السبت، 26 أبريل 2025

04:01 ص

بريطانيا تستعرض قوتها البحرية.. مهمة ردع ضخمة لهذه الأسباب

حاملة الطائرات البريطانية- إتش إم إس برينس أوف ويلز

حاملة الطائرات البريطانية- إتش إم إس برينس أوف ويلز

تستعد حاملة الطائرات البريطانية "إتش إم إس برينس أوف ويلز"، التي تُقدّر قيمتها بثلاثة مليارات جنيه إسترليني، للإبحار الثلاثاء من ميناء بورتسموث على رأس مجموعة حاملة طائرات ضاربة (CSG) في مهمة بحرية دولية تمتد لثمانية أشهر، وتستهدف منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وفق صحيفة الجارديان.

وتعد هذه العملية، التي تحمل اسم "عملية Highmast"، استعراضًا ضخمًا للقوة البحرية والجوية البريطانية، بمشاركة قوات وسفن من دول حليفة أبرزها كندا والنرويج.

مشاركة دولية واسعة وتدريبات استراتيجية

سوف تقود "برينس أوف ويلز"، التي يبلغ وزنها 65 ألف طن، مجموعة من السفن الحربية، تشمل المدمرة البريطانية "إتش إم إس داونتلس"، والفرقاطتين "إتش إم إس ريتشموند" و"إتش إم سي إس فيل دو كيبك" (الكندية)، إلى جانب السفينتين النرويجيتين "HNoMS Maud" و"HNoMS Roald Amundsen"، وسفينة الدعم "RFA Tidespring".

وستشارك هذه القوة في تدريبات وعمليات وزيارات رسمية مع أكثر من 40 دولة عبر البحر الأبيض المتوسط، والشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، واليابان، وأستراليا.

سينضم لاحقًا إلى المجموعة 18 طائرة بريطانية من طراز F-35B، مع توقعات بزيادة العدد إلى 24 طائرة خلال فترة الانتشار. 

كما ستشارك طائرات هليكوبتر من طراز Merlin Mk2 وMk4 Commando وWildcat، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار من طراز T-150 Malloy وPuma، لتوفير قدرات متقدمة في الحرب المضادة للغواصات والمهام الهجومية.

دعم الحلفاء وتأمين طرق التجارة

من جانبه، صرّح العميد البحري جيمس بلاكمور، قائد مجموعة الخدمات البحرية البريطانية، في مقابلة متلفزة، أن المهمة تهدف إلى إرسال رسالة واضحة عن جدية واستعداد المملكة المتحدة لدعم الأمن الدولي. 

العميد البحري جيمس بلاكمور يتحدث إلى وسائل الإعلام

وقال: "نحن هنا لدعم طرق التجارة الحيوية، وتعزيز التحالفات، وإثبات أننا قوة موثوقة يمكن الاعتماد عليها".

وأضاف أن العمل المشترك مع الحلفاء في المنطقة يساهم في تعزيز الردع والدفاع المشترك، ودعم النظام الدولي القائم على القواعد.

حضور بشري لافت وتجهيزات دقيقة

سيبدأ الانتشار بقوة قوامها حوالي 2500 عنصر عسكري، بينهم 2100 من البحرية البريطانية و400 من النرويج وكندا وإسبانيا، مع خطط لزيادة العدد إلى 4500 أثناء التدريبات الرئيسية في المحيطين الهندي والهادئ.

الكابتن ويل بلاكيت، قائد "برينس أوف ويلز"، وصف مهمته بأنها حلم تحقق، قائلاً: "نشأت في بورتسموث، وكنت أحلم بقيادة سفينة حربية... اليوم أعيش هذا الحلم أمام أطفال يراقبون كما كنت أفعل في طفولتي".

قائد سفينة صاحبة الجلالة أمير ويلز- الكابتن ويل بلاكيت

وأضاف أن طاقم السفينة أمضى عامًا من التدريب المكثف، وأن السفينة تمثل إنجازًا تقنيًا مذهلًا، لكنها لا تكتمل دون "السحر البشري" الذي يصنعه طاقمها.

كما أعرب عدد من أفراد الطاقم عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في المهمة. وقال الفني الهندسي جوش تومسون (29 عامًا): "إنه أمر نادر وفريد، أن نزور أماكن لا يراها الكثيرون وأن نكون جزءًا من مهمة مهمة لمستقبل بلادنا."

أما جون ديفيس (24 عامًا) من أكسفورد، فقال: "أنا متحمس جدًا... إنها فرصة عظيمة وشرف كبير."

أولى المحطات: تدريبات الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط

ستبدأ المجموعة مهامها بالمشاركة في تدريبات لحلف الناتو قبالة السواحل الفرنسية لاختبار منظومات الدفاع الجوي، ثم تتوجه إلى البحر الأبيض المتوسط للعمل مع قوة حاملة طائرات بقيادة إيطاليا، قبل التوجه شرقًا عبر البحر الأحمر نحو المحيطين الهندي والهادئ.

تُعد هذه المهمة الثانية من نوعها في المنطقة بالنسبة للمجموعة القتالية CSG، بعد أول عملية ناجحة قادتها السفينة "إتش إم إس كوين إليزابيث" في عام 2021، ما يعكس التزام المملكة المتحدة المستمر بتعزيز الأمن البحري العالمي.

search