الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:37 م

مذبحة حدائق المعادي.. حين قتل أحمد والديه في 4 دقائق طمعًا بالميراث

المتهم وشقيقه الضحية

المتهم وشقيقه الضحية

محمد رمضان و خلود طارق

A A

83 يومًا مرت على إقدام "أحمد.م"، مهندس، على إنهاء حياة والديه وشقيقه وصديق شقيقه، داخل منزلهم الكائن في منطقة حدائق المعادي التابعة لدائرة قسم شرطة دار السلام؛ بسبب الميراث، والتي عُرفت إعلاميًا بـ"مذبحة حدائق المعادي".

 الجريمة اكتنفها الغموض حتى كشفتها كاميرات المراقبة، وأصبحت قضية رأي عام. ومؤخرًا قررت جهات التحقيق بمحكمة المعادي، تجديد حبسه لمدة 45 يومًا على ذمة التحقيقات.

المتهم عُين مُعيدًا

وفقًا لتحقيقات النيابة، التي حصل عليها “تليجراف مصر”، فإن المتهم خريج الجامعة الكندية، وعُين بها مُعيدًا قبل الواقعة بـ3 أسابيع، وأقدم على خطبة إحدى الفتيات عن طريق والدته، واشترى لها شبكة (مصوغات ذهبية) بمبلغ 80 ألف جنيه، ولم تكتمل خطبته معها، وانقطعت علاقته بها حينما شعر "حياتي داخلة على مصيبة"، كما وصف.

خطة شيطانية

كان أول سطر كتبه القاتل في خطته الشيطانية، هو استغلال أٌمية والده ووالدته، إذ قام بجمع أوراق رسمية تثبت ملكية الأب للعقارات والمحلات الخاصة به، وأوهم والده بأنها أوراق لفواتير وهمية وتحتاج إلى إمضاء منه عليها، وحصل من والده على توقيع بالتنازل عن جميع أملاكه.

خشي المتهم من نشوب مشاجرة بينه ووالده حال علم الأخير بأن ابنه استغل أميته و"ورثة على حياة عينه"؛ لذا اشترى بندقية “سلاح الجريمة” و5 شكائر أسمنت من محل لمواد البناء.

 مذبحة حدائق المعادي

وفي يوم الواقعة داخل منزل مكون من 3 طوابق ودور أرضى وسطح، أنهى “أحمد” حياة والده بعدما فوجئ بصعود والده غاضبًا إلى شقته، برفقة والدته، وبحوزته سلاح ناري. 

صوب المتهم تجاه والده ووالدته الأعيرة النارية أدت إلى إنهاء حياتهما في الحال في مدة استغرقت الـ4 دقائق، وبدأ في نقل جثة والده إلي جراج العقار، ونقل جثة والدته أسقل سرير موجود داخل شقة سكنية بالطابق الثاني، حسبما تابع المتهم في أقواله أمام النيابة.

وبعد مرور 4 أيام حضر شقيقه وصديق للعائلة على وجههم علامات لوم وعتاب له، ليستكمل المتهم جريمته الكبرى، وأنهى حياة شقيقه وصديق العائلة، باستخدام سلاح الناري، وترك المنزل واستقل سيارة متجهًا إلى مدينة الصف بالجيزة، حيث مسقط رأسه، وتخلص من سلاحه في منطقة زراعية أثناء سيره، وفق ما أدلى به المتهم في تحقيقات النيابة العامة.

بداية الواقعة

وفقًا للتحريات الأولية، التي أشرف عليها ضباط مباحث القاهرة، تبدأ أحداث الواقعة عندما قام "تامر"، نجل الضحية الرابعة (صديق العائلة) ببلاغ لقسم دار السلام، يفيد بتغيب والده عن المنزل، إذ شكل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وتم فحص الواقعة، وتفريغ كاميرات المراقبة المحيطة في مكان البلاغ، للوقوف على ملابساتها.

وأثناء السير في إجراءات الفحص، تم العثور على الثلاث المُبلغ بتغيبهم، وجثامين الثلاثة؛ والده "محمد.أحمد"، 55 سنة، فرارجي، ووالدته "عزة.ع"، 45 سنة، وشقيقة "هيثم"، 28 سنة، وشهرته “هيثم فرخة”، وصديق العائلة، 69 سنة، فرد أمن، إذ قتل المتهم الضحايا مستخدما في ذلك سلاحا ناريا بندقية آليه.

وبإرشاد المتهم تم ضبطه، بالبندقية الآلية المستخدمة في ارتكاب الواقعة وفرد خرطوش وعدد كبير من الأعيرة النارية، بالإضافة إلى جثث أعلى سطح عقار سكنهم في منطقة حدائق المعادي.

إخطار النيابة

مساء الخميس الموافق 7 ديسمبر الماضي، تم إخطار النيابة العامة لمعاينة مسرح الجريمة، والتي أمرت بنقل الجثث إلى مشرحة زينهم تحت تصرفها، وبالفحص والتحقيقات مع المتهم، تبين أنه قرر القيام بإنهاء حياة والده ووالدته وشقيقه والعامل بمحل الفراخ، ملك شقيقه؛ بسبب خلافات بينه وبين والده على عقارات، حيث استحوذ على عقارات ملك والده، وحينما علم الأخير نشبت بينهما مشاجرة، قام على إثرها بإنهاء حياته، ثم تدخلت والدته فقام بإطلاق النيران عليها.

 كما أنهى المتهم حياة شقيقه والعامل بمحل الفراخ، ملك شقيقه؛ بسبب تدخلهم ومحاولتهم إقناعه بالتنازل عن العقارات محل الخلاف. 

طبقة أسمنتية

دفن المتهم 4 جثامين على سطح العقار، ووضع عليهم طبقة أسمنتية؛ لمنع انبعاث الرائحة.

وعقب تقنين الإجراءات، حُرر محضر بالواقعة، وجارٍ اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

search