قرار يهز البلاد.. الأردن يحظر الإخوان ويكشف خلية تهدد أمنه (القصة الكاملة)

بعض أفراد الخلية الإرهابية
دوّت خطوات حذرة في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمّان، حيث تحركت فرق أمنية بهدوء نحو أبواب مغلقة، لم يكن الأمر حملة تفتيش روتينية، بل لحظة بداية تحوّل كبير في المشهد الأمني والسياسي الأردني.
بعد ساعات فقط، وقف وزير الداخلية، مازن الفراية، في مؤتمر صحفي استثنائي، ليعلن ما وصفه بأنه "قرار لحماية الوطن" شمل حظرا نهائيا لجماعة الإخوان المسلمين “المنحلة”، ومصادرة ممتلكاتها، وإغلاق جميع مقارها، حسبما ذكرت صحيفة الرأي الأردنية.
"ما اكتشفناه لا يمكن التهاون معه"، قالها الفراية وهو يقرأ بيانًا بدا وكأنه يقطع آخر الخيوط بين الدولة وهذه الجماعة التي كانت فاعلًا تاريخيًا في الحياة السياسية الأردنية.
خلية تعمل في الظلام
منذ عام 2021، كانت دائرة المخابرات العامة تراقب بصمت نشاطًا متناميًا لعناصر ينتمون للجماعة، يتنقلون بين المحافظات، ويستخدمون ورشًا ومزارع نائية لتجارب خطيرة.
وفقًا للتحقيقات، فقد تم تصنيع صواريخ باستخدام أدوات محلية، وتطوير طائرات مسيّرة بقدرات متقدمة، والتخطيط لعمليات تهريب أسلحة.
وفي العملية الأخيرة، تم اعتقال 16 شخصًا، ووجهت إليهم تهم شملت: تصنيع وتخزين متفجرات، ومحاولة تهريب صواريخ، بالإضافة إلى تدريب عناصر داخل الأردن وخارجه، والتعاون مع جهات خارجية في لبنان.
صاروخ في أحد أحياء عمّان
أكثر ما أثار القلق في الرواية الأمنية، هو العثور على صاروخ جاهز للإطلاق، مخبأ في ضاحية سكنية قرب العاصمة، وأكد مصدر أمني أن "انفجاره كان سيحدث كارثة"، مشيرًا إلى أن الجماعة سعت لإخفاء أنشطتها تحت غطاء العمل السياسي والاجتماعي.
وفي عرض مسائي بثّه التليفزيون الأردني، الأسبوع الماضي، جلس متهمون أمام الكاميرات، وتحدثوا بلهجات مرتجفة عن تدريبات تلقوها في لبنان، وعن شحنات وصلت سرًا، وعن خطط "نصرة فلسطين" تحولت، كما قالت السلطات، إلى تهديد مباشر للأردن.
هذا الربط السريع بين الجماعة وبين نشاط مسلّح خارج الحدود، دفع الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى الاتصال بالملك عبد الله الثاني، مؤكدًا استعداد بلاده الكامل للتعاون، كما شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على أن لبنان "لن يكون منطلقًا لأي تهديد لدولة شقيقة".
حماس ترد.. والأردن يصعّد
وفي خطوة مفاجئة، أصدرت حركة حماس بيانًا دعت فيه الأردن إلى الإفراج عن المعتقلين، قائلة إنهم “تحركوا بدافع دعم القضية الفلسطينية”، لكن الرد الأردني كان حادًا، إذ أكدت الحكومة أن المملكة "صمدت في وجه الفصائل"، وأنه لا مجال لتحويل الأردن إلى ساحة للفوضى.
"ليس ملعبًا لتجريب الصواريخ"
من داخل الأردن، جاءت ردود الفعل سريعة وغاضبة من سياسيين ومفكرين، حيث كتب الوزير السابق سميح المعايطة: "حماس لم تحمِ غزة، وليس من حقها ممارسة نشاط عسكري سرّي في الأردن".
أما الكاتب خلف الطاهات، فصرّح بأن "الأردن ليس ساحة لتجريب الصواريخ ولا ملعبًا للفوضى الإقليمية".
ويرى مراقبون أن إعلان وزير الداخلية لم يكن مجرد قرار أمني، لقد كان إعلانًا عن نهاية فصل سياسي طويل، وبداية مواجهة مفتوحة مع ما تعتبره الدولة تهديدًا وجوديًا.
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
القرم تُجدّد أوجاع أوكرانيا.. هل ينحاز ترامب لروسيا؟
23 أبريل 2025 10:49 م
الاتحاد الأوروبي يفرض 700 مليون يورو غرامات على "أبل" و"ميتا"
23 أبريل 2025 05:10 م
البيت الأبيض: زيلينسكي يسير في “الاتجاه الخاطئ” وترامب محبط
23 أبريل 2025 09:52 م
الكرملين: نتحدث عن السلام مع واشنطن بينما أوروبا تقرع طبول الحرب
23 أبريل 2025 09:21 م
أكثر الكلمات انتشاراً