السبت، 23 نوفمبر 2024

10:51 م

معرض "آرت دبي" الدولي يعلن تفاصيل برنامج الدورة الـ17

 معرض "آرت دبي" الدولي

معرض "آرت دبي" الدولي

A A

أعلن معرض "آرت دبي" الدولي، عن تفاصيل برنامجه للدورة الـ17، المقرر إقامتها في مدينة جميرا بدبي في الفترة من 1 إلى 3 مارس المقبلين، تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.

وتتميز دورة معرض “آرت دبى 2024”، ببرنامج موسع للتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، تأكيداً لمكانة الحدث كنقطة التقاء محورية للمجتمعات الفنية الإبداعية في الجنوب العالمي، والتزامه بتحقيق رسالته المتمثلة في إعادة تحديد الدور الذي يمكن أن يلعبه المعرض الفني في دعم النظم البيئية المحلية والإقليمية.

ويكشف المدير الفني للمعرض، بابلو ديل، المزيد من التفاصيل في سياق الحوار التالي:


إذا أردنا أن نقدم للمواطن العربي تعريفا مبسطا لمعرض "آرت دبي" ورؤيته وأهميته.. فما هو؟


"آرت دبي"، هو أكثر من مجرد معرض فني، فعلى مدى السنوات الـ17 الماضية، تطور المعرض ليصبح منصة رائدة للفنون من الشرق الأوسط والجنوب العالمي، ويمنح الفرصة للأصوات والمواهب المهمة والتي في أغلب الأحيان يتم تجاهلها في المعارض الغربية، ونحن نعيد تعريف المعنى الحقيقي لكلمة منصة "عالمية" عبر عدة أساليب مبتكرة.


 

في رأيك ما هو المختلف في "آرت دبي" هذا العام؟
 

في عام 2024، نريد أن نتخطى حدود ما هو متعارف عليه من حيث الفهم عن "الجنوب العالمي"، فعلى الرغم من أن معرض "آرت دبي" اكتسب سمعته باعتباره مركزًا للقاء المجتمعات الإبداعية في الجنوب العالمي، إلا أننا لن نتوقف عند هذا الحد، ونريد أن نتعمق أكثر، من خلال التساؤل عن أين تبدأ هذه المجتمعات وأين تمتد. هل يتعلق الأمر بالحدود الجغرافية، أم يتعلق بالهوية المشتركة والسرد الثقافي الذي يوحد هؤلاء الناس؟ فمن خلال أقسامنا الأربعة: المعاصر، والبوابة، وآرت دبي الحديث وآرت دبي ديجيتال، سنعود بـ 120 عرضًا تقديميًا من أكثر من 60 مدينة، وتغطي أكثر من 40 دولة. تخيل معنا: الفن والفنانين من ساو باولو، والقاهرة، وطهران، وبيروت، ونيودلهي، ولندن، وباريس، ونيويورك، والعديد من المدن الأخرى، كلها تحت سقف واحد. سيكون معرضًا يستحق حقًا الاكتشاف.


ما هي أبرز الفعاليات والبرامج المشاركة في الدورة الـ17 من المعرض؟

يتبع معرض "آرت دبي"، وعلى عكس المعارض الأخرى، منهجًا منظمًا لعرض الأعمال الفنية، إذ تم تصميم كل قسم بدقة بالتعاون مع كبار النقاد والرواد وأصحاب الرؤى الذين يؤثرون ويقودون المناقشات حول التاريخ والفن الناشئ في المنطقة.


فعلى سبيل المثال، نكشف في معرض "آرت دبي الحديث" لهذا العام، برعاية الدكتورة كريستيانا بونين، النقاب عن أعمال نادرة لـ17 من الفنانين الرائدين في الفن الحديث من الجنوب العالمي، إذ صاغ هؤلاء الفنانون القادمون من سوريا وأذربيجان وأوغندا وسريلانكا حداثة فنية جديدة، متأثرين بتجاربهم وتعليمهم في الاتحاد السوفييتي خلال الستينيات والسبعينيات.

أما على الجانب الآخر من المعرض، يعد قسم آرت دبي ديجيتال، الذي أكمل حاليًا عامه الثالث برعاية رواد الفن الرقمي ألفريدو كراميروتي وأوروندا سكاليرا، بتقديم شرح مميز للواقع "الفيزيولوجي" الذي نعيش فيه، من خلال عدسة الواقع المعزز، والواقع الافتراضي والأعمال التركيبية الغامرة، وسيعرض هذا القسم أحدث الفنون والفنانين من الجنوب العالمي، الذين يعملون باستخدام التقنيات المتقدمة، بما في ذلك مشاركة ملحوظة من الفنانات الرائدات.

كما يغمرنا إميليانو فالديس، قسم "البوابة"، بمشاركة مهمة للقوة التحويلية للفن في اجتياز الأوقات الصعبة وتعزيز التعافي، وتتناول تكليفات "آرت دبي" لهذا العام هذا الموضوع من خلال سلسلة من العروض والأنشطة الجديدة التي تركز على الاستبطان والروحانية والمجتمع وقوة الفن لتوجيهنا خلال الأوقات الصعبة وتشجيعنا على تحقيق الوحدة.

ويكتمل كل هذا من خلال حلقات المحادثات الخاصة بنا وبرنامجنا المكثفة للقيادة الفكرية. على سبيل المثال جلسة حول موضوع الفن الحديث وجامعي الأعمال الفنية، والتي يتم تقديمها بالشراكة مع مقتنيات دبي، تتعمق هذه الجلسة في تاريخ الفن، وتعرض أهم أعمال الفن الحديث، وتوجيه هواة الفن حول طرح روايات الأعمال، بالإضافة إلى سلسلة محادثات أخرى مهمة بعنوان "محادثات مع الفنانين" ستعرّف الجمهور على المواهب الناشئة مثل سارة نعيم وطارق كيسوانسون وغيرهم، لتوفير فرصة فريدة للتواصل مع عوالمهم الإبداعية واستكشاف أعمالهم عن قرب.

كيف نجح "آرت دبي" وهو معرض ومنتدى للفن في أن يربط توجهاته وفعالياته بالقضايا العالمية والإنسانية البارزة؟
إن تسليط الضوء على الجنوب العالمي وإعادة تحديد دور المعرض الفني في دعم النظم البيئية المحلية والإقليمية، كان دائمًا متأصلًا في مهمتنا، فإننا إلى جانب عرض أفضل ما في الفن المعاصر والفنانين، نشارك بنشاط في التغيير في تاريخ الفن وتحديه وإعادة تشكيله من منظور غير غربي.

هذا النهج الفريد يميز تنظيمنا للمعرض عن المعارض الأخرى، مما يخلق مساحة يلتقي فيها الفنانون والمهارات غير المعروفة في المنتديات الغربية، وفي حين أن المعارض الأخرى قد تخصص 5% فقط للفنون من هذه المناطق، فإن معرض "آرت دبي" يقدم بكل فخر أكثر من 65%.

ونتيجة لذلك، تتعمق معارضنا في الموضوعات الاجتماعية والسياسية، مثل الهوية والتمثيل والتراث الثقافي، وتلقى هذه المواضيع صدى لدى فناني الجنوب العالمي الذين يشاركون في معرضنا، مما يعرض عمق وتنوع الفنون من "الجنوب العالمي" باعتبارها أكثر من مجرد مفهوم جغرافي، إنما مجتمع فعال ومتزايد في الخطاب الفني الدولي.

تسيطر على فعاليات "آرت دبي" هذا العام عناوين مهمة مثل الأمل وقوة الفن خلال الأوقات الصعبة.. فما الذي يمكن أن يقدمه الفن في ظل هذه الأجواء العالمية الصعبة؟

سيشغل الفن مكانة قوية للتعبير وصياغة الانفعالات في قسم "البوابة" تحت شعار "التعافي"، برعاية الفنان إيميليانو فالديس القادم من متحف الفن الحديث في ميديلين في كولومبيا. 

تتكشف هنا المشاريع الفردية لفنانين من الجنوب العالمي، إذ يصبح الفن أداة عميقة للمعايير والتعافي وتعزيز الوحدة. ويعالج هؤلاء الفنانون القضايا الاجتماعية والسياسية، وينخرطون في نقاشات نقدية، ويشجعون الانتماء للمجتمع ويحققون العدالة الاجتماعية.

ومن خلال التوسع في هذا الموضوع كامتداد لقسم البوابة، سيبث برنامج التكليفات الفنية في "آرت دبي" الحياة في هذا المفهوم من خلال عروض جديدة تتمحور حول الأمل والمجتمع والقوة التحويلية للفن في اجتياز الأوقات الصعبة، وسيستكشف الفنانون المشاركون، بما في ذلك سيسيليا بنجوليا، وساجان ماني، وديباشيش بول، وميرنا بامية، وميثو سين، وهاشيل لمكي، جوانب مختلفة من عملية التعافي، مما يخلق مساحات للتأمل والتفكير.

وللارتقاء بالحوار إلى مستوى أبعد، ستقدم مجموعة إدارة الثروات السويسرية جوليوس باير، الشريك الرئيسي في معرض "آرت دبي"، تكلفة فنية رقمية جديدة مع الفنانة المعاصرة كريستا كيم، تدعو هذه التجربة الغامرة التي تحمل عنوان "مساحة القلب" الضيوف للتواصل من خلال لغة عالمية وهي نبض قلب الإنسان، ويمكن لزوار "آرت دبي" التقاط إيقاعات قلوبهم الفريدة كجزء من نسيج تجريدي تأملي، مما يعزز مفهوم "الوحدة"، وتعد هذه المبادرة جزءًا من مبادرة NEXT الخاصة بجوليوس باير، حيث تستكشف موضوعات الاستثمار عبر الفنون والعلوم والتكنولوجيا.


"آرت دبي" هذا العام يشبتك بقوة مع الظروف والأحداث العلمية ويبدو ذلك واضحا في حضور الأزمة المناخية العالمية ضمن أبرز العناوين داخل المعرض.. ما هي رؤية القائمين على أرت دبي بهذا الخصوص؟
لا يمكننا أن نفصل بين الفنان والعالم الذي يعيش فيه، خاصة في أعقاب مؤتمر كوب 28، إذ أصبحت البيئة في مقدمة أولوياتنا. لقد تجاوزت الظروف المناخية العنيفة، من الفيضانات والجفاف والعواصف والضباب الدخاني، حدود "العالم النامي" لتصبح ظاهرة عالمية، وسيجمع مؤتمرنا لقيادة الفكر الذي يستمر لمدة يومين، منتدى الفن العالمي، بين المفكرين والمبدعين والنقاد لمناقشة مواضيع البيئة على نطاق كلي وفلسفي. 

يستضيف المنتدى المفوض شومون باسار والقيمة الفنية نادين الخوري يومي 29 فبراير و1 مارس، وسيضم متحدثين رفيعي المستوى، بما في ذلك الدكتورة ستيفاني روزنتال، مديرة متحف جوجنهايم أبوظبي، وآن هولتروب، مهندسة معمارية من المحرق، (والقادمة من أمستردام)، ومنيرة القادري، فنانة مقيمة في برلين، وسمير بانتال، مهندس معماري ومدير استوديو AMO في روتردام، ونادية كريستيدي، باحثة وممارسّة فنون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في كامبريدج (ماساتشوستس)، والمزيد.


ما الذي يقدمه “آرت دبي” هذا العام للأطفال؟

التعليم أمر أساسي في رؤيتنا للمستقبل. نحن نعمل مع شركاء الذين يشاركوننا التزامنا ورؤيتنا طويلة المدى، مثل مجموعة أ.ر.م. القابضة، والتي أتاحت لنا إطلاق أكبر برنامج لتعليم الفنون للأطفال في الإمارات، وتهدف الدروة الرابعة من برنامج الأطفال التابع لمجموعة أ.ر.م. القابضة تحت قيادة الفنان الهندي الأصل ساهيل نايك، إلى إلهام العقول الشابة من خلال ورش العمل الفنية. ونركز هذا العام على تشجيع الأطفال على المشاركة الفعالة في تخطيط وتصميم مدنهم، كما تطرح ورش العمل هذه، التي تتمحور حول البيئة والطبيعة، سؤالاً مهماً للأطفال: "كيف تتخيل الأجيال الشابة مدن المستقبل وما الذي ستتكون منه؟" وبعد المعرض، سيوسع البرنامج نطاقه ليشمل أكثر من 15 ألف طفل في 100 مدرسة في جميع أنحاء الإمارات، مما يجعله أكثر مبادرة متخصصة في التعليم الفني طموحًا في المنطقة.



 من أهم أبرز الفنانين والنجوم المشاركين في “آرت دبي”؟

سنقدم تشكيلة استثنائية من الفنانين الذين تركوا بصمة لا تمحى في عالم الفن وستتواجد أعمالهم عبر الأقسام والوسائط والفترات الزمنية.
سينضم كيفن مكوي، مبتكر الرموز غير القابلة للاستبدال الأصلي، إلى عرض "REvolutionaries" التابع لمجموعة مورو الموجودة في دبي، وستجلب صالة Immaterika رواد الفن الرقمي مثل فلورنسيا إس إم. بروك، وفابريزيو بليسي.

وينضم إلينا عبد المنان شما، الرسام السوري الرائد الذي درس في موسكو من عام 1958 إلى عام 1965، من خلال أجيال جاليري ضمن قسم "آرت دبي الحديث"، بالإضافة إلى عرض الفنان العراقي الشهير ضياء العزاوي ممثلاً بجاليري ميم، وتعود مسيرة الفنان العزاوي إلى الستينيات، مما يجعله أحد رواد الفن العربي الحديث.

ومن خلال تسليط الضوء على المواهب المحلية، سيضم عرض مقتنيات دبي بعضًا من أبرز الفنانين الإماراتيين، معرض "لقاءات" برعاية علياء زعل لوتاه، سيجمع أعمالاً فنية مهمة لفنانين إماراتيين مشهورين، بما في ذلك حسن شريف، ومحمد كاظم، ومحمد أحمد إبراهيم، وشيخة المزروع، وعفراء الظاهري، وميثاء عبد الله، وهاشل اللمكي، وسارة المهيري.

ويتم تقريب البرنامج المعرض مع العديد من اللجان الشريكة الهامة، إذ قام جوليوس باير بتكليف مشروع رقمي للفنانة الكورية الكندية كريستا كيم، وتتعاون "كلينيك لا برايري" مع الفنانة السورية سارة نعيم، وتتعاون بياجيه مع مصممة الأزياء السعودية رزان العزوني، وتبتكر الفنانة الإماراتية شمسة العبار، ساعة جديدة من المقرر الكشف عنها في المعرض. وتدعم HUNA تأسيس حديقة منحوتات جديدة، وقد كلفت شركة BMW أسماء بلحمر التي تتخذ من دبي مقراً لها لإطلاق عمل جديد خاص بالمعرض، وستقوم روينارت بإحضار عمل فني تركيبي ضخم للفنان باسكال مارتين تايو.


من ضمن توجهات آرت دبي أن يكون أكثر من مجرد منصة فنية تجارية.. كيف تخططون لذلك؟

إن ما نعرضه ونقدمه ونكتسبه من الخبرات له تأثير عميق على مجتمعات متنوعة من هواة الفن والمؤسسات والفنانين، وهناك شعور حقيقي بالارتباط بين هواة اقتناء الأعمال الفنية الذين، ربما للمرة الأولى، يواجهون الفن والفنانين الذين يتردد صداهم مع لغة التاريخ المنسي منذ زمن طويل، والتقاليد العائلية، وأفكار الانتماء المتبادل والاعتراف في عالم غالبًا ما يشعر بالانقسام.
 

إدارة برنامج التطوير المهني والتدريبي أو “كامبس آرت دبي".. ماذا تقدم وكيف تخدم المجتمع الإماراتي والعربي؟

تعد مبادرة "كامبس آرت دبي"، إحدى أهم مبادراتنا خلال المعرض، والتي تجسد التزامنا تجاه الخريجين الجدد الذين يغامرون في الصناعة الثقافية، والآن في عامه الحادي عشر، أصبح "كامبس آرت دبي" رائدًا باعتباره البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، وتم تصميمه لتمكين الأعضاء الحاليين والطموحين في المجتمع الثقافي والإبداعي في المنطقة من خلال تزويدهم بالمسارات التعليمية والمهنية. وفي كل عام، يقوم "كامبس آرت دبي" بصياغة منهج متخصص حول موضوع ذي صلة، وإشراك المشاركين من خلال المواد الدراسية والندوات والمحاضرات وورش العمل والزيارات خارج الموقع. وقد تخرج من البرنامج أكثر من 400 متدرب، تولى العديد منهم مناصب قيادية وتنفيذية في المنظمات الثقافية في الإمارات وخارجها.

search