الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:59 م

"لمس الآلات ممتع".. تجارب فرنسية للعلاج بالموسيقى

العلاج بالموسيقى  أرشيف

العلاج بالموسيقى أرشيف

خاطر عبادة

A A

العلاج بالموسيقى ليس مجرد طريقة علاج دعم نفسي ومهدئة، لكن لها تأثيرًا حقيقيًا وكبيرا على الدماغ، وفقا لتقرير صحيفة لوفيجارو الفرنسية.

وأشارت الصحيفة إلى أن تجربة تلك الفكرة في فرنسا بدأت عام 1973، حين أجرت الطبيبة النفسية العصبية جاكلين فيردو تجربة العلاج بالموسيقى في مستشفى ليمو كزينون.

أصول الفكرة

ووفقا للتقرير، فالعلاقة بين الرعاية والموسيقى قديمة جداً، فقد زيّن المصريون ألحانهم بقوى سحرية لمكافحة الأمراض، أما اليونانيون، رأوا الموسيقى هبة من الآلهة وجعلوا استخدامها لعلاج الاضطرابات النفسية.

و في الصين، يرتبط التنفس والتأمل بين الموسيقى والطب، وبالنسبة للأتراك، فإن النطاقات المختلفة وتنوعاتها لها فضائلها العلاجية الخاصة.

وحديثا في فرنسا، ظهر العلاج بالموسيقى كممارسة طبية في النصف الثاني من القرن العشرين ، حيث اهتم به أطباء النفس العصبي، مثل تجربة طبيبة النفس العصبية والمعالجة بالموسيقى التي جربتها في عام 1973.

وفي عام 2003، تأسس الاتحاد الفرنسي الحالي للمعالجين بالموسيقى،. وظهرت الدورات التدريبية والدبلومات الجامعية وتجذب الموسيقيين ومقدمي الرعاية.

ماذا تعالج؟

الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعليمية ونفسية، والبالغين الذين يعانون من الاكتئاب، وكبار السن الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي حيث يمكن للجميع الاستفادة من الرعاية القائمة على الاستماع أو الممارسة الموسيقية. 

ولكن ليس بأي طريقة تقليدية، حيث إن تشغيل أغنية شعبية لنزلاء دار رعاية المسنين لتذكيرهم بشبابهم لا يمكن وصفه بأنه علاج بالموسيقى، حتى لو كان له تأثير إيجابي على الحالة المزاجية لبعض المقيمين.

ومن ناحية أخرى، فإن الموسيقى ليست مجرد استرخاء؛ وفي الواقع، فهي تعدل بعض اتصالات الدماغ مما يؤثر على مهارات الذاكرة والانتباه. 

وأظهرت بعض الأبحاث أن الموسيقى قد تكون وسيلة للتواصل بين الأشخاص المصابين بالتوحد، كما أنها قادرة على تقليل المشكلات السلوكية. بشكل ملموس.

كيف هذا؟

أوضح دومينيك برتراند، المعالج بالموسيقى أنهم يقومون بإنشاء قناة اتصال مع المريض، وطريقة المزامنة في إطار بسيط للغاية، ونفس الإيقاع، ونفس الإجراء، مضيفا أن المريض مدعو للقيام بأشياء مختلفة في نفس الوقت، والاستماع إلى ذاته وللآخرين في نفس الوقت وهذا ليس بالأمر السهل؛ لافتا إلى أن هذه العلاقة الفريدة هي علاقة علاجية، وستكون قادرة على التطور والتقدم تقنيًا. 

ويضيف أنه بعد ذلك يترك الشخص لنفسه بعد أن يكون أكثر ثقة في ذاته، وتكون عواطفه أكثر حدة.. وتستمر الجلسات حوالي 45 دقيقة، والحد الأدنى هو 10 دقائق.

 الفوائد

تتيح لك الموسيقى تذكر تجارب الماضي وتجربة الأحاسيس مرة أخرى، لذا فهي مفيدة لكبار السن، حتى أولئك الذين يعانون من إعاقات شديدة.

واستشهد تقرير لو فيجارو،  بعمل دار رعاية المسنين ومدربة مقدمي الرعاية فلور-ليز موناستيسي، التي تستخدم الغناء والقيثارة والدفوف مع المرضى.. وصرحت قائلة: الناس يستمتعون بلمس الآلات الموسيقية.

وفيما يتعلق بالمرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر، فقد أظهرت تجربة حديثة فائدة العلاج بالموسيقى على مجموعة صغيرة من المرضى الذين يعانون من أمراض التنكس العصبي التي تمت متابعتها في مركز مستشفى أرباجون. 

واستفاد عشاق الموسيقى من جلسة علاج بالموسيقى أسبوعية مدتها ساعة ونصف لمدة عام، وساهمت في انخفاض ملحوظ في المشاكل السلوكية.. و هذه الممارسة لا تحمل أي خطر، وفقًا للصحيفة الفرنسية.

search