الثلاثاء، 29 أبريل 2025

12:00 م

الطفولة والأمومة: حزمة تدخلات لحماية الصغار من مخاطر الإنترنت

رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، الدكتورة سحر السنباطي

رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، الدكتورة سحر السنباطي

أكدت رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، سحر السنباطي، أن المجلس يعمل في إطار دوره لحماية الطفل من كافة أشكال المخاطر والإساءة والعنف، حيث ينفذ برنامج حماية الأطفال من مخاطر الإنترنت من خلال حزمة تدخلات تشمل (التمكين وبناء القدرات والتوعية)، بهدف المساهمة في توفير الحماية لمستخدمي الإنترنت من النشء والمراهقين. 

وأوضحت السنباطي لـ"تليجراف مصر"، أن البرنامج يهدف إلى توظيف الطاقات والهوايات بشكل آمن يسهم في بناء قدرات النشء والمراهقين بما يتماشى مع احتياجات السوق المتطورة والمشاركة في إعداد المواطن العالمي، في ظل التحول التقني والتكنولوجي والثورة المعلوماتية.

وأشارت إلى أن الإنترنت أصبح اليوم مصدرًا حيويًا للمعلومات لدى النشء والمراهقين، ما يجعل التمكين ورفع الوعي لديهم أدوات رئيسية لتحقيق الأمان الرقمي والأمان الفكري، ويسهم في تأصيل المواطنة الرقمية، مؤكدة أهمية تحقيق التوازن بين حفظ الأبناء آمنين ومنحهم الحريات اللازمة لضمان سلامتهم في ظل الطفرة الإلكترونية. 

مخاطر الإنترنت

كما حذرت من مخاطر الإنترنت مثل: “التنمر الإلكتروني - الألعاب الإلكترونية - الابتزاز الإلكتروني - سرقة المعلومات الشخصية - الإدمان الإلكتروني - التعرض لمواد إباحية غير ملائمة”، وما يترتب عليها من آثار مثل: “الانتحار، العزلة والاكتئاب، ضعف التركيز والنظر، السمنة والنحافة، التفكك الأسري، سرقة المعلومات الشخصية، ضعف الانتماء والهوية، وعدم الفصل بين العوالم الافتراضية والواقع”.

وأضافت أن جهود المجلس تتضافر مع الشركاء لضمان بناء بيئة تكنولوجية أكثر أمانًا، تماشيًا مع الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ورؤية الدولة لخطة التنمية المستدامة 2030، من خلال تقديم حزمة تدخلات تركز على مستجدات تكنولوجيا المعلومات والاتصال مع التركيز على مبادئ المواطنة الرقمية والاستخدام الآمن للتكنولوجيا.

مشاركة مع مؤسسات دولية ومحلية

وأوضحت السنباطي أنه تمت الشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، ومؤسسة “حياة كريمة”، ومنظمة اليونيسف، ومبادرة "بُكرة بينا" التي أطلقها المجلس بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لتحقيق عدة إنجازات، تمثلت في: بناء قدرات 5350 طفل على آليات الحماية من مخاطر الإنترنت، وتنمية التفكير النقدي التحليلي وطرق المواجهة خلال عام 2023-2024، وبناء قدرات 300 أخصائي اجتماعي، توعية 300 ولي أمر.

وأكدت أنه تم تنفيذ هذه الأنشطة باستخدام أساليب تفاعلية غير تقليدية، لتعريف الأطفال بمفهوم المواطن الرقمي والبصمة الرقمية والحفاظ على المعلومات الشخصية، ومساعدتهم على الاستخدام الآمن للإنترنت، واختيار الألعاب الإلكترونية المناسبة لأعمارهم، وتشجيعهم على مصارحة الأهل أو الأخصائيين الاجتماعيين بالمشكلات، واللجوء إلى خط نجدة الطفل 16000 عند الحاجة، مع توظيف المهارات والهوايات عبر الإنترنت لتحقيق الحماية والتمكين وبناء فهم مشترك للاستخدام الآمن لتكنولوجيا المعلومات، وإرساء أخلاقيات التعامل مع التكنولوجيا الرقمية.

حماية الأطفال

وحول مبدأ الحماية، شددت سحر السنباطي على أن المجلس يلتزم بمبدأ مراعاة المصلحة الفضلى للطفل وعدم تعريضه للخطر، وفقاً لاتفاقية حقوق الطفل والمادة 80 من الدستور والمادة 96 من قانون الطفل، موضحة أن ظهور الأطفال بمظهر قد يعرض أخلاقهم أو تنشئتهم للخطر يمثل مخالفة لقانون الطفل، بجانب ما قد يشكله من جرائم أخرى وفقًا لقانون العقوبات المصري وقانون مكافحة الاتجار بالبشر وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات.

وأشارت إلى أن خط نجدة الطفل يتدخل فور ورود بلاغ بتعرض طفل للخطر، لا سيما ما يرتبط بإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الاستغلال الاقتصادي أو التجاري للطفل، ويتم إبلاغ النيابة العامة مع تقديم خدمات الرعاية الاجتماعية والنفسية للطفل. 

واستعرضت أبرز الوقائع مثل حالة "التيك توكر أحمد وزينب"، وحالة "أم زياد" التي أُحيلت للمحاكمة الجنائية وتم معاقبتها بالسجن سبع سنوات، بسبب عرضها لأطفالها في مقاطع تخالف قيم ومبادئ الأسرة المصرية لرفع نسب المشاهدة.

وأوضحت أن أبرز انتهاكات الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي تتمثل في الاستغلال في فيديوهات لرفع نسب المشاهدة، واستدراج الأطفال لإرسال صور أو مقاطع غير لائقة وابتزازهم بها ماديًا أو بطرق أخرى، مشددة على أن القوانين المصرية تواجه هذه الجرائم، إلا أن الحاجة مستمرة إلى التوعية وتكثيف الحملات الإعلامية لتوعية الأطفال بمخاطر الاستخدام غير الآمن للإنترنت، وخاصة التواصل مع أشخاص غير مرئيين وغير معلومين.

search