الإثنين، 28 أبريل 2025

06:39 ص

التجاهل سيد الموقف.. خبراء لـ ترامب بشأن قناة السويس: "ادفع عشان تعدي"

قناة السويس

قناة السويس

أسامة حماد

A .A

"قناة السويس وبنما لولا وجود الولايات المتحدة ما كانوا موجودين".. هكذا أثار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جدلًا عالميًا، كما قُوبل باستهجان شديد على مستوى الخبراء والمتابعين السياسيين والعسكريين في مصر.

تصريحات ترامب عن قناة السويس

أبدى ترامب، رغبته في أن يصبح عبور السفن الأمريكية لقناة السويس مجانًا، زاعمًا أن قناتي السويس وبنما لم تكن لتتوجدا لولا الولايات المتحدة.

الرئيس الأمريكي ترامب

وقال عدد من الخبراء في الشأن العسكري، إن تصريحات ترامب جاءت لأهداف معينة، وهي محاولة للضغط على مصر  لتسهيل تحركات السفن العسكرية الأمريكية في المنطقة شمالًا وجنوبًا دون تحمل تكلفة.

وتفرض هيئة قناة السويس رسومًا على السفن التي تمر في القناة، من خلال وحدة قياس تسمى وحدات السحب الخاص SDR، وهي مزيج من العملات الأجنبية، تُحدد بنسب لكل العملات وتتغير بشكل مستمر.

وحين يصدر كشف حساب السفينة، يكون بعملة SDR، ثم تحول كل سفينة SDR إلى العملة المناسبة لها، فيمكن تحويلها إلى الدولار أو اليورو أو غيرها من العملات.

مرور السفن في قناة السويس

رسوم المرور في قناة السويس

ووفقًا لموقع لهيئة قناة السويس، فإن السفن تدفع رسومًا 10.54 وحدة قياس على أول 5 آلاف طن، بينما تنخفض القيمة تدريجيًا إلى 3.36 وحدة قياس عند 50 ألف طن، ما يعكس التكلفة المرتفعة لمرور السفن الحربية عبر القناة، وفقًا لمصدر حكومي 

ترامب فاقد الوعي بالتاريخ

واستهجن الخبراء التصريحات فيما يخص الحديث عن دور الولايات المتحدة في وجود قناة السويس، حيث عقّب وكيل المخابرات العامة الأسبق، اللواء محمد رشاد، قائلًا: “ترامب فاقد الوعي بالتاريخ والجغرافيا، وإذا تم العودة للتاريخ، سنجد أن قناة السويس حُفرت بأيدي المصريين، في ملحمة تاريخية، لا تقل عن تلك التي بنوا فيها أهرامات الجيزة”.

حفر المصريين لقناة السويس

وأشار اللواء محمد رشاد، في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن ترامب يريد مرور السفن العسكرية الأمريكية في قناة السويس بالمجان، ليكون لديه تسهيلات لتحويل مجهوده العسكري إلى أي مكان يريده في المنطقة بدون تكلفة،  خاصة وأن السفن العسكرية يكون مرورها أكثر تكلفة من التجارية.

اللواء محمد رشاد

العمليات العسكرية الأمريكية على الحوثيين

وأكد وكيل المخابرات العامة الأسبق، أنه لا علاقة بالعمليات العسكرية الأمريكية على الحوثيين في اليمن، بالتأثير على الملاحة في قناة  السويس، متابعًا أن الهدف الأمريكي في حربها ضد الحوثيين هو وقف هجماتهم على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، إضافة إلى عمليات الجماعة ضد إسرائيل في مساندة قطاع  غزة.

ويرى اللواء رشاد، أنه من الضروري تجاهل الجهات الرسمية المصرية لتصريحات ترامب، حتى لا يرتقي الأمر إلى قضية محل جدل يتداولها العالم، ويكون هناك مجالًا للتسوية، متابعًا: “الأمر لا يقبل القسمة على اثنين ولا يملك  أحد منازعة مصر فيها”.

قناة السويس

ولفت اللواء محمد رشاد، إلى أنه يجب الرد من خلال الإعلام غير الرسمي بنشر صور المصريين أثناء حفر قناة السويس، لكي لا يتطاول ترامب على أمور تاريخية يعرفها الجميع.

 تنويع مصادر السلاح

من جانبه، قال الخبير والمفكر الإستراتيجي، اللواء سمير فرج، إن تصريحات الرئيس الأمريكي حول قناة السويس يرفضها الشعب المصري بشكل تام، متابعًا: "على ترامب أن يحكم في بلده وليس في مصر".

وأضاف فرج، لـ“تليجراف مصر”: لولا توجه الرئيس السيسي إلى تنويع مصادر السلاح، من مختلف الدول الكبرى، لرضخت مصر الآن، لأنه كان سيبقى كل السلاح المصري والذخائر تتحكم فيها أمريكا فقط".

اللواء سمير فرج

وسخر اللواء سمير فرج، من مزاعم ترامب “لولا الولايات المتحدة لما وجدت قناتي السويس وبنما”، قائلًا: "يا سلام هو ترامب اللي حفرها، بالشعب الأمريكي"، فهو لن يستطيع فعل أي شيء، أو مواجهة مصر في هذا الحق التاريخي، وإذا دخلت معه في عداء سيتسبب له في مشكلات عدة.

كيف سيكون الرد المصري على ترامب؟

وتابع اللواء سمير فرج بأن مصر ستتجاهل تمامًا تصريحات ترامب، والسفن التي تريد المرور من القناة ستدفع الرسوم، ودون ذلك لن تمر.

واختتم بأن ترامب قد يدعي أن العمليات العسكرية في اليمن بسبب تأثر الملاحة في البحر الأحمر وقناة السويس، قائلًا: "مصر لم تطلب منه ذلك".

search