الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:55 ص

ورود وقصائد شعرية.. هكذا احتفل المصريون القدماء بعيد الحب

عيد الحب عن القدماء المصريين

عيد الحب عن القدماء المصريين

جهاد سداح

A A

"حبيبتي بلا نظير، أجمل النساء، مضيئة إذا أهلت، كنجمة براقة في يوم عيد، عيناها آسرتين، وشفتاها ياقوتا أحمر، والشعر جواهر سوداء، تبرق في ضوء الليل".. هكذا عبر المصريون القدماء عن مشاعرهم، وتقديرهم للحب والأحبة، فكان الحب حافزا لتخليد العديد من القصائد والأبيات الشعرية علي البرديات وجدران المعابد.


وأرجع بعض الأثريين، الاحتفال بعيد الحب، للمصريين القدماء، حيث كانوا يحتفلون بعيد الحب في مدينة "منف"، في اليوم الأول من الشهر الرابع من السنة وذلك لكون الشعب المصري محبا للحياة، مفتونا بالجمال، عاشقا للموسيقى والرقص والغناء من قديم الأزل، إذ كان يتبادل فيها المحبون الورود والهدايا للتعبير عن حبهم لبعضهم البعض.


ويقول الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء عبروا عن الحب والمشاعر بطرق عدة؛ تبادل الورود، والنقش على جدران معابدهم وأحجارهم وقبورهم، ليحيا الجميع بالحب في العالم الآخر.


ويضيف عامر، في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن هناك الكثير من النقوش والبرديات تبرهن على أن التاريخ المصري يزخر بقصص الحب، لا سيما عند الملوك والملكات في العصر الحديث من الدولة القديمة، ومن أبرز تلك القصص، قصة الملك أمنحوتب الرابع "أخناتون" وزوجته نفرتيتي، والملك أحمس الأول وزوجته نفرتاري، وقصة حب الملك أمنحوتب الثالث وزوجته الملكة تيي.

رسالة حب


ويشير إلى أشهر مقولات الحب وجاء فيها: "أمر جلالة الملك رمسيس الثاني بإقامة هذا المعبد من حجر جميل جيد لزوجته نفرتاري التى تشرق الشمس من أجلها"، والتي كتبها الملك أحمس الأول لزوجته نفرتاري على واجهة معبد أبوسمبل.


ويكمل: "الأدب المصري القديم لم يفرق بين عاشق وعاشقة، بل أعطى كل منهما حرية التعبير عن مشاعرهم بمختلف طبقاتهم"، لافتًا إلى كلمات ومعاني تعبر عن الحب مثل "مر" وتعنى الحب.


ويتابع: "أودع أدباء مصر القديمة عددا من البرديات التي تتضمن العديد من القصائد مشاعرهم الفياضة تجاه الحب، ومن أبرزهم بردية تورين المحفوظة في متحف تورين بإيطاليا، وهاريس، وشستر بيتى، الموجودتين بالمتحف البريطاني بإنجلترا، والتي تعتبر النموذج الأمثل لقصائد الحب".


ويلفت إلى أن المصريين القدماء عرفوا أدب تنظيم الشعر وقصائد الحب، مشيرا إلى برديات خوفو والسحرة، والملاح الغريق، والقروى الفصيح، والأمير المسحور، وسنوهى، والأخوين، بالإضافة إلى أدب الرسائل.

منعشة القلوب


ويختتم حديثه، بكلمات الحب المشهورة عند الفراعنة مثل "محبوبة وملكة"، ومنحهم الألقاب، مثل "منعشة القلوب، جميلة الوجه، عظيمة المحبة، وسيدة النسيم، المشرقة كالشمس، سيدة البهجة".


وبدروه، يقول خبير الآثار المصرية، على أبو دشيش، إن المصريين خلدوا حبهم لزوجاتهم وباقي أفراد أسرهم على جدران المعابد؛ لتوثيق حبهم للأحفاد وغرس الحب والحياة في نفوسهم، مشيرا إلى أن المصريين القدماء كانوا من أوائل الشعوب التي عبرت عن الحب بطرق عديدة.


ويكمل دشيش: "جاءت صور الحب في تبادل المصريين الورود والكتابة على الجدران المقابر والمعابد والأوركسترا"، لافتا إلى أن أبرز قصص الحب التي دونت على البرديات، كانت الربة حتحور "والتي تعد رمزا يعبر عن الحب والحنان".

search