السبت، 05 أكتوبر 2024

12:43 م

محمد الحتو

محمد الحتو

A A

ارفعوا رؤوسكم .. جمهوركم "فوق"!

جماهير المنتخب الأردني في الطبقة الأعلى من مدرجات استاد "لوسيل".. أبعد ما يكون عن المستطيل الأخضر فيما مشجعو قطر افترشوا الدرجة الأولى على مدار الملعب!!.
أخفق الاتحاد الآسيوي وفشلت اللجنة المنظمة في توفير مبدأ العدالة داخل وخارج الملعب، فلا حكم أنصفنا، ولا مدرجات ألهبت حماس لاعبينا الذين وجدوا أنفسهم معزولين تماماً في استاد عالمي غصّ بـ 86496 متفرج!!.
تخيلوا أن ملعباً بهذه الضخامة والأجواء وفي نهائي قاري يفترض فيه القسمة على اثنين -إحقاقاً للحق- يمنح طرفاً على آخر 8% فقط من المقاعد بمعنى أن الحضور الجماهيري الأردني لم يتجاوز 7 آلاف مشجع من سعة الملعب!!.
نتحدث هنا عن منتخب تجرد من سلاحه الأهم والأكثر فاعلية وهذا ما كشفت عنه المباريات الماضية التي شهدت حضوراً قوياً من حملة "الشماغ الأحمر" الذين كانوا نقطة في بحر لوسيل!!.
لاعبو الأردن يتقدمهم الكابتن إحسان حداد ويزن النعيمات تحدثا عن ذلك المشهد المؤسف الذي تبخرت فيه التذاكر الأردنية وحضرت القطرية.. 
نعم، ميزان العدل كان مفقوداً وكال بأبشع طريقة، حتى أن لاعبو "النشامى" استلموا ميدالياتهم الفضية وطافوا الملعب لتحية الجماهير الأردنية التي تفرقت في سقف الملعب فيما رؤوس نجومنا تبحث في الأعلى وتصفق!!.
ارفعوا رؤوسكم يا "نشامى" أنتم في نظرنا "أبطال" وندرك بأنكم خسرتم نتيجة "ظرف مباراة" لم يسعفكم فيها قتالكم لمواجهة "صافرة مشبوهة" أثرت فيكم نفسياً وإخفاق إداري من المضيف للضيف أجبركم على ارتكاب أخطاء كلفتنا الكثير في وقت لم يكن الخصم القطري ذو مستوى خارق يؤهله للفوز ببطولة من 3 ركلات جزاء كانت مثار جدل طويل عبر الشاشات والمنصات وأهل الخبرة التحكيمية أجمعوا على أن هناك واحدة منها على الأقل لم تكن صحيحة، وبالتالي غيرت مجرى المباراة ومنحت ذلك "المغرور" أكرم عفيف جائزتي الهداف وأفضل لاعب في آسيا (8 أهداف، 4 من علامة الجزاء)!!.
منتخبنا أمام كل هذا الضغط، وقع في المحظور وتعامل بقلة خبرة مع مباراة نهائية كان يجب الإعداد لها نفسياً بشكل أفضل وإدراك ما كان ينتظرنا من خبث لاعبي قطر والمحاولات المتوقع حدوثها في مثل هكذا مباراة لاسيما أن مؤشرات سبقت المواجهة قد أوحت بذلك منها اختيار الحكم الصيني!!.
كان علينا أيضاً اغتنام يوم الراحة الإضافي عن قطر ببذل مجهود بدني أكبر للضغط وإيجاد الحلول الهجومية في الوقت الذي اختفى فيه موسى التعمري خلال الشوط الثاني ولم يكن في يومه إطلاقاً إذ كانت نهاياته أمام المرمى غير مفهومة وكراته افتقدت الدقة (تحديداً في الشوط الأول) لعدم التركيز تارة والرقابة اللصيقة تارة أخرى!!.
أخيراً .. بات واجب على تكريم المنتخب بما يستحق، والحفاظ عليه وتطويره باستراتيجيات فنية جديدة، وهنا دور اتحاد الكرة فلا تراجع ولا استسلام.. خسرنا بطولة لم نكن نحلم بالوصول إلى مشهدها الأخير، وكسبنا احترام العالم وليس القارة فحسب.. وننتظر المزيد.
ارفعوا رؤوسكم يا "نشامى" وليكن التعويض بالتأهل إلى كأس العالم 2026.

search