الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:04 ص

دراسة: شريط العمر والذكريات يتدفق عند الموت

حدوث نشاط للدماغ قبل الموت بلحظات

حدوث نشاط للدماغ قبل الموت بلحظات

خاطر عبادة

A A

سمعنا كثيرًا أنه عند لحظة الموت، قد يعيش المرء مع العديد من الأحداث والذكريات الهامة في حياته، والآن يقدم العلم لنا دليل ملموس.

وكشف تخطيط كهربية الدماغ لمريض مصاب بالصرع عما حدث في الدقائق التي سبقت وفاته من خلال دراسة نشرت في مجلة "الحدود في علم الأعصاب للشيخوخة"، والتي توصلت إلى وجود نشاط مكثف للدماغ والذاكرة في اللحظات الأخيرة من الحياة من خلال محاولة فك رموز الفيزيولوجيا العصبية، والتي تستكشف عمل الخلايا العصبية والشبكات العصبية.

نتائج الدراسة

وأجريت الدراسة على مريض بالصرع يبلغ من العمر 87 عامًا، حيث سجل الباحثون -عن طريق الصدفة- نشاطًا مكثفًا للدماغ قبل وقت قصير من إصابة الرجل بنوبة قلبية مميتة كانت سبب وفاته، وذلك من خلال تخطيط كهربية الدماغ للكشف عن نوبات الصراع لعلاج المريض.

وأتاح هذا الحادث الأول من نوعه وغير المتوقع تماما للعلماء بتسجيل نشاط دماغ بشري يحتضر، وقال "أجمل زيمار" جراح أعصاب في جامعة لويز فيل ومؤلف الدراسة، “قمنا بقياس 900 ثانية من نشاط الدماغ في وقت قريب من الوفاة، وركزنا بشكل خاص على ما حدث في الثلاثين ثانية قبل وبعد توقف القلب عن النبض”.

صورة تعبيرية للذبذبات الدماغية

الذبذبات الدماغية

ووفقًا للجراح الأمريكي، أنه من الناحية العملية، تم تسجيل ما حدث داخل الدماغ لمدة 15 دقيقة قبل وبعد توقف القلب عن العمل مباشرة، وكانت النتائج مذهلة.

وأضاف “لقد لاحظنا تغيرات في نطاق معين من التذبذبات العصبية، ما يسمى بتذبذبات جاما، وتغيرات أخرى مثل تذبذبات دلتا وثيتا وألفا وبيتا”.

وموجات الدماغ المعروفة أيضًا باسم تذبذبات الدماغ، هي إشارات النشاط الإيقاعي المستمر في أدمغة الكائنات البشرية الحية، وفي هذه الحالة المحددة، تشارك تذبذبات جاما في الأنشطة المعرفية الأكثر تحديدًا مثل التركيز والحلم والتأمل واستعادة الذاكرة ومعالجة المعلومات والإدراك الواعي.

وفي حالة المريض الذي توفي، تم تسجيل "ذكريات الماضي" في الذاكرة، ومن خلال توليد تذبذبات الدماغ المرتبطة باسترجاع الذاكرة، يمكن للدماغ إعادة إنتاج ذكرى أخيرة لأحداث الحياة المهمة قبل الموت مباشرة، على غرار تلك التي يتم الإبلاغ عنها في تجارب الاقتراب من الموت، وفقاً لما يزعم زيمار.

على المستوى الروحي

وحتى لو كانت الدراسة اقتصرت على حالة واحدة صغيرة بحيث قد لا تشمل الجميع، لكن الدليل الجديد جعلنا نفهم ما قد يحدث بالفعل في تلك اللحظات، حيث يسعى الناس لمعرفة ماذا يفعل الدماغ.

وأشار جراح الأعصاب، إلى إن الحديث عن هذا الجانب ليس فقط من وجهة نظر علمية ولكن أيضًا من وجهة نظر ميتافيزيقية وروحية، لافتًا إلى أن النقطتان الأخيرتان مهمتان لفهم افتراضيات نشاط الدماغ قبل الموت وقبل الانفصال عن الروح، حيث نفكر في إعادة شريط وجودنا في اللحظات التي نكون فيها على وشك الانفصال عن الحياة الأرضية.

وعلى المستوى الروحي، قد يمثل ذلك أيضا عزاء للأهل قبل وفاة ذويهم، وفي الوقت الحالي، لا نعرف أي شيء عما يحدث لدماغ أقاربنا عندما يموتون، ولكن إذا علمنا أن شيئًا ما يحدث في دماغهم، وأنهم يتذكرون الأوقات الجيدة، فيمكننا أن نشعر بالاطمئنان عليهم، وفقًا لزيمار.

search