعل جزءا كبيرا من قوات العدو والقوة النارية من أجزاء أخرى من الجبهة.

وأوضح أنه على سبيل المثال، قال إنه بينما كانت المعارك محتدمة في كورسك، كان هناك انخفاض بنسبة 50% في عدد القنابل الجوية- أحد أكثر الأسلحة الروسية فعالية في منطقة كوبيانسك على الحافة الشمالية للجبهة الشرقية.

وأضاف أن القوات الروسية اقتصرت على تكتيكات "لدغات البعوض"، وهي هجمات صغيرة غالبًا ما تنتهي بالفشل،  لكنه يتوقع أن روسيا قد تعيد الآن توجيه بعض قواتها إلى منطقته.

search