الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:01 م

في سيناء.. جلد متحلل دليل على الإبادة الجماعية للغزيين

فريق محققي البعثة المشتركة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان

فريق محققي البعثة المشتركة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان

عبد اللطيف صبح

A A

انتهى فريق محققي البعثة المشتركة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة من جولته الأولى في مناطق شمالي سيناء المصرية؛ لتوثيق شهادات جرحى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذين يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية.

أسلحة محرمة

البعثة أوضحت أن العينة الموثقة تتسم بأن 85% من الإصابات تعاني من تحلل طبقات متنوعة من الجلد “فقدان الجلد”، وهو ما يرجح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم أسلحة محرمة في العدوان الجاري.

ووفقًا لما رصدته البعثة تتسم العينة الموثقة بأن نحو 50% من الحالات قد جرى بتر طرف واحد على الأقل “وبتر أطراف متعددة في بعض الحالات”؛ بسبب الإصابات التي وقعت لها بنيران قوات الاحتلال.

وتفقدت البعثة منفذ رفح الحدودي، والمركز اللوجيستي لعمليات الإغاثة التابع لجمعية الهلال الأحمر المصري بالعريش، في سياق فحص القيود المفروضة على تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى المنكوبين في قطاع غزة، والتي تشكل واحدة من أخطر جرائم العدوان الإسرائيلي الجارف ضد المدنيين المحميين في القطاع وتؤكد القصد الجنائي للاحتلال في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.

 

آليات نقل الجرحى

وتفقدت البعثة آليات نقل الجرحى من القطاع وتوزيعهم بين مستشفيات شمالي سيناء الثلاثة الرئيسية، ومنهجية تحويلهم بعد تلقي الرعاية اللازمة إلى 111 مستشفى مصريًا أخرى غربي قناة السويس، ونقل بعضهم إلى الخارج “نحو 900 جريح ومريض” خاصة إلى الإمارات وتركيا وقطر على التتابع.

تفقدت البعثة أحوال نحو 110 جرحى ومريض فلسطيني في مستشفيات العريش العام، وبئر العبد، الشيخ زويد العام، إضافة إلى مستشفى الشيخ زويد الامتدادي، الذي أنشأته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية في بضعة أيام وزودته بغرف عمليات جراحية وعناية مركزة وأحدث أجهزة فحص الأشعات.

ووثقت البعثة إفادات عشرات الحالات من الجرحى نتيجة العدوان لأهميتها في إعداد تقرير عام مرحلي، مطلع الشهر المقبل، فضلًا عن أهميتها في التكامل مع التحقيقات الميدانية داخل قطاع غزة؛ لإعداد توثيق جنائي يمهد لملاحقة جنائية دولية -تتوفر مقوماتها - لمجرمي الحرب الإسرائيليين.

ملاحظات أولية

1. يتواجد في مستشفيات شمالي سيناء أكثر بقليل من 100 جريح ومريض، وتتغير أعدادهم بين ساعة وأخرى في ظل التدفقات المتتابعة من معبر رفح بالتوازي مع التحويل المتتابع لمن استقر وضعه الصحي إلى المستشفيات في المحافظات المصرية الأخرى “نحو ألف جريح ومريض”، بالإضافة إلى سفر مجموعات منهم لتلقي العلاج في الخارج، وخروج بعضهم “نحو 900” إلى ملاذات مؤقتة “شقق سكنية” خصصتها سلطات شمال سيناء لإيواء من استقرت حالاتهم “ومرافقيهم” وتوفير ما يحتاجونه من متابعة طبية دورية وأدوية دون إقامة في المستشفيات.

2. يشكل أصحاب الأمراض المزمنة حصة كبيرة ممن يحتاجون للمساعدة العاجلة لمتابعة توفير العلاج اللازم لهم في ظل انهيار المرافق الصحية الفلسطينية، والتي شكلت هدفًا رئيسيًا للعدوان على القطاع.

3. تتسم العينة الموثقة بأن 65% من جرحى العدوان في مستشفيات شمال سيناء هم من النساء والأطفال، وهي نسبة تقترب من تقدير الأمم المتحدة بأن 75% من ضحايا العدوان في القطاع هم من النساء والأطفال غير المنخرطين في أنشطة القتال.

4. تتسم العينة الموثقة بأن 85% من الإصابات تعاني من تحلل طبقات متنوعة من الجلد (فقدان الجلد)، وهو ما يرجح أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم أسلحة محرمة في العدوان الجاري.

5. تتسم العينة الموثقة بأن نحو 50% من الحالات قد جرى بتر طرف واحد على الأقل “وبتر أطراف متعددة في بعض الحالات”؛ بسبب الإصابات التي وقعت لها بنيران قوات الاحتلال.

6. تتسم العينة الموثقة بأن 80% من الضحايا تعرضوا للإصابة بعد نزوحهم من سكناهم عدة مرات “ثلاثة مرات على الأقل لأغلبهم”، وتعرضوا للاعتداءات من قبل قوات الاحتلال بعد نزوحهم إلى ما سماه الاحتلال "مناطق آمنة" أو خلال عبورهم فيما وصفه الاحتلال "ممرات آمنة".

7. تتسم العينة الموثقة بأن 40% من الإصابات وقعت في مراكز إيواء يفترض أنها آمنة، وفي مقدمتها مقرات الأمم المتحدة ومنشآت تابعة للأمم المتحدة وترفع رايتها وتم تزويد سلطات الاحتلال بإحداثياتها.

ويشرع الفريق في تفريغ المعلومات واستمارات التوثيق وتوثيق الفيديو، واستخلاص المعلومات والتحقق منها مطلع الأسبوع الجاري، كما سيواصل مهمته منتصف الأسبوع بلقاء الجرحى في مستشفيات القاهرة والمحافظات المصرية الأخرى وتوثيق شهاداتهم.

وضم الفريق في جولة شمال سيناءـ محمود قنديل، عضو مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، رئيسا للبعثة، محمد راضي، المدير التنفيذي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، عضو البعثة، محمد عبد الله، الباحث بمركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة، عضو البعثة، وأحمد رضا طلبة، مدير الوحدة القانونية بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان، عضو البعثة.

ورافق الفريق كل من علاء شلبي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، عضو البعثة، وعصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان بفلسطين المحتلة، عضو البعثة.

search