الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:45 م

إكرام "الموسيقار" دفنه.. حلمي بكر من "الثلاجة" إلى المقابر

حلمي بكر

حلمي بكر

منى الصاوي ـــ أحمد عفيفي

A A

ظل قابعًا بنعشه داخل سيارة الإسعاف طيلة ساعات، لا أحد يكترث لأمره، الجميع يتجاهلون تاريخه الفني والإنساني، وراح طرفي "الخلاف" أرملته وأسرته، يلقون بالتهم بعضهم على بعض، في أزمة دفع فاتورتها "حلمي بكر" وحده.

توقف عضلة القلب

"توقف مفاجئ لعضلة القلب لكنه لا يزال حيا على الأجهزة"، رسالة قاسية أبلغها طبيب غرفة الرعاية المركزة بالمستشفى التي كان يعالج فيها الموسيقار الراحل بمركز كفر صقر بالشرقية، إلى زوجته آنذاك، سماح عبد الرحمن القرشي، في السابعة مساء الجمعة، بحسب تصريحاتها لـ“تليجراف مصر”.

 سماح عبد الرحمن القرشي

محاولات بائسة

أسرعت القرشي إلى المستشفى، بينما كان يحاول الأطباء إنعاش القلب مرة أخرى لمدة 45 دقيقة كاملة، لكن المحاولات باءت بالفشل، وعلت الأجهزة بصفارة النهاية، معلنة انسحابها من محاولة الإنقاذ.

إجراءات الخروج

تمالكت الزوجة نفسها وغادرت المستشفى لإنهاء إجراءات خروج الجثمان وإنهاء تصريح الدفن، آخذة في اعتبارها وصية زوجها الراحل وهو على فراش المرض "متسيبينيش لاخواتي.. خرجيني من بيتي إلى القبر".

خبر الوفاة

مرت دقائق معدودة على وفاة الموسيقار الكبير، وذيع خبر رحيله في جميع وسائل الإعلام، وبدأ اخوته وذويه بالتوافد إلى المستشفى للمشاركة في مراسم العزاء، بحسب أرملته.

أزمات مفتعلة

شجار نشب بين الأرملة التي ودعت زوجها قبل دقائق، واخوته وأقاربه أمام المستشفى على مكان الدفن، إذ تريد الأولى دفنه بمقابر أسرتها بالمركز الذي شهد أخر لحظات حياته، بينما يريد الطرف الأخر دفنه بالقاهرة.

كمين النهضة

خرجت سيارة الإسعاف حاملة الجثمان متجهة إلى القاهرة، وفي الخلف سيارات المرافقين والمشاركين في الجنازة، كلٌ في عالمه، يتبادلون الشتائم والاتهامات إلى أن وقفوا جميعهم إجباريا في كمين النهضة على طريق الشرقيةــ القاهرة.

استغاثات 

تحقيقات سريعة أجراها ضباط الكمين، بعد أن أطلقت الأرملة صرخات واستغاثات "الحقوني.. عايزين ياخدوا الجثمان مني وجايبين لي بلطجية"، وأخذوا على إثرها قرارًا بتحويل مسار الجنازة إلى قسم شرطة السلام.

ثلاجة حفظ الموتى

توجه الجانبان إلى مكتب رئيس المباحث، بينما ظل جثمان حلمي بكر وابنته صاحبة الـ12 عامًا، والتي أصيبت في يدها جراء غلق باب سيارة الإسعاف عليها، في انتظار "قرار الإفراج"، إلى أن أصدر المأمور قرارًا عاجلًا بتحويل طرفي النزاع إلى النيابة العامة، بعدما حرر كل منهما محضرًا ضد الأخر يدعي فيه الاعتداء عليه، ونقل الجثمان الذي ظل في سيارة الإسعاف قرابة الـ7 ساعات، إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى السلام العام.

الساعات الأخيرة

ساعات طويلة قضاها "بكر" في الثلاجة وحيدًا، بينما يجتمع الأخرون في مكتب المحامي العام بالعباسية، في انتظار وصول نجله هشام حلمي إلى مصر قادمًا من أمريكا، للبت في الأمر، إلى أن جاء القرار بأنه لا وجود لأي شبهة جنائية، وسيتم دفن الجثمان بجبانة مدينة نصر، كما هو مذكور بتصريح الدفن.

هشام حلمي بكر

لا شبهة جنائية

انتهت جهات التحقيق إلى عدم وجود شبهات جنائية في وفاة الموسيقار حلمي بكر، وصرحت بدفن الجثمان، وهو ما أظهره تصريح دفن صادر عن الجهات الصحية بمحافظة الشرقية.

وحصل “تليجراف مصر”، على صور من تصريح دفن حلمي بكر، والذي يصدر بالتبعية بعد استبعاد الشبهة الجنائية.

شهادة وفاة حلمي بكر

استماع أقوال

كانت جهات التحقيق قد استمعت لأقوال أرملة الموسيقار الراحل حلمي بكر سماح القرشي، بعد الاتهامات الموجهة إليها بالتعدي بالسب والقذف على أشقاء حلمي بكر، خلال نقل جثمانه من الشرقية إلى القاهرة.
 

search