الخميس، 21 نوفمبر 2024

10:30 م

4 استشهدوا الليلة.. إسرائيل تقتل مرضى العناية المركزة

داخل المستشفيات بقطاع غزة

داخل المستشفيات بقطاع غزة

ميار مختار

A A

4 شهداء رحلوا اليوم، بعد انقطاع الكهرباء وتوقف الأكسجين، في مجمع ناصر الطبي، بخان يونس، جنوبي قطاع غزة المحاصر، ويبدو أن شبح الموت يخيم بشكل ملحوظ، ليكرر مأساة إنسانية لم تعد فريدة من نوعها منذ بدء الحرب على القطاع، في 7 أكتوبر الماضي، ليلتحق المجمع بقائمة المستشفيات والمجمعات الطبية الأخرى التي شهدت دمارًا وتخريبًا وقتلا متعمدا.

4 شهداء في ناصر الطبي

الكارثة الإنسانية، التي حذر منها مرارًا الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أشرف القدرة، تحققت بالإعلان اليوم في بيان رسمي، صدر عن الوزارة الفلسطينية، يفيد باستشهاد 4 مرضى فلسطينيين، نتيجة لانقطاع الكهرباء، وتوقف عمل الأجهزة، وتوقف الأكسجين، بينهم 3 كانوا بالعناية المركزة، وامرأة.

كان القدرة أعرب عن خشيته من وفاة 6 مرضى بالعناية المركزة، فضلًا عن وجود 3 أطفال في الحاضنة، إذا توقف عنهم الأكسجين في أي لحظة.

استغاثة وتحذير

منذ فجر اليوم، تحذر الصحة الفلسطينية من وقوع الكارثة، نتيجة لتوقف المولدات الكهربائية وانقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن المجمع الطبي، وعلى عاتق المحتل ألقت الوزارة المسؤولية عن حياة المرضى والطواقم الطبية بالمكان.

في ساعة مبكرة أمس الخميس، اقتحمت القوات الإسرائيلية مجمع ناصر، وأجبرت المتواجدين به من نازحين ومرضى وعائلات الأطقم الطبية على الخروج منه، وقال القدرة إن قوات الاحتلال طلبت من إدارة المجمع الطبي نقل كل المرضى، معلنًا استهداف مقر الإسعاف وخيام النازحين، بجانب تجريف المقابر الجماعية داخل المجمع بعدما حولته إلى ثكنة عسكرية.

ونوه القدرة إلى أن مياه الصرف الصحي غمرت غرفة الطوارئ، فضلًا عن وجود نقص بمياه الشرب.

إجراء العمليات الجراحية على الأرض وبدون مخدر في غزة

وناشد القدرة كافة المؤسسات الأممية، بضرورة ووجوب سرعة التدخل لإنقاذ المرضى والطواقم في مجمع ناصر الطبي قبل فوات الآوان.

وبدورها حذرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، في بيان، من كارثة إنسانية وشيكة، في ظل ما يفعله الاحتلال في مجمع ناصر الطبي، وتكراره لجرائم مروعة حدثت في مشافي قطاع غزة، وبينها مجمع الشفاء الطبي، حين أجبر النازحين على إخلاء المستشفى، واستهدفهم بالنار والاعتقال خلال خروجهم.

جثث المحتجزين

وكان التلفزيون الفلسطيني قد أفاد بإطلاق نار كثيف وأصوات قصف مدفعي بمحيط المجمع، وهو أكبر مستشفيات محافظة خان يونس، فيما أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي إن قوات خاصة تنفذ عملية عسكرية دقيقة في مجمع ناصر الطبي، تحت مزاعم بوجود معلومات استخباراتية موثوقة حول احتجاز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لرهائن تحت المجمع، مع شكوك بخصوص وجود جثث لمحتجزين في المنشأة الطبية، ولم يقدّم الجيش أدلة على هذه المزاعم.

مجمع ناصر الطبي والاكتظاظ بداخله

وبدورها قالت، وزيرة الصحة الفلسطينية، إن قوات الاحتلال تحاصر المجمع الطبي لليوم الخامس والعشرين على التوالي، حيث تستهدف قناصتها كل من بداخله، أو في ساحاته، وهو ما أدى إلى عدم تمكن الطواقم الطبية من الحركة بين مبانيه، في ظل وجود 300 كادر صحي و450 مريضاً وجريحاً وأكثر من 10 آلاف نازح.

الصحة العالمية

"مرفق بالغ الأهمية لغزة باكملها"، هكذا وصفت المنظم العالمية المجمع الطبي، خصوصًا في ظل انحصار العدد بخصوص المستشفيات والتي تعمل بنصف طاقتها، وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم، إن المجمع الطبي هو العمود الفقري للنظام الصحي في جنوب غزة، عبر منصة "أكس".

ومن جانبه، قالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، رافينا شمداساني، إنها تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد باقتحام القوات الإسرائيلية مجمع ناصر الطبي في جنوب قطاع غزة، مضيفًا أن المرافق الطبية تعتبر بنية تحتية محمية بموجب القانون الإنساني الدولي ويجب ألا تكون هدفا للهجوم وأنه يقع على عاتق إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، واجبُ ضمان سلامة المرافق والخدمات الطبية في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك قطاع غزة.

إدانة حماس

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أكدت أن مزاعم إسرائيل اعتقال مقاتلين فلسطينيين بالمستشفيات في خان يونس، محاولة لتبرير جريمة الحرب ضد المنظومة الصحية، وعلقت في بيان لها أمس، على تصريحات للمتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، زعم فيها اعتقال مقاتلين فلسطينيين تابعين للحركة في مجمع ناصر الطبي بعد اقتحامه.

النزوح من مجمع ناصر الطبي في محاولة للنجاة

وأكدت الحركة أن سياسة المقاومة الفلسطينية كانت ولا تزال تحييد المؤسسات العامة والمدنيين والقطاع الصحي عن أية نشاطات عسكرية، مشيرة إلى أنها طالبت في أكثر من مناسبة الأمم المتحدة والمنظمات المعنية بدخول لجنة دولية لمعاينة المستشفيات والوقوف على كذب رواية الاحتلال "دون أن تجد مطالبتنا أي استجابة".

حرب المستشفيات 

مجمع ناصر الطبي، ليس الأول، فمنذ بدء الهجوم البري في قطاع غزة، وإعلان الحرب في 7 أكتوبر الماضي، قامت قوات الاحتلال بمداهمة المستشفيات بشكل متكرر، متهمة حماس باستخدام مراكزَ قيادة وبنى تحتية عسكرية. 

وعبر قطع إمدادات الوقود والكهرباء والماء عن سكان القطاع، كانت البداية في استهداف الاحتلال للمستشفيات بقطاع غزة، فضلًا عن منع وصول الإمدادات الطبية إلى المستشفيات في الجزء الشمالي بشكل خاص كتمهيد لتطبيق الإستراتيجية الإسرائيلية في تعطيل المستشفيات الفرعية والرئيسية.

مستشفى بيت حانون، كانت من أوائل المستشفيات التي خرجت عن الخدمة بعد يومين من الحرب، في 9 أكتوبر الماضي، والتي تقع في شمال غزة، وظلت تنهار المستشفيات إلى أن انهار القطاع الصحي بالكامل في الشمال، وبالمثل تم استهداف الأطقم الطبية وسيارات الأسعاف، والمسعفين.

وفي 17 أكتوبر الماضي، استهدف جيش الاحتلال مستشفى المعمداني بقصف مدمر وعنيف، كما استهدف مستشفى الشفاء وكاد أن يقتل الاطفال الخدج، إلى أن تم نقلهم إلى مصر عبر المعبر الحدودي لتلقي العلاج بمستشفى العريش المصرية.

search