الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:45 ص

"حتة جاتوه وقصافة وستارة".. أفراح أفسدتها "التفاهات"

أغرب "خناقات" ليلة الزفاف

أغرب "خناقات" ليلة الزفاف

أسماء السيد

A A

من المتعارف عليه أن المقبلين على الزواج قد يتعرضون لبعض الخلافات أثناء فترة التجهيز للزفاف، ولكن الجديد أن تحدث مشاجرة بين العروسين يوم حفل الزفاف نفسه، ويطلق عليها عادة "الخناقة المعتادة".

“الخناقة المعتادة” يعللها البعض بضغوط نفسية يوم الزفاف، ولذلك تكون أسبابها كوميدية ولا تستدعي أي خلاف، مثل المشاجرة على من سيحمل باقة العروس، أو من سيقطع أول قطعة من "تورتة الزفاف"، أو حتى من سيرافق العروس في السيارة، شقيقتها أم شقيقة العريس. 

وعلى الرغم من أن هذه المشاجرات قد تبدو تافهة، إلا أنها قد تتسبب في إنهاء حفل الزفاف. 

"عصير العروسين"

تقول إسراء علي، 27 عامًا، “تعرضت لموقف محرج في حفل زفافي، أثناء تبادل أكواب العصير بيني وزوجي، اختل توازن يديه ليسقط العصير على فستاني، وفي هذه اللحظة شعرت بصدمة كبيرة، فقد كان فستانى هو الأهم بالنسبة لى في هذا اليوم المميز، وكنت أحلم بارتدائه طوال حياتي”. 

تابعتـ “لم أسطع السيطرة على أعصابي، وبدأت في توجيه كلمات مسيئة له، وعلى الرغم من أنه حاول الاعتذار لي، لكن لم أتقبل اعتذاره، فقد كنت غاضبة جدًا، كما حاولت والدتي تهدئتي، لكنها لم تسطع أيضًا، وفي النهاية أُلْغِي حفل الزفاف”. 

أضافت، “شعرت بالندم الشديد تجاه ردة فعلي على هذا الموقف”.



"قطعة جاتوه"
 في قاعة أفراح فاخرة بإحدى قرى محافظة الشرقية، تعالت أصوات الصراخ والشجار لتتخطى صوت أغاني الـ"دي جي"، بعد أن حاولت إحدى أقارب العروس أخذ قطعة جاتوه من والدة العريس. 

تروى سماح، "رفضت والدة العريس إعطاء قطعة الجاتوه لأحد أقاربي، ما أدى إلى نشوب خلاف حاد بين العائلتين، تطور إلى مشاجرة بالأيدي". 

قالت الفتاة، "تدخل العديد من الأشخاص لفض المشاجرة، لكن بلا جدوى، ما أدى إلى تحول حفل الزفاف إلى ساحة قتال". 

تابعت، "مع تفاقم المشاجرة، قرر والدي الاتصال بالشرطة وتم السيطرة على الموقف، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة". 

وأوضحت، "شعرت أن فرحتي ضاعت لسبب تافهة وهو قطعة جاتوه، كما أنني أعاني حالة نفسية سيئة، وأخشى أن تؤثر هذه الحالة على حياتي المستقبلية". 

"الجوزاة باظت" 

للسبب نفسه حكت السيدة هدى إبراهيم قصة مُشابهة لابنة أحد الجيران، والتي نشبت “خناقة كبيرة” في فرحها، بدأ أثناء توقيع العريس على "قائمة المنقولات" بمحافظة القاهرة.

قالت هدى، "بدأت المشاجرة عندما طالب أهل العروس كتابة قائمة المنقولات بقيمة 550 ألف جنيه، وهو ما رفضه أهل العريس، معتبرين أن هذا المبلغ مبالغ فيه". 

أضافت، "اعتبرت أم العريس أن قائمة المنقولات مبالغ فيها، وأن العروس لا تستحق مثل هذا المبلغ، ما أدى إلى نشوب خلاف حاد بينهما تطور إلى تشابك بالأيدي". 

استكملت، "تدخلت الشرطة لفض المشاجرة وتمكنت من السيطرة على الموقف ونقل المصابين إلى المستشفى". 

“العريس كان يحب عروسه كثيرًا، لكنه اضطر إلى الاستجابة لرغبة أمه، ومزق قائمة المنقولات”، حسب رواية هدى.

 

" ستارة تنهي الزواج"

أنهت "ندى أحمد" صاحبة الـ25 عامًا خطبتها بعد أيام من عقد قرانها، بسبب انتقاد خطيبها لذوقها في ستائر الحائط التي اشترتها لوضعها في شقتهما الجديدة.

بحسب ندى، “انتقد خطيبي ذوقي في اختيار الستائر بشدة، واعتبرها لا تتناسب مع ذوقه، ما أثار غضب أهلي الذين كانوا يجهزون الشقة استعدادًا لزواج ابنتهم”، وقالت، "كنت متحمسة جدًا لاختيار الستائر بنفسي، وكنت أعتقد أن خطيبي سيعجب بها، لكن عندما رآها لم يعجبه لونها أو تصميمها، وبدأ يسخرها أمام أهلي، مما أثار غضبهم جدًا".

أوضحت، "حاولت تهدئة الأمور، لكن أهلي كانوا مصرين على إنهاء الخطوبة، لدرجة أنهم هددوا خطيبي بالاعتداء عليه، ما دفعه للاعتذار، لكن أهلي رفضوا قبول اعتذاره".

تابعت، "شعرت بالحزن الشديد في البداية، لكن مع مرور الوقت، تأكد لي أن إنهاء الخطوبة كان القرار الأفضل، لأنني لا أريد أن أعيش مع شخص لا يحترم ذوقي".




مين يركب مع العروسة

"يوم الزفاف هو يوم العروسين، ويجب أن يكون لهم الحرية في اختيار ما يريدون أن يكون معهم في هذا اليوم المهم، بهذه الكلمات بدأت ندى سامح من مدينة الإسكندرية تشارك تجربتها عن "أغرب مشكلة إلغاء حفل زفافها". 

وقالت ندى، “قررت أن ترافقني في السيارة في الزفة أختي بدلاً من أخت العريس”.

أوضحت، "آثار هذا القرار غضب العريس وشقيقته، ما أدى إلى نشوب مشاجرة بينهما، ظنا العريس أن هذا القرار لا يحترم عائلته". 

وأضافت ندى، أنها تأسف على عدم تمكنها من إرضاء الجميع، مبررة القرار بأنه تعبير عن حبها لشقيقتها، التي لن تتخلى عنها أبداً.
 



“مكياج العروس”

"اصطحب العريس عروسته إلى أحد صالونات التجميل، لإعدادها لحفل الزفاف، وأثناء "الفيرست لوك" لاحظ العريس أنها قد وُضعت مكياجاً كثيفاً، ما جعلها تبدو مختلفة عن شكلها المعتاد.
 

بدأ العريس في انتقاد مظهرها، واتهمها بأنها تبدو وكأنها “مُهرجة”، وحاولت العروس تهدئة العريس، لكنها بلا جدوى، وبالتالي، ترك حفل زفافه فورًا.

تدخلت عائلة العروس لإنهاء الموقف، لكن العريس رفض العودة عن قراره.



"أغرب فركشة ليلة الزفاف"

سأل أحد أعضاء مجموعة على موقع "فيسبوك" سؤلًا عن أغرب "فركشة ليلة الزفاف"، وجاءت أبرز التعليقات، “أنا أعرف عريساً ألغى حفل زفافه ”عشان قصافة"، و"أنا كان مكتوب كتابي واتفركشت الجوازة على شوية قطن"، و"عروس تفسخ زواجها قبل بيوم بسبب طقم التيفال".

وعلق آخرون، "قبل أسبوع من موعد الزفاف طلبت والدة فتاة توقيع وصل أمانة بمبلغ معين، وذلك لضمان حقوقها في حالة حدوث أي خلافات بعد الزواج، لأنهما سيقمان في دولة عربية، وافق العريس على هذا الطلب في البداية، إلا أنه تراجع عنه فجأة قبل موعد الزفاف بأسبوع، ما أثار غضب العروس وأهلها، وتحول الخلاف إلى مشاجرة كبيرة في الشارع أمام منزل العروس، ووقعت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى اعتداء العريس على العروس أمام الجيران". 

“مشكلات تافهة وبسيطة”

استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هنداوي يقول، "يلجأ الزوجان إلى الانفصال بسبب مشكلات تافهة تبدو بسيطة، ولكنها في الحقيقة تمثل مجرد غطاءً لمشكلات أعمق، مثل عدم التوافق في القيم والمعتقدات، أو عدم التواصل الجيد، أو سوء إدارة الخلافات".

وتابع، "عندما يتزوج شخصان من بيئات مختلفة، فقد يكون لديهما اختلافات في القيم والمعتقدات، ما يؤدي إلى الخلافات والنزاعات، والتي قد تتفاقم وتؤدي إلى الانفصال".

أضاف، "إذا كان التواصل بين الزوجين غير جيد، فقد يؤدي ذلك إلى سوء الفهم والخلافات، ما يسبب الشعور بالإحباط والغضب".

أوضح هنداوي، "الأمر نفسه ينطبق على انفصال بعض الأزواج في يوم الزفاف، حيث قد تتسبب مشكلات بسيطة، مثل سقوط العصير على فستان العروس أو مشاجرة على بوفيه الفرح في نشوب مشاجرة بين الزوجين والطلاق".

تابع، "تؤدي الضغوطات الحياتية، مثل العمل أو المشاكل المالية، إلى زيادة التوتر والعصبية لدى الزوجين، ما يتسبب في زيادة الخلافات والانفصال".

أكد أن السبب الرئيسي وراء انفصال بعض الأزواج في يوم الزفاف هو الصراع النفسي الذي يمر به الزوجان عند اتخاذ قرار الزواج، وهو ما يُعرف بـ"صراع إقبال الإقدام".

أوضح أن هذا الصراع يتمثل في شعور الزوجين بالتردد والخوف من الزواج، ورغبتهما في التراجع عن قرارهما، ولكنهما في الوقت ذاته يشعران بضرورة اتخاذ القرار، وهو ما يؤدي إلى الصراع النفسي الذي قد يتسبب في الانفصال.


 

search