الإثنين، 28 أبريل 2025

01:07 ص

ترامب يتسول عبور قناة السويس.. وسياسيون يردون: "ادفع عشان تعدي"

قناة السويس

قناة السويس

روان عبدالباقي

A .A

موجة غضب شديدة سيطرت على الشارع السياسي المصري بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول عبور السفن الأمريكية لقناة السويس “مجاناً”، وسط تساؤلات عن قانونية هذا الاقتراح وهل يُمكن تطبيقه وفقًا للقانون الدولي.

موقف القانون من تصريحات ترامب

أستاذ القانون الدولي، أيمن سلامة، قال إن قناة السويس تُمثل شريانًا حيويًا للتجارة العالمية وتخضع لنظام قانوني مصري راسخ يستند إلى تشريعات واضحة ولوائح تنظيمية دقيقة تحدد رسوم المرور وحالات الإعفاء المحدودة.

وأضاف سلامة لـ“تليجراف مصر”، أن هيئة قناة السويس يتم تنظيمها بموجب القوانين المصرية ولوائحها التنفيذية حركة المرور والرسوم المستحقة وهذه القوانين لا تفرق بين جنسية السفن أو طبيعتها، وتعتمد معايير واضحة للرسوم بناءً على حمولة السفينة ونوعها ولا يوجد في التشريعات المصرية أي بند يمنح أمريكيا أو أي دولة أخرى استثناءً خاصا من دفع رسوم العبور.

وتابع: قد تتضمن القوانين المصرية حالات استثنائية للإعفاء من الرسوم، تتعلق عادةً بسفن الإنقاذ أو السفن التابعة لمنظمات دولية محددة في إطار اتفاقيات خاصة، أو في حالات الضرورة القصوى لكن هذه الاستثناءات محددة بوضوح ولا تشمل بأي حال من الأحوال منح امتيازات مجانية لدولة بعينها، مهما بلغت قوتها أو نفوذها.

أستاذ القانون الدولي، أيمن سلامة

منطق القوة والنفوذ

وعند سؤاله عن سبب مطالبة ترامب باستثناء الولايات المتحدة وحدها من دفع الرسوم، قال إنه مطلب يفتقر إلى أي أساس قانوني أو منطقي ويبدو أنها تستند إلى منطق القوة والنفوذ، متجاهلة مبادئ المساواة بين الدول وسيادة القانون الدولي.

وأكد أن قناة السويس ليست ملكا لأحد غير مصر، وهي تخضع لقوانينها ولوائحها، وعلى جميع الدول احترام هذه القوانين دون تمييز وقناة السويس ستظل تحت السيادة المصرية الكاملة، وعبور السفن سيستمر وفقاً للقانون المصري والقواعد الدولية المنظمة للملاحة ولا يمكن لأي تصريحات أو مطالب غير قانونية أن تنتقص من هذا الحق السيادي أو تفرض استثناءات غير مبررة.

من جانبها، علقت الإعلامية لميس الحديدي، على مطالبة ترامب بالسماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر قناة بنما وقناة السويس مجانًا، وقالت عبر تدوينة لها على إكس: "حد يفكره إن افتتاح قناة السويس كان 1869، كنتم لسه خارجين من الحرب الأهلية، عندكم عبيد ويا دوب فيه سكة حديد.. مش هكلمك بقى عن التاريخ القديم".

الإعلامية لميس الحديدي

جهل بالتاريخ

وأكدت النائبة أمل رمزي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، أن تصريحات ترامب تعكس “جهلًا فجًا بالتاريخ، واستخفافًا بسيادة دولة صنعت الحضارة قبل أن تولد الولايات المتحدة نفسها”.

وقالت رمزي، إن قناة السويس ليست نتاج دعم أو وصاية أجنبية، بل مشروع مصري خالص، شُق بأيدي المصريين، حين كانت مصر تكتب فجر الإنسانية، بينما كانت الأراضي التي أصبحت لاحقًا الولايات المتحدة غارقة في المجهول، بلا هوية ولا ملامح.

 النائبة أمل رمزي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ

كما نشر الخبير في الشؤون الإفريقية رامي زهدي، مقالا باللغتين العربية والإنجليزية، بعنوان “لن يمر أحدهم مجانًا”، فند فيه ادعاءات ترامب، ووجه رسالة شديدة اللهجة لتصريحات الرئيس الأمريكي التي وصفها بـ أنها مؤسفة وتكشف عن عقلية استعمارية عفا عليها الزمن.

لا شيء يُمنح مجانًا

وقال رامي زهدي في منشوره: “إذا كانت أمريكا قد ضاق بها الحال حتى باتت تطلب الإعفاء من رسوم قانونية، فعليها أن تدعو حلفاءها لجمع الأموال المطلوبة ودفع الرسوم المستحقة نيابة عنها”.

وأضاف: “من المؤسف أن يخرج علينا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريح يطالب فيه بأن تمر السفن العسكرية والتجارية الأمريكية مجانًا عبر قناة بنما وقناة السويس، تصريح إنما يكشف عن عقلية استعمارية تجاوزها الزمن، وعجزٍت عن إدراك أن العالم اليوم لم يعد ساحة مفتوحة للأوهام ولا ملعبًا للهيمنة الرعناء”.

وتابع: “نقولها بوضوح لا لبس فيه؛ لا شيء يُمنح مجانًا.. ولا عبور بلا مقابل، فقناة السويس شريان سيادي مصري خالص، ومن أراد عبوره، فعليه أن يدفع كما يدفع الجميع، نحن لا نخضع لابتزاز، ولا نقبل تسولًا سياسيًا مفضوحًا مهما علا صوت صاحبه أو علا شأنه”.

الخبير في الشؤون الإفريقية رامي زهدي
search