الخميس، 24 أبريل 2025

07:44 ص

بدون عمليات جراحية.. ثورة طبية قد تُعيد الأمل للمكفوفين

ابتكار علمي لعلاج العمى بالذهب دون جراحة

ابتكار علمي لعلاج العمى بالذهب دون جراحة

في إنجاز علمي واعد لعلاج فقدان البصر، طور باحثون من جامعة براون بالولايات المتحدة، تقنية جديدة محتملة لاستعادة الرؤية باستخدام جزيئات الذهب النانوية وأشعة الليزر تحت الحمراء، دون الحاجة إلى تدخل جراحي أو تعديل وراثي.

وكشفت الدراسة المنشورة في مجلة ACS Nano، أن حقن جزيئات الذهب النانوية في العين ثم تحفيزها بأشعة ليزر تحت الحمراء، يمكن أن يُفعل خلايا الشبكية ويعيد جزئيًا القدرة على الإبصار، وقد تم اختبارها بالفعل على فئران تعاني من حالات تنكس شبكي.

وقال الباحث الرئيسي جياروي ني: “هذا نوع جديد من الأطراف الاصطناعية لشبكية العين، يمتلك القدرة على استعادة البصر المفقود بسبب التنكس الشبكي، دون الحاجة إلى عمليات معقدة أو تعديل جيني”، وفقًا لمجلة "انتريستنج انجنيرينج".

وأضاف: "نعتقد أن هذه التقنية قد تغير قواعد العلاج في حالات التنكس الشبكي".

رؤية جديدة لإصلاح الرؤية

وأجرى الفريق التجارب على شبكيات معزولة من فئران، وأيضًا على فئران حية تعاني من تلف شبكي، وتم عرض أنماط ضوئية بتصميمات محددة على الشبكيات المعالجة، ثم رصد النشاط البصري في مناطق القشرة البصرية في الدماغ لتحديد ما إذا كان هذا النشاط ناتجا عن تحفيز الجزيئات النانوية وهو ما يؤكد أن الدماغ تلقى معلومات مرئية بالفعل.

ولعل أبرز ما توصلت إليه الدراسة، أن الجزيئات لم تُسبب أي التهابات أو آثار سامة، كما لم تُلحق ضررا بالشبكية، ولم تُظهر علامات تحلل حتى بعد مرور عدة أشهر من حقنها.

وأوضح ني، أن "الحقن داخل الجسم الزجاجي للعين يعد من أبسط الإجراءات في طب العيون"، بالمقارنة مع التدخل الجراحي.

ويتخيل العلماء، تطبيق التقنية مستقبلا عبر نظارات ذكية مزودة بكاميرات وأشعة ليزر منخفضة الطاقة، تقوم بتحويل الصور الحقيقية إلى أنماط ضوئية دقيقة، تحفز الجزيئات النانوية في شبكية العين، مما يسمح للدماغ بتكوين صورة حتى في غياب المستقبلات الضوئية الطبيعية.

أطراف بصرية بدون جراحة

تشبه هذه الفكرة أنظمة زراعة الأقطاب التي حصلت سابقاً على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لكنها تتفوق في عدة جوانب، أبرزها أنها لا تتطلب جراحة، ويمكن للجزيئات أن تغطي كامل الشبكية، إلى جانب حفاظها على الرؤية المتبقية بفضل استخدامها لأشعة تحت حمراء لا تؤثر على الإبصار الطبيعي.

ورغم أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، فإن النتائج الأولية تفتح الباب أمام جيل جديد من الأطراف البصرية القائمة على الضوء وبدون تدخل جراحي، ويتطلب الأمر المزيد من الدراسات والتجارب السريرية قبل تطبيقها على البشر.

واختتم ني قائلاً: "أثبتنا أن الجزيئات يمكن أن تبقى في الشبكية لأشهر دون سُمية تُذكر، وأثبتنا أيضا أنها قادرة على تحفيز النظام البصري بنجاح، وهذا مشجع جداً لتطبيقات مستقبلية”.

search