الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:24 ص

لجنة المبيدات بالزراعة: إجراءات للحد من تداول "حبة الغلة"

الدكتور مصطفى عبد الستار

الدكتور مصطفى عبد الستار

نشوى مصطفى

A A

تنامى الحديث عن المبيد الزراعي المعروف لدى العامة في المجتمعات الزراعية بـ"حبة الغلة"، خصوصًا بعد تكرار لجوء البعض إلى التخلص من الحياة بتعاطي هذه الحبة القاتلة، التي تقضي على الإنسان في غضون دقائق معدودة من ابتلاعها.

وفي هذا الصدد، قال نائب أمين لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، الدكتور مصطفى عبد الستار، إن الوزارة اتخذت عددًا من الإجراءات للحد من تداول “حبة الغلة” أو ما تُسمى علميًا بـ"مركبات فوسفيد الألومنيوم والمغنسيوم".

ومن بين الإجراءات التي أشار إليها الدكتور عبد الستار، تجميد تجريب مستحضرات جديدة من هذه المركبات في جميع صور مستحضراتها، والتنبيه على الشركات المستوردة أو المنتجة لمبيدات فوسفيد الألومنيوم في جميع صورها بعدم التعامل معها إلا من خلال جهات متخصصة في تبخير المخازن والصوامع، وعدم التعامل مع الأفراد أو المحالّ بهذه المبيدات.

موافقة فنية

وأشار عبد الستار"، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى عدم إصدار موافقة فنية لاستيراد هذه المبيدات إلا بعد تقديم الشركة المستوردة تعاقدًا مع الشركات المتخصصة في أعمال التبخير أو الصوامع أو مطاحن الغلال أو بنك التنمية والائتمان الزراعي وتقديم خط سير وتتبع حركة الكميات التي يتم استيرادها من هذا المبيد بدقة شديدة لضمان عدم تسرّب كميات منه بطريقة غير مشروعة للسوق.

وأكد أن الإدارة المركزية لمكافحة الآفات وإداراتها بالمحافظات، تشرف على استخدام هذه المبيدات لدى المزارعين، وفي حالة طلب أحد المزارعين كمية من هذا المبيد يوقّع على نموذج تعهُّد بأنه مسؤول بشكل كامل عن استخدامه تحت إشراف الإدارة المركزية لمكافحة الآفات والجهة المختصة بالتبخير.

برنامج تدريبي

وأضاف عبد الستار أنه يتم تنفيذ برنامج تدريبي في مختلف محافظات الجمهورية يهدف إلى توعية مهندسي المكافحة والمشرفين الزراعيين بكيفية التطبيق الأمثل لهذه المبيدات، لافتًا إلى إعداد خطة باحتياجات البلاد من هذا المبيد في ضوء البيانات الخاصة بكميات المبيدات التي تم استيرادها من هذه المبيدات خلال السنوات الخمس الأخيرة.

الموافقات الفنية

وأوضح نائب أمين لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، أنه في حالة ضبط أي عبوات من هذه المركبات في محال بيع المبيدات سيتم حرمان الشركات المخالفة من الموافقات الفنية للاستيراد لمدد زمنية تختلف باختلاف حجم المخالفة مع تحمل هذه الشركات تكلفة التخلص من المبيدات وتشجيع الشركات على تسجيل الفوسفين (فوسفيد الهيدروجين) في الصورة الغازية.

حفظ الغلال

فيما قال رئيس اللجنة الإعلامية بمركز البحوث الزراعية، حامد عبد الدايم، إن حبة الغلة لن يتم منعها لأننا نعمل بها كونها إحدى الوسائل المهمة لحفظ الغلال لمدة طويلة وتعمل الوزارة الآن على تحديد نسبة الخفض في الكميات المستوردة بغرض الاستخدام المحلي من هذه المبيدات، والتي تقدر حاليًا بنسبة 5%.

وأشار إلى اعتبار وجود عبوات مبيدات فوسفيد الألومنيوم والمغنسيوم في محال الإتجار بالمبيدات مخالفة جسيمة، وستقوم أجهزة الرقابة على المبيدات بمصادرة الكميات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

شبكة ربط إلكتروني

وفيما يتعلق بأعداد من يقررون التخلص من حياتهم بتناول حبة الغلة، قالت مديرة مركز السموم بكلية طب قصر العيني، الدكتورة نرمين حمدي، إنه في ظل وجود أكثر من 18 مركزًا تابعًا لوزارة الصحة، ومراكز أخرى تتبع الجامعات، فإنه يصعب الخروج بإحصائية واضحة في هذا الشأن، نظرًا لعدم وجود شبكة ربط إلكتروني بين هذه المراكز، بالإضافة إلى أن هناك حالات كثيرة لا ترد إلى مركز السموم وتدخل طوارئ المستشفيات، لذلك يصعب الحصر.

وتابعت “نستطيع القول إن معظم الحالات التي تدخل المركز لدينا هي حالات انتحار بحبة الغلة حيث يدخل المركز من 2 إلى 4 حالات يوميًا، ونتعامل مع حالات الانتحار بقرص الغلة يوميًا، بالإضافة إلى أن الحالات بالقرى كبيرة جدًا وقد لا تصل إلينا”.

search