السبت، 09 نوفمبر 2024

07:49 م

صلاة التراويح.. عدد ركعاتها وكيفية ختم القرآن بها

الجامع الأزهر

الجامع الأزهر

فادية البمبي

A A

مع حلول نفحات شهر رمضان المبارك، تتعطش قلوب المسلمين شوقًا لأداء صلاة التراويح، تلك الشعيرة العظيمة التي تُضفي على ليالي رمضان رونقًا إيمانيًا خاصًا.

ففي رحاب هذا الشهر الكريم، يجتمع المسلمون في المساجد، قلوبهم موحّدة، ونفوسهم مُتطلّعة إلى مغفرة الله تعالى، ليُؤدّوا صلاة التراويح، تلك الصلاة التي تُقرّبهم من الله تعالى، وتُنعش إيمانهم، وتُطهّر قلوبهم.

وهذه السنة، مع اقتراب شهر رمضان، تزداد مشاعر الشوق والانتظار لدى المسلمين لأداء هذه الشعيرة المباركة، راجين من الله تعالى أن يتقبلها منهم وأن يجعلها خيرًا لهم في الدنيا والآخرة.

صلاة التراويح

جمهور الفقهاء مناتفقوا اتفقوا، على أن صلاة التراويح عشرون ركعة مِن غير الوتر، وثلاث وعشرون ركعة بالوتر، عشرون ركعة في عشر تسليمات، في خمس ترويحات، كلُّ تسليمتين ترويحة.

قال مفتي الجمهورية السابق، الدكتور علي جمعة، -في فتوى سابقة له-، إن الفقهاء اتفقوا على أنه يكفي في صلاة التراويح من قراءة القرآن، ما يكفي في سائر الصلوات، وأن ختم القرآن في الشهر مستحبٌّ ولو لمرةٍ واحدة، وما زاد فهو للأفضلية، والأوْلى بالإمام أن يراعي أحوال المصلين فيما يقرؤه في الركعة الواحدة.

جاء ذلك ردا على سؤال ورد لدار الإفتاء عبر موقها الرسمي، "ما القدر المناسب من قراءة القرآن في صلاة التراويح في كل ليلة من رمضان؟، وما هو عمل الصحابة في هذا؟".

عشر آياتٍ في الركعة الواحدة ..تختم القرآن

وأضاف علي جمعة "اتفق الفقهاء على أنه يُجزئ في صلاة التراويح من القراءة ما يُجزئ في سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن في الشهر؛ لما روى البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة رضي الله عنها قالت: "أَسَرَّ إليَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".

وتابع "أقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة عشر آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر".

وعلى هذا جاءت كتابة المصحف وتقسيم آياته على صفحاته الستمائة؛ فإنَّ كَتَبَةَ المصحف جعلوا كل جزء عشرين صفحة على عدد ركعات التراويح؛ ليسهل القيام بجزءٍ كل ليلة، ويتم ختام القرآن بختام الشهر، وهذا ما التزمه مصحف مجمع الملك فهد.

 وأول من كتب المصحف بهذه الطريقة هو علي بن سلطان القاري الحنفي المكي، والذي كان يكتب مصحفًا كل سنة، وأرسل بعض هذه المصاحف للخليفة العثماني بإسطنبول، ثم شاع هذا النمط في المصاحف العثمانية عند طباعتها وعرف لدى المتخصصين بمصحف "الدار كنار" ووضعت مناهج تحفيظ القرآن بناءً على هذا.

وعليه قد وقع الاتفاق لدى معتمد المذاهب الأربعة على أقل ما تقع به السنة في التراويح -كما سبق- وبوجهٍ عام فالأوْلى للإمام أن يراعي أحوال المصلين فيما يقرؤه في الركعة الواحدة.

search