الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:21 م

200 مليون دولار تحول مجمع التحرير من مبنى خدمي إلى فندق ضخم

مخطط تطوير مجمع التحرير

مخطط تطوير مجمع التحرير

حسن راشد

A A

على أحد جوانب ميدان التحرير يقف مجمع المصالح الحكومية شامخًا، فإذا نظرت له وأنت تقف قبل جامع عمر مكرم، سيبدو كمقدمة سفينة خطوطها الجانبية تنساب بنعومة، وإذا نظرت له من شارع الشيخ ريحان سترى ما يشبه جزءا من دائرة، قمتها زاحفة نحوك، تتسم بالحيوية، وإذا وقفت في منتصف الميدان، فسيتخذ هيئة القوس.

تأسيس مجمع التحرير

ظل المبنى الذي عرف اختصارًا بـ"مجمع التحرير" مبنى إداري لإدارات مختلفة لنحو 70 عامًا، منذ تأسيسه عام 1951، في عهد الملك فاروق، ويعد أحد آثار مصر التاريخية، وصممه المهندس محمد كمال إسماعيل، الذي شارك في أعمال توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وفي مطلع عام 1948، ومع تسلم المهندس محمد كمال إسماعيل إدارة مصلحة المباني الأميرية، وضع تصميم لإنشاء مُجمع يتضمن عدة مصالح حكومية، وحظي بموافقة الملك فاروق عام 1949، ليتم استغلال تلك المنطقة الواقعة بميدان التحرير (المعروف وقتذاك بميدان الإسماعيلية).

وبلغت تكلفة إنشاء "مجمع التحرير نحو مليوني جنيه آنذاك، ويقع على مساحة 28 ألف متر وارتفاعه 55 مترًا وبه 1356 حجرة للموظفين، ويشمل 13 طابقا بالإضافة للطابق الأرضي، ويتميز بالصالات الواسعة والمناور والنوافذ العديدة والممرات الكثيرة بكل دور، ليضم كل الخدمات التي تمكن المواطنين من تخليص أوراقهم من مختلف الهيئات الحكومية في مكان واحد، إعجابا بفكرة “الشباك الواحد”، لتوفير الخدمات للمواطنين في منطقة واحدة، وتقليل نفقات استئجار عقارات لشغل المصالح الحكومية.

تطوير المبنى

ومع التوجه لإنشاء عاصمة إدارية جديدة، وصدور قرار من الرئيس عبدالفتاح السيسي، عام 2020 بإزالة صفة النفع العام عن عدد من المنشآت المملوكة للدولة، ونقل ملكيتها لصالح صندوق مصر السيادي، ومن بينها “أرض ومبنى مجمع التحرير، بدأ التفكير في استغلال وتطوير المبنى.

ومع إخلاء المجمع كان هناك اهتمام بكيفية استغلال المبنى الضخم، حيث ظهرت عدة اقتراحات، أقربها للتنفيذ هي تحويله إلى فندق كبير.

وفاز التحالف  (الأمريكي – الإماراتي)، الذي يضم مجموعة “جلوبال فينتشرز”، ومجموعة “أوكسفورد كابيتال”، وشركة “العتيبة للاستثمار”، بعد عملية طرح لجذب مطورين من مختلف أنحاء العالم، متخصصين في تأهيل وتطوير المباني التاريخية، وتم تصفيتهم إلى ثلاثة تحالفات، ليفوز التحالف الأمريكي بأفضل عرض فني ومالي، بجانب ما يتمتع به التحالف من سابقة أعمال لتطوير عدة مباني تاريخية في أمريكا وأوروبا.

مبنى متعدد الاستخدام

ويستهدف صندوق مصر السيادي تطوير المبنى ليكون متعدد الاستخدامات (فندقي -تجاري- إداري – ثقافي)، ليتناغم مع طبيعة وجهود التطوير التي تنفذها الدولة في منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية.

وبدء التحالف  في إعادة تأهيل وتطوير المجمع من الداخل لتحويله إلى فندق عالمي تحت اسم "Cairo House"، حيث خصصت مجموعة العتيبة الإماراتية نحو 200 مليون دولار لضخهم في عمليات التطوير، وتعمل مجموعة “اكسفورد كابيتال” على تنفيذ مخطط التطوير المُقدم من مجموعة “جلوبال فنتشرز” المتخصصة في تحويل المباني التاريخية إلى فندق عالمي.

ويعد المشروع هو الأول من نوعه في مصر والمنطقة العربية، لتقديم خدمة فندقية فاخرة، إضافة إلى عدد من المطاعم وأماكن مخصصة للاجتماعات وإقامة الفعاليات، حيث من المخطط أن يضم أكثر من 450 غرفة وشقة فندقية فاخرة، بجانب تحويل سطح المبنى الى أكبر مساحة للاحتفالات والفعاليات في القاهرة على مساحة 85 ألف م2.

ويعد “Cairo House” أكبر وجهة ترفيهية مفتوحة على سطح المبنى، ومن المنتظر أن تكون الأكبر من نوعها في القاهرة الكبرى، ويمثل خطوة مهمة لتصور الشكل المستقبلي لمنطقة وسط القاهرة، بعد التطوير ليعد دعمًا مباشرًا لنوع جديد من الاستثمار في الاقتصاد، ومن المنتظر أن يوفر نحو 500 فرصة عمل مباشرة بخلاف فرص العمل خلال مراحل التنفيذ.

search