الخميس، 19 سبتمبر 2024

11:49 م

الموسيقى "علاج نفسي" بمضاعفات خطيرة

العلاج بالموسيقى

العلاج بالموسيقى

إسراء عبدالفتاح

A A

بات "العلاج بالموسيقى" أمر معمول به في علاج الأمراض النفسية أو حتى الجسدية، وشهد تطورا جديدا بالحديث عن مساهمة الذبذبات الموسيقية المختلفة في تحسين حالة المريض.

"دراسات عن العلاج بالموسيقى"

أظهرت أحدث دراسة نشرت في موقع "health"، أن العلاج الموسيقي أثبت قدرته الفعالة في تحسين الحالة الصحية لبعض المرضى ومنهم مرضى "الزهايمر"، إذ تساعد الموسيقى على استرجاعهم الذكريات، كذلك تساعد مرضى الاكتئاب على تقليل عوامل القلق.

في 2019، أثبتت دراسة في تايوان بحسب ما نشر في صحيفة "ديلي ميل"، أن الموسيقى تعمل على تخفيف آلام مرضى السرطان، بسبب قدرتها على إطلاق مواد كيميائية من أهمها هرمون الدوبامين والإندورفين التي تساعد المرضى على تحسن حالتهم النفسية وتزيد إقبالهم على الحياة.

الدراسة السابقة والمشابهة لها تعلن بعد العديد من الاختبارات، بعضها يثبت صحتها عمليا وينتشر استخدامها، فيما 

"تدهور الحالة النفسية"

يقول الشاب أحمد علي، إنه تعرض للإصابة بالاكتئاب نتيجة صدمة نفسية بعد وفاة والدته، وخلال زيارته لطبيبه النفسي نصحه بسماع بعض الأغاني على "سبوتفاي" مضيفا: "كنت معتقدا أن تلك الأغاني ستعمل على تهدئتي ولكنها جاءت معي بطريقة عكسية، فبدأت حالتي النفسية في التدهور وعند توقفي عن سماعها تحسنت".

"فيديوهات وهمية"

فيما يقول صلاح محمد، إنه عانى من القلق المفرط الذي دعاه إلى زيارة الطبيب النفسي، ولكن كانت الزيارات بلا جدوى، وأثناء تصفحه موقع "تيك توك" لاحظ فيديوهات تحمل عنوان “العلاج بالصوت”، ما دفعه للبدء في تتبعها عبر التطبيق لكنها كانت بلا جدوى أيضا، واصفا تلك الفيديوهات وتلك الطريقة في العلاج بـ"الوهمية".
 

https://www.tiktok.com/@hopejeem/video/7063901473612123394?q=%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%20%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%8A%D9%82%D9%89%20&t=1702457436519


"هروب من الواقع"

"كنت بهرب بيها من الواقع"، وصفت السيدة الأربعينية صفاء السعيد تجربتها مع سماع الموسيقى بنصيحة طبيبها المعالج بعد إصابتها بسرطان الثدي، موضحة أن جلسات استماعها للموسيقى كانت المهرب الوحيد لها من الألم الذي كانت تشعر به بعد جلسات “الكيماوي”، وبدأت حالتها النفسية في التحسن بسماع بعض الأغاني.


"جلسات تفاعلية"

‏يوضح استشاري الطب النفسي والتنمية، الدكتور أشرف عبدالله، كيفية العلاج بالموسيقى، مؤكدًا أن الفكرة تكون قائمة على جلسة تفاعلية من قبل بعض المرضى ويقوم كل منهم بالغناء أو بالعزف على آلة مختلفة، أو من خلال سماع الأغاني، سواء الصاخبة أو الهادئة.


أوضح لـ"تليجراف مصر": "بعض كلمات الأغاني تعمل على تحسين الحالة النفسية للمريض فعلى سبيل المثال الذي يعاني من الاكتئاب يجب أن يستمع إلى الأغاني التي تحثه على الأمل وتحسين الحالة الصحية، ونعمل على عقد جلسة أسبوعية مع بعض المرضى باختلاف الأماكن سواء كانت داخل بعض المتنزهات أو أمام النيل أو غيرها بالاتفاق عليها مع المرضى".

استكمل: "يجب على المعالج النفسي للمرضى اختيار الأغاني والموسيقى بعناية كبيرة حتى لا تعود على المريض بصورة سلبية، فلا يجوز أن ترشح أغنية تحمل معاني الفقد لمريض اكتئاب فقد أحد والديه".

"مصطلح خاطئ"

يقول استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، الدكتور أحمد علام، أن مصطلح العلاج بالموسيقى مصطلح خاطئ، فهو وسيلة من الوسائل بالإضافة إلى بعض العلاجات التي تؤدي إلى التعافي، ولكن ليست الطريقة السحرية للتخلص من المرض، فتلك الطريقة تعمل على تدارك بعض الحواس الإدراكية والاجتماعية المساعدة في تنمية الصحة النفسية لدى بعض المرضى فلا يمكن أن تطبق تلك الطريقة على الجميع.

أشار إلى أن بعض الأطباء في الدول الغربية أجروا التجارب على المرضى الذين يستمعوا للموسيقى قبل العمليات، وساعدت على تهدئتهم نفسيا، مضيفة: "أنواع الموسيقى المستخدمة الكلاسيكية، وتستخدم أيضا في السماع والعزف".


اختتم: "بعض الدراسات الأوروبية التي أجريت أكدت أن الموسيقى الصاخبة جاءت بمفعول مع بعض المرضى كونها تساعد في تشتيت الانتباه، وقلة الشعور بالقلق"، مضيفا: “العلاج بالموسيقى لم يثبت جدواه على جميع المرضى، وخاصة في المجتمعات الشرقية فالمرضى لا يفضلون الاستماع إلى الموسيقى، فلا يمكن إجبار المريض على سماع الموسيقى حتى يعالج أو تعمل على تحسين حالته النفسية.” 

search