الإثنين، 28 أبريل 2025

01:09 ص

من جرينلاند إلى قناة السويس.. هوس ترامب بالاستعمار الاقتصادي لا يتوقف

الرئيس الأمريكي- دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي- دونالد ترامب

“سنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.. كلمات على قبعة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملت شعارا لحملته الانتخابية قبل فوزه في ديسمبر الماضي، وبعدها أصبح يفكر في عودة أمريكا مرة أخرى إلى عهدها السابق وهو فترة الاستعمار الأمريكي لكن بمنظور اقتصادي بحت. 

فمنذ تقلّده مفاتيح البيت الأبيض لولاية رئاسية ثانية في يناير من العام الجاري، يظهر ترامب أمام المتابعين هوسه الاقتصادي ورغبته في التملك لكل ما هو متاح من جرينلاند، وغزة، مرورًا بفرض رسوم جمركية على أغلب دول العالم، وصولًا إلى الحديث عن مرور السفن الأمريكية مجانًا عبر قناتي السويس وبنما.

عبور السفن الأمريكية مجانًا

في تغريدة مثيرة للسخرية خلال الساعات الماضية، كتب ترامب عبر حسابه الشخصي على منصة “تروث سوشيال”: "يجب السماح للسفن الأمريكية، العسكرية والتجارية على حد سواء، بالمرور عبر قناتَي بنما والسويس بحُريّة، هاتان القناتان ما كانتا لتوجَدا لولا الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضاف ترامب: "طلبتُ من وزير الخارجية ماركو روبيو تولي" هذه القضية.

الحديث الذي اعتبره المحللون ابتزازا صريحا، يرمى لأهداف اقتصادية، فيما اعتبره آخرون أنه أحد أشكال “البلطجة” الأمريكية ووهم القوى العظمى.

سفن أمريكية في قناة السويس

الرسوم الجمركية تغزو العالم 

وفي واقعة سابقة، فرض ترامب في 2 أبريل 2025 رسومًا جمركية جديدة على مجموعة واسعة من السلع القادمة من مختلف دول العالم. 

وادعى ترامب أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية وتعزيز الاقتصاد الوطني، في إطار سياسته الاقتصادية "أمريكا أولًا"، التي تهدف إلى تقليص العجز التجاري وتحفيز الشركات الأمريكية على العودة إلى الداخل.

ولكن هذه السياسات أثارت ردود فعل قوية من حلفاء وشركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة، حيث فرض بعضهم رسوماً مضادة على السلع الأمريكية، مما يهدد بإشعال حرب تجارية قد تؤثر سلباً على الاقتصاد العالمي.

رسوم ترامب الجمركية تغزو العالم 

مشروع "ريفييرا" في غزة

خطة "الريفييرا" التي اقترحها ترامب، في فبراير من العام الجاري، هي مشروع اقتصادي يهدف إلى تحويل ساحل غزة إلى منتجع سياحي فاخر يشبه "ريفييرا الفرنسية"، مع بناء مرافئ لليخوت، وفنادق فاخرة، ومراكز تجارية.

المشروع الذي وصفه بـ "ريفييرا الشرق الأوسط" يهدف إلى بناء مرافق سياحية فاخرة على سواحل غزة، تشمل مرافئ لليخوت، فنادق فاخرة، ومراكز تجارية. 

وقد أثار هذا الاقتراح الجدل، حيث رآه البعض محاولة لتصفية القضية الفلسطينية عبر تحويل غزة إلى منطقة اقتصادية خاضعة للاستثمارات الدولية، في المقابل، يروج ترامب للمشروع كوسيلة لتحسين حياة الفلسطينيين من خلال استثمارات ضخمة، مشيرًا إلى أنه جزء من استراتيجية "سلام مقابل الرخاء".

صورة تمثال ترامب في غزة (ضمن فيديو بالذكاء الاصطناعي نشره على منصة تروث سوشيال)

التمسك بفكرة شراء جرينلاند

وأثار ترامب مجددًا ضجة عندما أعاد الحديث عن شراء جزيرة جرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي يتمتع بحكم ذاتي. 

في 2019، كان ترامب قد نادى بضم جرينلاند إلى الولايات المتحدة، وفي الآونة الأخيرة أكد مجددًا أن الولايات المتحدة “ستحصل عليها بطريقة أو بأخرى”، لافتا إلى الأهمية الاستراتيجية للجزيرة، وخاصة في مجالات الدفاع والتعدين. 

في منشور عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، أعلن ترامب، استعداد الولايات المتحدة لاستثمار مليارات الدولارات في جرينلاند بهدف خلق فرص عمل وتعزيز التعاون بين البلدين.

من خلال تصريحاته الأخيرة، يظهر ترامب تصميما على إعادة الولايات المتحدة إلى صدارة القوى الاقتصادية العالمية، مستعينًا بأساليب اقتصادية غير تقليدية قد تثير العديد من الجدل على الساحة الدولية.

جانب من جزيرة جرينلاند
search