الثلاثاء، 17 سبتمبر 2024

09:28 ص

"الموت يخلي الحب اتنين".. حكاية رجائي الميرغني وخيرية شعلان

خيرية شعلان تكتب رسالة على قبر رجائي الميرغني

خيرية شعلان تكتب رسالة على قبر رجائي الميرغني

منى الصاوي

A A

"صباح الخير يا رجائي.. حضرت لأزور الحبايب كما تعودنا.. قلبي انفطر لغيابك.. وحشتني يا حبيبي"، كلمات حُفرت على الجدران بأنامل الكاتبة الصحفية الكبيرة خيرية شعلان، في الـ16 من سبتمبر 2022 مخاطبة زوجها ورفيق دربها وحب حياتها الكاتب الصحفيّ الكبير رجاء الميرغني.

ترفض شعلان الاعتراف بوفاة الميرغني كأنّه - بالنسبة لها- ذهب منذ الـ3 يونيو 2020 في رحلة قصيرة إلى العالم الآخر، لصيانة قلبه من الأوجاع التي لحقت به، وكانت سببًا في وفاته بأزمة قلبية.

رسالة خيرية شعلان على قبر رجائي الميرغني

"الحب اللي كان"

ومنذ ذلك الحين، يلاحقنا على حساب "شعلان" على فيسبوك، صباح مساء، طرفًا من قصّة الحبّ "اللي كان"، ولا تزال مضرب الأمثال في الوسط الصحفي والإعلاميّ. 

ولا يسعنا أمام صباحاتها المتعاقبة، المدرجة ضمن وسم مميز، "صباح الخير يا رجائي"، إلا أن ننقر عليه لتتدفق الذكريات بحلوها ومرّها، ليصيبنا بعض من نفحاتها الرومانسية النادرة.

كلَّ يوم تُلقي التحية، "صباح الخير يا رجائي"، وتختلف الأحوال: مرّة تذكّره بعقد قرانهما "صباح الخير لمن يسكن القلب بلا شروط أو حواجز.. صباح الخير لمن يرسم السعادة بكلمة ويبدّد الأحزان بدعوة.. صباح الخير لمن يزرع الورود في حدائق الروح رغم بعده.. صباح الحب يا عاشق الحب والأمل".

خيرية ورجائي في حفل زفافهم
لمحات من حياة رجائي الميرغني

من شطّ إسكندرية"

بدأت قصّة ارتباطهما، بحسب ما تحكي في أحد منشوراتها على فيسبوك، منذ 38 عاما، وتحديدا صبيحة يوم الخطوبة الـ3 مايو 1985، برحلة إلى الإسكندرية. 

وفي صورهما كأنهما ما زالا جالسين على البحر تحت الشمسية يتحدثان في أمر ما، وفجأة تقول له "كيف نصاب بالإحباط وأنت ما زلت بيننا.. علمتنا التفاؤل ومنحتنا السعادة وأفشيت بيننا الحب والسلام".

أألبوم ذكريات يجمع خيرية ورجائي

عيد الزواج

في ذكرى عقد قرانهم الـ 38 دونت شعلان قائلة، " صباح الخير لمن يسكن القلب بلا شروط أو حواجز.. صباح الخير لمن يرسم السعادة بكلمة ويبدد الأحزان بدعوة.. صباح الخير لمن يزرع الورود في حدائق الروح رغم بعده.. صباح الحب يا عاشق الحب والأمل".

ذكرى عيد زواج خيرية ورجائي

عيد زواجهم الـ38

"بتحبك كل يوم أكتر"

في عيد ميلاده الذي يوافق 25 سبتمبر 1948، تحرص خيرية شعلان على زيارة "رجاء" برفقة أولادهما، حاتم وسوسنة، حيث يقولون إنه يرقد إلى الأبد، محمّلة بالورود. 

ترفض أن تسميه "قبر رجاء الميرغني"، إنه مساحته الشخصية ليستريح قليلا من صخب الحياة وقسوتها، وفرصتها لإحياء ذكريات حبهما.

قبر رجائي الميرغني

"حنين يبكيني"

رغم كل شيء، لا مفرّ من الاعتراف بالموت، هذه الحقيقة التي إليها سائرون، الموت الذي يحاصرك بالوحدة والوحشة والكرب. 

تعترف خيرية شعلان بمشاعرها "جاء نوفمبر ككل عام، هذا الخريف ليست كل الأمور على ما يرام، مغلفة بحنين جارف يبكيني وراء ستائر غيابك، لا أكثر.. أفتقد دفء عينيك وقلبك ويديك".

ذكريات تجمع شعلان والميرغني

"فاجعة غزة"

فور اندلاع أحداث 7 أكتوبر، واشتعال المواجهات في غزة، أبرزت شعلان مواقف زوجها الراحل من أحداث غزة 2008. 

ودوّنت مقولة نسبتها إليه "الانتصار على الذئاب البشرية يبدأ بالخروج على صمت الحملان". 

“أبحث عنك خلالها”

تلخّص "شعلان" أيامها مع أرشيف الراحل، قائلة "الانغماس في عالم الرسائل والصور أصبح هواية يومية، أتأمل الكلمات وأتفحص الصور أبحث عنك خلالها، كنت هنا وهناك بين سطور الخطابات وعبر مئات الصور وقصاصات ورق صغيرة". "شكرا رجائي ما زلت معنا في انتظار ما لم يأتِ".

رجائي الميرغني مع أولاده

 

search