الجمعة، 22 نوفمبر 2024

09:48 ص

مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى: خلو البطن ينير القلب

أسامة الحديدي  مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى

أسامة الحديدي  مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى

فادية البمبي

A A

في أجواء رمضانية مليئة بالروحانيات، انطلقت اليوم الإثنين، أولى حلقات الملتقى الفقهي، حول "أثر صيام رمضان في التطبيق العملي لتعاليم الإسلام"، الذي يعقد طوال شهر رمضان المبارك، ضمن العديد من فعاليات الجامع الأزهر خلال الشهر الكريم .

قال مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى، أسامة الحديدي، إن الصوم يعلمنا تطبيق تعاليم ديننا الحنيف من خلال طريقين هما: المنع، والمنح، فمنع النفس عما تشتهيه من الطعام والشراب وسائر الملذات، ومنحها من الجوائز والعطايا والدرجات ما يدفع الإنسان إلى تجاوز الحجب والمعوقات التي تحول بينه والارتقاء في تطبيق تعاليم الإسلام حيث يفعل ما يؤمر به ويمتنع عما نُهي عنه.

سرٌّ بين العبد وربه

أوضح الحديدي، أن هناك عددًا من الأبعاد المتصلة بالصوم  تبعث في الإنسان تحقيق تعاليم الإسلام بسبب صومه، وذكر منها البعد الديني، والعقلي، والقلبي، والروحي، والمجتمعي.

وأشار إلى أن الصيام من أجّل الأعمال وأعلاها قدرًا، فهو  ركن من أركان الإسلام يتميّز بخصوصيات كثيرة منها أنه سرٌّ بين العبد وربه؛ لا يدخل فيه الرّياء ولا السمعةـ لذلك أضافه الله عزّ وجل إلى نفسه إضافة تشريف وتكريم وتعظيم لمكانته ورفعة لمن أدى هذه الفريضة على وجهها الأتم.

تهذيب النفس البشرية 

ومن جانبه، بيَّن أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، عبد العظيم خير الله، إن الصيام له أثر عظيم في تهذيب النفس البشرية وتزكيتها وطهارتها من الأخلاق الرذيلة والأخلاق الذميمة، كما فيه كسر للنفس فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الشر والبطر والغفلة، وفيه أيضا تخلية القلب للفكر والذكر فان معايشة الشهوات قد تفسد القلب وتعميه وتحول بين العبد وبين الذكر والفكر. 

وخلو البطن من الشبع ينير القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته، وهذا يعني أن التقرب إلي الله تعالي بترك المباحات لايكتمل ولا يتحقق إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلي الله تعالي بترك المباحات كان كمن ترك الفرائض وتقرب إليه بالنوافل.

الصيام يربي المسلم

وأشار عضو الفتوى بالجامع الأزهر إلى أن الصيام يهذب الأخلاق ويقوي الإرادة ويربي المسلم علي سمو الأخلاق والارتفاع بهذه النفس البشرية عن الفحش في القول والعمل، فالصيام تدريب على خلق الامتناع، ففيه تدريب المسلم عن الامتناع عن الحلال حتى يتكون له قوة الإرادة في أن يكون قادرًا على الامتناع عن الحرام. 

فطم عن شهوات البطن والفرج 

ومن جهته، أوضح الباحث بالجامع الأزهر، أحمد عبدالله ،أن الروح المقاومة في الصوم هي التي راعتها الأديان، فجعلت الصوم إحدى عبادتها، تروض عليه النفوس المطمئنة، وتروض به النفوس الجامحة، ولكن الصوم في الإسلام يزيد عليها جميعًا في صوره ومدته، وفي تأثيره وشدته، فمدته شهر قمري متتابع الأيام، وصورته الكاملة فطم عن شهوات البطن والفرج واللسان والأذن، وكل ما نقص من أجزاء ذلك الفطام فهو نقص في حقيقة الصوم، كما جاءت بذلك الآثار الصحيحة عن صاحب الشريعة، وكما تقتضيه الحكمة الجامعة من معنى الصوم.

search