الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:12 م

اختراق "البرلمان الإيراني".. تلفيق قضايا للمشاهير لكبح الاحتجاجات

البرلمان الإيراني

البرلمان الإيراني

ميار مختار

A A

وثائق مسربة من البرلمان الإيراني، كشفت العديد من الملفات القضائية للمشاهير عام 2022، والاحتجاجات بعد مقتل نشطاء، وذلك بعدما تمكنت مجموعة "عدالة علي" للقرصنة، من الوصول إلى وثائق سرية عن طريق اختراق خوادم مؤسسة السلطة القضائية الإيرانية.

قرصنة إلكترونية

المجموعة المتخصصة في القرصنة الإلكترونية، "عدالة علي"، أعلنت شنها هجومًا سيبرانيًا، على خوادم السلطة القضائية في إيران والوصول إلى ملايين الملفات عشية انتخابات البرلمان.

وعلى حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، قالت المجموعة إنها نجحت في اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالسلطة القضائية عبر "هجوم إلكتروني معقد".

 وفي أعقاب شنها لهذا الهجوم، تمكنت من الحصول على ملايين الوثائق والملفات والتي تتعلق أغلباها بالملفات القضائية، كما كشفت المجموعة أيضًا ضمن تاريخها، وعلى مدى العامين الماضيين، العديد من الوثائق السرية الخاصة بالمؤسسات الأمنية والقضائية وغيرها من المؤسسات في طهران، واخترقت كاميرات المراقبة في سجن "إيفين" مرتين.

قضايا للمشاهير

تشير التسريبات إلى أن النظام الإيراني لفق ملفات قضائية للمشاهير خلال الانتفاضة الشعبية عام 2022، إذ أعد النظام الإيراني قائمة بأسماء 29 ممثلاً سينمائياً وتلفزيونياً ولاعب كرة قدم خلال انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، والتي تبين أن جميعهم يواجهون تهماً سياسية مثل "النشاط الدعائي ضد نظام الجمهورية الإسلامية"، وذلك بهدف السيطرة على "المشاهير".

قسمت القائمة المشاهير إلى 4 فئات، منهم "الموالون، وغير الموالين، والمنتقدون، والمحايدون".

وثائق مسربة بعد قرصنة أجهزة البرلمان الإيراني

المواقع النووية

وثيقة أخرى مسربة، وكانت مرسلة من منظمة الدفاع السلبي إلى رئاسة البرلمان في 16 أغسطس الماضي، تظهر أن المنظمة تقدم توصيات بناءً على أوامر المرشد الإيراني علي خامنئي لتحصين المنشآت النووية ضد هجمات محتملة، وتستهل الوثيقة بفقرة تنتقد تجاهل بعض توصياتها من قبل المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.

وتلفت الوثيقة إلى أن المنظمة الذرية الإيرانية لم تلتزم بمعايير منظمة الدفاع السلبي في بناء مفاعل أصفهان ومفاعل طهران الحساس، كما تحذر من بقاء وقود نووي جرى استخدامه في مفاعل طهران للأبحاث، المجاور لمناطق مأهولة بالسكان.

القوات المسلحة

وتشمل الوثائق المسربة، وثائق من موازنة الأجهزة العسكرية، بينها رسالة شكر من رئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، لموافقة البرلمان على منح القوات المسلحة مبلغاً قدره 3 مليارات يورو لتعزيز البنية الدفاعية، بما في ذلك صناعة السفن والصواريخ وأنظمة الرادار، والطائرات المسيرة.

جزء من الوثائق التي سربتها المجموعة

العقوبات والتحايل عليها

في وثائق أخرى، ألزمت هيئة مكافحة العقوبات، وزارة الإعلام، بإعداد قائمة بأسماء الأشخاص الخاضعين للعقوبات كل ثلاثة أشهر، ورفعها إلى أمانة مجلس التنسيق الاقتصادي لاعتمادها، لتوافق الهيئة على أن الأشخاص الخاضعين للعقوبات سيكون لديهم "إمكانية تغيير هويتهم لمواصلة نشاطهم الشخصي"، كما سيتمتعون بالتسهيلات الأخرى مثل "الإغراءات المالية في الأعمال المصرفية والتأمين والضرائب والجمارك".

الوثيقة الخاصة بالعقوبات مؤلفة من 14 صفحة، تم ذكر طرق التحايل على دخول البضائع المحظورة والسلع ذات الاستخدام المزدوج، وذُكر فيها موافقات هيئة مكافحة العقوبات، ويتم الاعتراف بحالات مثل عدم المطالبة بشهادة منشأ الشراء أو قبول شهادة المنشأ من دول غير إيرانية، أو التلاعب بالمستندات بأسماء وهمية للعملاء، أو تغيير الاسم أو تغيير تفاصيل اتفاقية الشراء على أنها سبل التحايل على العقوبات.

صد الاحتجاجات

مقتل المواطنة الإيرانية الكردية بسبب الحجاب

إحدى تلك الوثائق، كشفت استعداد السلطة لصد الاحتجاجات بعد مقتل المواطنة الإيرانية، مسها أميني، والتي تنحدر من أصول كردية وتعرف باسمها الكردي، جينا أميني، وبلغت من العمر 22 عامًا حين مقتلها، وانتفضت طهران في وقفات احتجاجية تنديدًا بمقتلها، بعد أن تم احتجازها وموتها نتيجة عدم اتباعها القانون الإيراني الذي يفرض ضرورة ارتداء الحجاب.

النظام توقع ألا تتوقف الاحتجاجات وشكل مقرا لإدارة المعلومات والحرب النفسية، وأكدت الوثيقة أن إرغام النظام على التراجع من الحجاب تحول إلى مطلب شامل، وكشفت الوثيقة مراقبة نشاط بعض الشخصيات في الداخل عبر "كلوب هاوس"، فيما أكد مقر المعلومات أن خطاب الاحتجاجات "حاد وغير مسبوق".

search