الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:48 م

"اجعلوا الأمر منطقيّا!".. شبهات حول "الإسراء والمعراج"

الشيخ محمد متولى الشعراوي

الشيخ محمد متولى الشعراوي

فادية البمبي

A A

يحتفل العالم الإسلامي، اليوم الخميس، بذكرى “الإسراء والمعراج”، والتي تحلّ من غروب شمس الأربعاء وحتى فجر الخميس 8 فبراير.

وجاءت معجزة “الإسراء والمعراج” تأييدا وتثبيتًا من الله - سبحانه وتعالى- للرسول محمد بن عبد الله، في عام الحزن الذي فقد فيه زوجته السيدة خديجة وعمه أبو طالب، فعزّاه الله بمعجزة بصحبة جبريل - عليه السلام- حيث أُسري به من مكة إلى بيت المقدس، ثم عُرِجَ به إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى وعاد في نفس الليلة.

مع تجدّد ذكرى “الإسراء والمعراج”، يثار  جدل واسع حول حقيقتها وطبيعتها، وهل كانت بالروح فقط، أم بالجسد والروح.

رد الداعية الإسلامي الراحل الشيخ محمد متولى الشعراوي، على بعض الشبهات المثارة حول معجزة “الإسراء والمعراج”.


إشكالية القدرة 

يرد الشيخ الشعراوي على إشكالية معقولية حدوث المعجزة بأن “قدرة الله غير قدرة البشر، بل نُزِّه الله في فعله أن يكون كفعلك، حيث قال الله في كتابه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، فالرسول - صلى الله عليه وسلم- لم يَسرِ ولكن سُري به".
 

إشكالية الزمن 


المسافة من مكة إلى بيت المقدس كان العرب يقطعونها في شهر، فكيف وقعت أحداث “الإسراء و المعراج” في ليلة واحدة. 

يجيب الشيخ الشعراوي بأن “القوة تتناسب تناسبا عكسيا مع الزمن، فكلما زادت القوة يقل الزمن، كالفرق في زمن الوصول بين السيارة و الصاروخ”، مضيفا “إذا نُسب الفعل إلى قوة القوة، وهو الله، أيوجد زمن؟!، فالرحلة كانت خارج حدود الزمان والمكان، فالله الذي أسرى وليس البشر”.
 

إشكالية الانتقال بالروح 


يقول المشككون أيضًا إن “الإسراء والمعراج كان بالروح”، محاولين جعل قدرة الله منطقية لتدركها عقولهم، فيرد الشيخ الشعراوي "إذا قال الرسول إنه انتقل بروحه فقط فلماذا تم تكذيبه، فموقفهم التكذيبي يؤكد المعجزة، أنه سرى بروحه وجسده، ولذلك قال الله في كتابه (أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ) والعبد مدلوله (الروح والجسد)".
 

إشكالية الرؤية

من محاولات جعل الأمر يبدو منطقيًا أيضًا، ادّعاء أن “الإسراء والمعراج” كانت رؤى وأحلاما للنبي وليس حقيقة، يرد الشيخ الشعراوي بنفس المنطق "لو كانت رؤية، وقال لهم الرسول: أنا شفت في المنام بيت المقدس أكانوا يكذبونه؟ وهل تكذب الرؤى"، ويؤكد أن “هذا تفكير أصحاب الإيمان السطحي والعقول الضيقة”.

الدليل القرآني


أكد الشيخ الشعراوي على وجود آية وحيدة في القرآن تؤكد “المعراج”، ولولا وجودها لوجدت إشكالية حقيقية في ثبوته، وهي قول الله تعالى في سورة الرحمن (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان)، وهنا تأتي دقة كتاب الله، فالنفوذ إلى السماوات يمكن أن يحدث، ولكن بسلطان من خالقها الله عز وجل، وهو غاية في المنطقية، كيف أن يكون خالق السماء ولا يقدر على تذليل وتسخير قوانين الطبيعة، ليطمئن ويدعم أنبياءه ورسله، فحين يريد الله ذلك، يحدث، كما قال الله في كتابه (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)".

search