الثلاثاء، 22 أبريل 2025

10:29 م

"الأبرياء تعبوا من القتل".. البابا فرنسيس صارع الموت لأجل فلسطين

البابا فرانسيس

البابا فرانسيس

سيد محمد

A .A

عُرف بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، بموافقه الشجاعة والدفاع عن المظلومين في أنحاء العالم، تجلت في موقفه من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعوته المستمرة لوقف الحرب في غزة حتى قبل ساعات من وفاته.            

وتوفي البابا فرنسيس، أمس الإثنين، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، طوى فيها صفحة استثنائية، حملت مواقف جريئة وإنسانية لا تُنسى، كان أبرزها دعمه الصريح للقضية الفلسطينية ورفضه العنف في غزة.

“ليُسكت صوت السلاح”.. آخر نداء للبابا

في 20 أبريل 2025، وفي آخر رسائله العامة بمناسبة عيد الفصح، أطلق البابا، نداءً عاطفيًا ومؤثرًا، طالب فيه بـ "وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة"، داعيًا للإفراج عن الرهائن وإنهاء المأساة الإنسانية المتفاقمة. وأكد تضامنه مع "الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي على حد سواء"، في مناشدة أخيرة للسلام قبل وفاته بساعات فقط.

صوت من نافذة المستشفى

ورغم وضعه الصحي الحرج في مارس 2025، ظهر البابا من نافذة مستشفى "جيميلي" بروما، ليقول كلمته: “ليُسكت صوت السلاح.. الأبرياء تعبوا من الموت”، في إشارة مباشرة للقصف المكثف على غزة آنذاك، ليؤكد مرة أخرى أنه لن يتخلّى عن مناصرة الشعوب المظلومة، حتى في أصعب لحظاته الجسدية.

في ديسمبر 2023، وصف البابا، استهداف المدنيين في غزة، بمن فيهم امرأتان مسيحيتان قُتلتا برصاص قناص إسرائيلي، بأنه "عمل إرهابي"، مؤكدًا أن الإرهاب لا يُبرر بمثله، في تصريح أثار حينها موجات من التأييد في الأوساط الإنسانية والدينية حول العالم.

زيارة تاريخية لجدار الفصل

في مايو 2014، سجّل البابا، محطة تاريخية في رحلته إلى الأراضي الفلسطينية، حين توقف للصلاة قرب جدار الفصل العنصري في بيت لحم، في صورة تناقلتها وسائل الإعلام الدولية باعتبارها رسالة سلام بليغة دون كلمات.

وفي ختام الزيارة، وجّه دعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز للصلاة المشتركة في الفاتيكان، في خطوة رمزية غير مسبوقة جمعت بين الأديان والسياسة في آنٍ واحد.

"ملاك السلام" ومعاهدة الاعتراف بفلسطين

في مايو 2015، خلال زيارة الرئيس عباس إلى الفاتيكان، وصفه البابا فرنسيس، بأنه "ملاك السلام"، وهو تعبير أثار جدلاً دبلوماسيًا واسعًا.  في الوقت نفسه، وقع الفاتيكان، معاهدة تعترف رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة عززت مكانة الفاتيكان كوسيط أخلاقي في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

الأماكن المسيحية محتلة وحق العبادة منعدم

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، عادل شديد، أن مواقف البابا فرانسيس هي مواقف إيجابية ذات طابع انساني وهم منسجمين مع قرارات الشرعية الدولية، والتي تتحدث بوضوح عن حل الدولتين.

وأكد عادل لـ"تليجراف مصر"، أنه يجب ألا ننسى أن أهم مقدسات للمسيحيين في العالم هي مقدسات محتلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي مثل الناصرة وبيت لحم والقدس.

وأضاف المحلل السياسي، أنه يوم الأحد كان عيد الفصح للمسيحيين في العالم، وحُرم مسيحيي غزة من الدخول إلى القدس، كما حُرم عظم مسيحيي الضفة الغربية من الوصول إلى كنيسة القيامة، والصلاة هناك، والكثير من المسيحيين الفلسطينيين يتعرضون للمضايقات والملاحقات، كما أن حرية العبادة غير متاحة للفلسطينيين، موضحا: “بالقراءة العامة فإن موقف البابا مغيرها من المواقف الإيجابية تصطدم بالعقبة الأمريكية، التي تمنع أي مواقف إيجابية من التأثير لصالح القضية الفلسطينية”.

متابعة البابا لقطاع غزة

روى الأب يوسف أسعد، نائب رئيس كنيسة اللاتين في غزة، قصة أخرى عن اهتمام البابا بفلسطين وغزة، حيث كان البابا فرنسيس يتواصل معه شخصيًا مرتين يوميًا لمتابعة الوضع في القطاع، كما خصص الكاردينال البطريرك اثنين من المراقبين المتخصصين للرد على استفسارات ومكالمات الكنيسة في غزة.

وعن نظرة البابا فرنسيس لما يجرى، قال الأب يوسف، في تصريح لـ"تليجراف مصر": "تحدثت مع قداسته مباشرة وأطلعته على الوضع المأساوي، وأرسل لي رقم سكرتيره الخاص باللغة العربية".

وتابع: "أكّد لي أن المسيحيين في غزة أناس مسالمون ولا علاقة لهم بأي نزاع، نحن 1070 مسيحيًا فقط بين أكثر من 2.3 مليون نسمة.. أقل من نقطة في بحر".

وأضاف نائب رئيس كنيسة اللاتين في غزة، أنه في الاستهداف الأول لمستشفى المعمداني قتل 18 فلسطينيًا مسيحيًا قُتلوا جراء استهداف كنيسة الروم الأرثوذكس، مشيرًا إلى أن القصف الإسرائيلي جاء دون أي سابق إنذار، بحجة مطاردة أحد المطلوبين. 

وتابع أن الكاهن خرج من الكنيسة، وبعدها بـ30 ثانية فقط تم استهداف الموقع، لحسن الحظ لم يُصب أحد من الآباء.

 

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 12:00 AM
    الفجْر
  • 12:00 AM
    الشروق
  • 12:00 AM
    الظُّهْر
  • 12:00 AM
    العَصر
  • 12:00 AM
    المَغرب
  • 12:00 AM
    العِشاء
الظهر
search