الإثنين، 31 مارس 2025

05:16 م

مدحت العدل: ضد المنع والاحتكار.. والدراما تحتاج إلى حرية التناول

مدحت العدل

مدحت العدل

A .A

أكد الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين، رفضه القاطع لفكرة منع عرض الأعمال الفنية، مشددًا على ضرورة دعم حرية التناول ومنع الاحتكار لضمان تطور الدراما المصرية.

وقال العدل: "أنا ضد المنع، إذا كنت ترى أن المسلسل يقدم صورة غير دقيقة للحارة المصرية، فقم بإنتاج مسلسل آخر يعكس رؤيتك، لكن لا تمنع. وعموماً، أنت تملك ريموت كنترول، إذا لم يعجبك المحتوى، غيّر القناة".

كما أشار إلى ضرورة تحليل سيكولوجية المشاهد، متسائلًا: "لماذا تحقق المسلسلات التي ننتقدها أعلى نسب مشاهدة؟ هذا يشير إلى وجود خلل في التوجه القيمي، وهو أمر يحتاج إلى دراسة من قِبل علماء الاجتماع".

حرية التعبير واحترام التعددية

دعا العدل إلى تحقيق مبدأ حرية التناول في الدراما والفن، وعدم اعتبار من يختلف مع الآخرين بأنه ضد مصر، موضحًا: "كلنا نحب مصر بنفس القدر، لكن لكل فرد زاوية نظر مختلفة. إذا لم يعجبك المحتوى الشعبي، فقم بإنتاج محتوى شعبي آخر يعكس رؤيتك".

كما أبدى العدل سعادته بتولي الكاتب عبد الرحيم كمال مسؤولية الرقابة، متمنيًا منه العمل على رفع الوعي الثقافي للرقباء، والاستعانة بخريجي معهد السينما لضمان فهم أعمق للفن، مضيفًا: "هناك الآن تصنيف عمري للأعمال الفنية، والمنع لم يعد مجديًا في عصر المنصات الرقمية، حيث يمكن عرض أي عمل فني على منصات أخرى بسهولة".

مدحت العدل 

مخاطر الاحتكار وتأثيره على صناعة السينما

تحدث العدل عن سلبيات الاحتكار، موضحًا: "الاحتكار يقتل المنافسة ويحد من صناعة السينما، كما يمنع الشركات الجديدة من الإنتاج، وهو أحد الأسباب الرئيسية لتراجع الإنتاج الفني".

وأشار إلى أن حل أزمة الدراما يكمن في "مزيد من الحرية وإتاحة الفرصة لعودة شركات الإنتاج الكبرى التي أحجمت عن الإنتاج لأسباب متعددة، يجب دراستها وإيجاد حلول عملية لها".

التحديات البيروقراطية وتأثيرها على التصوير والإنتاج

انتقد العدل البيروقراطية التي تعيق صناعة السينما في مصر، مشيرًا إلى أن "التصوير في الشوارع يتطلب دفع مبالغ كبيرة، قد تصل إلى 100 ألف جنيه، وحتى التصوير في المطار أصبح غير ممكن بسبب التكلفة المرتفعة، ما يضطر المنتجين إلى بناء ديكورات بديلة، مما يفقد العمل مصداقيته".

ودعا إلى التعلم من التجربة المغربية في دعم الإنتاج السينمائي، حيث أصبحت المغرب وجهة مفضلة للشركات العالمية بسبب التسهيلات التي توفرها للتصوير.

وختم العدل حديثه بالتأكيد على ضرورة تضافر الجهود بين المنتجين والمسؤولين والوزارات المعنية، مؤكدًا أن "حلول أزمة الدراما ليست سحرية، لكنها تتطلب إرادة حقيقية ورؤية واضحة من جميع الأطراف المعنية".

search