الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:49 م

لماذا يكون الله حليما مع الصهاينة؟ شيخ الأزهر يجيب

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

رفيدة سالمان

A A

تحدث فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن معنى اسم الله الحليم في حلقة اليوم من برنامج “الإمام الطيب”.

وقال إنه مأخوذ من الحلم أي ذو الصفح الذي لا يستفزه غضب ولا معصية، ولا يتسرع في العقوبة، وأضاف أن معناه بالنسبة لله سبحانه وتعالى هو الذي لا يعجل بعقوبة العباد.

وأضاف "قال تعالى "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة"، وورد في الحديث الشريف أيضا (لا إله إلا الله العليم الحليم)، حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا حل به كرب كان يدعوا بهذا الدعاء، وبهذا المعنى هو اسم من أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين.

الحكمة من الحلم مع الصهاينة

وردا على سؤال حول الحكمة في أن يكون سبحانه وتعالى حليما مع الصهاينة على الرغم من أفعالهم المشينة في غزة، أوضح أنه ربما يكون الله عز وجل قد أسقط عنهم العقوبة مؤقتا.

واستدرك "لكن ذلك لا ينفي أن لهم عقابهم جزاء إجرامهم الذي يرتكبونه مع الفلسطينيين الأبرياء، حيث قال تعالى "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".

حال الطلاب الفلسطينيين

وعبر فضيلة الإمام عن تألمه الشديد، حين يلتقي بالطلاب الفلسطينيين الوافدين في جامعة الأزهر، وقال إنه يحاورهم ويسمع من كثيرين منهم أن بيوتهم قد انهارت على أسرهم بأكملها.

وتابع “ما حال طالبة هنا في كلية الطب أو الصيدلة أو غيرها يأتيها خبر أن أسرتها كلها توفت ومنزلها انهار، كيف تكون حالتها وكيف تكمل دراستها!”.

وختم حديثه بقول الله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ”.

كيف يكون المؤمن حليما

وأوضح الإمام أن رؤية اسم الله الحليم في أفعالنا وفي حياتنا يحدث من خلال التدرب على العفو والصفح عن الآخرين، فينبغي على المؤمن أن يكون صفوحا، وغفورا، فيكون حديثه للناس صدقة، وتبسمه صدقة.

وتابع “عليه ألا يعجل إذا أخطأ معه أحد، حتى إذا عاتب أيضا يعاتب عتابا رقيقا، فلا يأخذ موقف منذ البداية، من حيث أنه لا يكلم الشخص الآخر ولا يراه ولا يتصل به، وخاصة إذا كان من أقربائه، مثل أخيه أو أخته”.

النبي القدوة

وأضاف شيخ الأزهر أن دراسة صفاة النبي وأفعاله صلى الله عليه وسلم، في مغفرته، وصبره، وحلمه مع الأطفال وحتى مع الحيوانات، وكيف كان صلى الله عليه وسلم يحرم على المسلمين أن يهدموا مبنى في جيش العدو، أو أن يقتلوا أعمى أو امرأة أو طفلا، أو حتى أن يقتل المسلم حيوانا، إلا إذا احتاجه للأكل فقط، وبقدر ما يحتاج، أو أن يفرق نحلا، أو يقطع نخلا.

وأكمل "شيء عجيب، كل هذا في جيش العدو"، كذلك كل ما لا يتصور منه مشاركة فعليه في حمل السلاح والقتل، يحرم التصدي له، فالراهب في صومعته يحرم قتله أو التعرض له.

search