السبت، 03 أغسطس 2024

01:18 ص

وزير الأوقاف: التحديات الراهنة تفرض علينا توحيد الصفوف

وزير الأوقاف د. مختار جمعة

وزير الأوقاف د. مختار جمعة

فادية البمبي

A A
نتيجة الثانوية العامة 2024

أكد وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، أن الحديث عن وحدة الصف وعدم الفرقة في القرآن الكريم، ارتبط بعدة سياقات لا تنفك عنه، وهي تقوى الله (عز وجل) والاعتصام به، وأنه لا قوة لنا ولا قدرة لنا على مواجهة أعدائنا إلا بوحدة صفنا، فقوله تعالى في سورة الأنفال: "وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ"، هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، فلا ثبات ولا قوة لنا في مواجهة أعدائنا إلا بوحدة صفنا.

كما جاء قوله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا"، جاء بعد الأمر بالتقوى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ"، ومن تقوى الله أن نعتصم بحبله جميعًا. 

ويضيف وزير الأوقاف، في كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر، "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" اليوم الإثنين، والذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.

ربما يسأل سائل، هل ذلك ممكن مع واقعنا المؤلم، فنقول وبكل ثقة نعم إذا صدقت نوايانا مع الله "عز وجل" ثم مع أنفسنا وبعضنا بعضً، حيث يقول الحق سبحانه: "وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" ، مع ملاحظة أن هذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ"، فلا قوة لنا إلا باعتصامنا بالله (عز وجل) ووحدة صفنا: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا".

فإذا انفردن تكسرت آحادا

وحدة الصف واجبة على كل حال

 وشدد وزير الأوقاف، على أن وحدة الصف واجبة على كل حال من منطلق إيماني، وأنها في ظل التحديات الراهنة التي تتهدد بعض شعوب أمتنا بل تتهدد الجميع تعد واجب الوقت ومن أولى أولوياته، معقبا "نؤكد أن كل من يشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ويحترم سيادة دولنا، ولا يستبيح دماءنا ولا أعراضنا ولا أموالنا ولا أوطاننا، ولا يؤلب علينا أحدًا، ولا يأوي لنا عدوًا، ولا مفسدًا في ديارنا، فهو منَّا ونحن منه، ويدنا ممدودة له بالمحبة والسلام".

وأضاف "يجب أن نبني علاقاتنا على الاحترام المتبادل، وإذا كان شوقي (رحمه الله) قد قال في شأن الاحترام المتبادل بين الأديان":

-نعلي تعاليم المسيح لأجلهم.

-ويوقرون لأجلنا الإسلام.

-الدين للديان جل جلاله.

-لو شاء ربك وحَّد الأقواما.

احترام مشاعر الآخر وخصوصيته في السر والعلن

وتابع "من باب أولى أن يحترم كل منا في المذاهب المختلفة مشاعر الآخر، فالعلاقة الرشيدة هي التي تقوم على احترام مشاعر الآخرين بصدق في السر والعلن بل في السر كالعلن حتى نستطيع معًا أن نصنع تعايشًا حقيقيًّا وسلامًا حقيقيًّا لنا وللإنسانية جمعاء".

واختتم حديثه قائلا "مؤكدين أن هذه المؤتمرات تسهم بلا شك في بناء جسور الثقة و علمية التقارب، وتكسر بلا شك كثيرًا من الحواجز، وأننا نعمل على ذلك، وسنظل نعمل عليه لا نحيد عنه، بغض النظر عن مواقف الآخرين لإيماننا العقدي بأننا يجب أن نعمل على ذلك ما وسعنا الجهد والطاقة، من منطلق طاعتنا لله ولرسوله (صلى الله عليه وسلم)، ونوكل أمرنا وأمر إخوتنا في الدين إلى الله، هو ولينا ومولانا وحسبنا وحسبهم، فنعم المولى ونعم الوكيل".

search