الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:12 م

عثمان يتاجر مع الله بـ"لحوم وحلويات" في رمسيس: مائدة الخير حسب الطلب

وجبات مجانية

وجبات مجانية

إسراء عبدالفتاح

A A

"كن في الدنيا عابر سبيل"، شعار رفعه الخمسيني محمد عثمان، والمقيم في شارع رمسيس بمحافظة القاهرة، لمساعدة أخوته من جميع الفئات ـكما وصفهم-. 

تحديدا عند الساعة الرابعة عصرًا يوميًا، يقف "عثمان" أسفل منزله ومعه عدد من الشباب باختلاف أعمارهم للإشراف على مشروع إطعام الفقراء والمحتاجين.

عندما تقترب من العمارة الكائن بها الرجل الخمسيني تجدها ذات طابع قديم مكونة من 5 طوابق، يقف أمامها الرجال والنساء والأطفال مصطفين في انتظار الطعام، الذي يوفره عثمان.

مشروع إطعام

مشروع إطعام

"طوابير النساء منفصلة عن طوابير الرجال"، بهذه الكلمات بدأ "عثمان" حديثه لـ"تيلجراف مصر"، في انتظار عادته منذ ما يقرب 10 سنوات دون توقف أو كلل أو ملل، وهي وجبات للمحتاجين.

يقول إنه يوميًا يقف وسط الشباب والعمال الذين يعملوا على تجهيز تلك الوجبات، وفي أغلب الأوقات تكون محضرة من نفس ذات الطعام الذي يتناوله هو وأبنائه، إلا أنه في بعض الأحيان يسأل المترددين على "مائدة الخير"، "نفسكم بكرة تأكلوا إيه؟".

وأشار إلى أنه  على مدار السنوات الماضية التي عمل فيها على تقديم وجبات الخير، وجد أن الله يعوضه خيرا مما أنفق، لذلك اتخذ هذه الطريق كنهج ومنهج يسير عليه، ويحرص دائمًا على مشاركة أبنائه في تلك المساعدات حتى يستشعرون جمال مساعدة الغير، وينالوا ثوابه.

مائدة الخير 

مائدة الخير

وعن المدعوين على "مائدة خير الشيخ محمد"، كما أطلق عليها  وحيد محمد، أحد الشباب المساعدين في تقديم الوجبات، يوضح أن تلك العادة أصبحت تلازمهم جميعا ويشعرون بالسعادة عندما يرون الرضا في في عيون المترردين عليها، خصوصا في تلك الأيام، ومع قرب حلول شهر رمضان.

يتابع الشاب "وحيط، أنهم يحرصون كل يوم على تنويع الوجبات المقدمة إلى المواطنين والتعامل معهم وكأنهم "من أفراد العائلة"، مشيرًا إلى أن بعض الأطباق تكون عبارة عن البروتينات كـ"السمك واللحمة والفراخ"، إلى جانب بعض الفاكهة والحلويات.


دعى الشاب إلى تعميم تلك الفكرة في جميع أنحاء الجمهورية، حتى تسود الأخوة والرحمة بين المواطنين، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية، مضيفا، "المساعدة واجبة على كل فرد، ونحن نقصد منها التجارة مع الله". 

search