الخميس، 04 يوليو 2024

05:29 ص

تعيد أمريكا للعصر الحجري.. أسلحة"نووية" روسية في الفضاء

تفجير الأقمار الصناعية في الفضاء

تفجير الأقمار الصناعية في الفضاء

محمد خيري

A A
سفاح التجمع

تخوض الدول الكبرى حروبًا من نوع جديد، وصلت إلى حد بدء معركة وإنهائها في الفضاء، وبأسلحة نووية، وهي الاستراتيجية التي لجأت إليها روسيا مؤخرًا، حيث وضعت أسلحة نووية يمكنها التشويش على وسائل الاتصال الأمريكية، وتعطيل الأنظمة المصرفية، وقطع التيار الكهربي عن الولايات المتحدة كافة، وتقويض الوجود الأمريكي في الفضاء.

ورغم نفي موسكو، أكدت صحيفة ديلي ميل البريطانية، أن روسيا نشرت أسلحة نووية في الفضاء، يمكنها أن تهدد الأقمار الصناعية التي تتيح الاتصالات العسكرية والمدنية للولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين، لافتة إلى أنه ليس من الواضح طبيعة تلك الأسلحة النووية، إلا أن تقارير تشير إلى أن روسيا لجأت إلى ضرب أهداف أمريكية في الفضاء بدلًا من توجيه ضربات على الأرض.

تهديدات نووية في الفضاء 


وتتمثل تلك الأسلحة الروسية المقرر وضعها في الفضاء، في إنشاء نبض كهرومغناطيسي، (EMP)، وهو نبض ناتج عن انفجار أسلحة نووية، له آثار تدميرية واسعة النطاق، حيث تشير التقديرات العلمية، إلا أنه عندما تنفجر قنبلة نووية، سواء على الأرض أو في الفضاء، فإنها تخلق نبضات كهرومغناطيسية. وهي النبضات التي يمكنها أن تعطل أو تدمر المعدات الإلكترونية، بما في ذلك الأقمار الصناعية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا هاجم سلاح روسي يدور حول الأرض الأقمار الصناعية الأمريكية، فقد يؤدي ذلك إلى شل حركة الولايات المتحدة بشكل فعال، ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي على مستوى البلاد وإغلاق الاتصالات، كما تتأثر أبراج الهواتف المحمولة والإنترنت ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والأنظمة المصرفية، وشبكات الطاقة، والعمليات العسكرية.

يأتي ذلك فيما لا تمتلك الولايات المتحدة حالياً دفاعات ضد مثل هذا التهديد الروسي، حيث إذا تم تدمير الاتصالات القائمة على الأقمار الصناعية، فإن إعادتها إلى العمل سوف يتطلب مناورة لتصليح الأقمار الصناعية المتبقية لتثبيتها في مكانها وإطلاق أقمار صناعية جديدة على الصواريخ، وكل منهما يستغرق أياماً أو أسابيع.
 

حطام قمر صناعي بعد تفجيره 


وسبق أن حذرت مؤسسات أمريكية من التطور التكنولوجي الروسي في مجال الفضاء، خاصة بعد تقرير أصدرته أجهزة رقابية أمريكية تعلن عن تخوفاتها من قدرات روسيا على على إسقاط الأقمار الصناعية بصواريخ يتم إطلاقها من الأرض، حيث نجحت روسيا في تدمير قمر صناعي أمريكي وإخراجه من الخدمة.

وفي عام 2020، أطلقت روسيا مقذوفًا من قمر صناعي إلى الفضاء الخارجي، رغم أن المسؤولين الروس أكدوا أن المقذوف لم يكن سلاحًا، إلا أن تخوفات الولايات المتحدة تجاوزت ما أعلنت عنه روسيا، خاصة بعد التقارير الأولية الصادرة عن رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، النائب مايك تورنر، والذي أكد على أنه من المرجح أن التهديد الجديد للولايات المتحدة الأمريكية يتمثل في إطلاق قمر صناعي إلى الفضاء يمكنه المناورة في مكانه واستهداف أقمار صناعية أخرى.

وتعتمد أنظمة الاتصالات العالمية مثل الهواتف المحمولة، والإنترنت الذي نستخدمه كل يوم، والاتصالات العسكرية على مجموعة من الأقمار الصناعية في مدار حول الأرض، حيث يعد تدمير الأقمار الصناعية لدولة منافسة يمكن أن يعطل قدرة قوة أجنبية على الدفاع والاستجابة لحالات الطوارئ.

وإذا انقطعت الأقمار الصناعية، فقد تنقطع بيانات الهاتف المحمول مؤقتًا، وكذلك الإنترنت المنزلي، كما ستتعرض الاتصالات بين البنوك وغيرها من الشركات في مختلف أنحاء العالم للعرقلة، وهو ما من شأنه أن يؤدي فعلياً إلى تعطيل روتين الأعمال التجارية العالمية.

تهديد فضائي للأفمار الصناعية الأمريكية


من المرجح أن تستمر هذه التأثيرات لعدة أيام أو أسابيع حتى يتم إطلاق أقمار صناعية جديدة لتحل محل الأقمار الصناعية المدمرة، أو حتى يتم نقل الأقمار الصناعية الموجودة في مدار الأرض لملء الفجوات.

وفقاً للتقارير الأولية التي تحدثت عنها صحيفة "ديلي ميل" فإن روسيا لديها خطط لنشر سلاح مضاد للأقمار الصناعية في المدار المشترك (ASAT)، وهو قمر صناعي يمكنه المناورة في مكانه بالقرب من أهدافه قبل نشر مقذوف أو ببساطة ينفجر في مكانه.

وتستند الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاقية الفضاء الموقعة عام 1967، وهي الاتفاقية التي أبرمت وكان الاتحاد السوفيتي طرفًا فيها، وهي الاتفاقية التي نصت على حظر انتشار الأسلحة النووية في الفضاء، حيث تعتبر واشنطن أن موسكو قد انتهكت تلك الاتفاقية، خاصة بعدما نجحت روسيا في إسقاط القمر الصناعي الأمريكي كوزموس 1408 في عام 2021، وتحول وقتها القمر الصناعي الأمريكي إلى حطام من 1500 قطعة.

وعلى الرغم من النفي الروسي للمعلومات الأمريكية، حيث أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف، على أن ما نشرته وسائل الإعلام الأمريكية عن الأسلحة الروسية الفضائلة "افتراء"، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تصمم على وجود مخطط روسي لنشر تلك الأسلحة في الفضاء، وهو ما دعا الناطق باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، أن يؤكد على أن المعلومات التي كشفت عنها واشنطن هي محاولة لإقناع المشرعين الأمريكيين بالموافقة على تخصيص أموال لمواجهة روسيا.

search