الجمعة، 20 سبتمبر 2024

04:01 ص

منتخب نيوزيلاندا.. طفرة وحيدة أمام الطليان وتأثر واضح بالإنجليز

المنتخب النيوزيلندي

المنتخب النيوزيلندي

محمود موسى

A A

عندما انطلقت صافرة النهاية على ملعب مبومبيلا يوم 21 يونيو 2010، سقط نيلسون قائد فريق نيوزيلندا على ركبتيه بعد تحقيق واحدة من أكبر مفاجآت مونديال 2010، حين تعادل مع المنتخب الإيطالي بطل العالم بهدف لمثله. 

وبعد النقطة غير المتوقعة ضد سلوفاكيا، كانت تلك أياماً سعيدة للمنتخب الأبيض، ومن ثم تعادل آخر أمام باراجواي ليكون المنتخب قريبا من الصعود إلى دور ثمن النهائي، لكنه يحل في المركز الثالث برصيد 3 نقاط خلف سلوفاكيا وباراجواي، وتذيلت إيطاليا المجموعة.

"عندما أنظر إلى الوراء، لكي أتمكن من اللعب بأفضل ما يمكنك على هذا المستوى، وقيادة مجموعة من اللاعبين، ووضع البلاد في رحلة أيضًا، لن أنسى ذلك أبدًا حتى يوم وفاتي، هذا أحد أكثر الأشياء التي نفخر بها، أكثر بكثير من اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز".

"من الجنون جدًا أن نحصل على هذه النتائج ونؤدي بالطريقة التي فعلناها"، هكذا علق نيلسون قائد منتخب نيوزيلندا.

لقد كانت تلك طفرة هائلة بلا شك في تاريخ فريق "ALL WHITES"، لكنه كان مجرد فصل آخر من إرث تأسس عبر عقود.

World Cup 2010: Italy v New Zealand | Football | The Guardian
إيطاليا ونيوزيلندا

ويستعرض “تليجراف مصر” تاريخ المنتخب النيوزيلندي لكرة القدم قبل مواجهة مصر في كأس عاصمة مصر الودية كالتالي:

طور البداية

بدأت حكاية المنتخب النيوزيلندي في 23 يوليو 1904 في ملعب كاليدونيان في دنيدن، كان الفريق بقيادة الشاب ديفيد ماكميلان حين خسر الفريق أمام نيو ساوث ويلز بنتيجة 1-0، تلاه تعادل 3-3.

كانت الرحلة الخارجية الأولى بعد عام، حيث قام بجولة في 11 مباراة في نيو ساوث ويلز، بما في ذلك 3 مباريات ضد فريق الولاية.

مرت 17 سنة حتى لعبت نيوزيلندا مرة أخرى تحديدا في عام 1922، لكنها كانت مناسبة لا تُنسى، بفوزها 3-1 على أستراليا في دنيدن، ضمنت أهداف تيد كوك لاعب ساوثلاند (2) وويليام نوت لاعب أوكلاند الفوز في أول مباراة دولية كاملة لنيوزيلندا.

وقام منتخب نيوزيلندا بجولة عام 1923 في أستراليا، وكان هناك نشاط محدود للمنتخب النيوزيلندي على مدى العقدين التاليين، مع زيارات من الجامعات الصينية (1924)، وكندا (1927)، وهواة إنجلترا (1937) إلى جانب جولات إلى أستراليا (1933 و1937). 

ما بعد الحرب العالمية الثانية

كانت جولة جنوب أفريقيا أكبر حدث لمنتخب نيوزيلندا في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وشهدت فترة الخمسينيات من القرن الماضي الرحلات الأولى إلى المحيط الهادئ، لخوض مباريات ضد فيجي وتاهيتي وكاليدونيا الجديدة، كما زار فريق هونج كونج نيوزيلندا. لكن رحلة منتخب النمسا عام 1957 كان لها الأثر الأكبر، من خلال كرة القدم الرائعة التي قدمها فريق فيينا.

في عام 1961، لعبت إنجلترا أمام نيوزيلندا، وخاض منتخب نيوزيلندا جولة عالمية في عام 1964، حيث أقيمت 15 مباراة في هونغ كونغ وتايلاند وإيران وألمانيا وسويسرا وإنجلترا والولايات المتحدة.

وواجه منتخب نيوزيلندا تحديين هائلين في عام 1967، ربما كان مانشستر يونايتد، حامل لقب الدوري الإنجليزي، والذي يضم بوبي تشارلتون وجورج بيست ودينيس لو، أفضل فريق يزور هذا البلد ليخسر الفريق بنتيجة 11-0.

ظهور أول في المونديال

تمكن الفريق النيوزيلندي من التأهل إلى المرحلة النهائية من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1982  دون خسارة أي مباراة، أبرزها التعادل 3-3 والفوز 1-0 على منافسهم أستراليا. وانتصار كبير على فيجي بنتيجة 13-0 في الجولة الأخيرة ليضمن مكانًا في المرحلة التالية.

في المرحلة الأخيرة، تنافس فريق "All Whites" ضد الصين والمملكة العربية السعودية والكويت، وبفضل الفوز الكبير على السعوديين (5-0)، كان عليهم التنافس في مباراة فاصلة ضد الصينيين بسبب تعادل النقاط وفارق الأهداف، وبأهداف حاسمة من ستيف ووددين ووينتون روفر، فازوا بنتيجة 2-1، ليصعدوا إلى مونديال إسبانيا 1982.

وفي كأس العالم 1982، خسروا جميع المباريات الثلاث واستقبلت شباكهم 12 هدفًا وسجلوا هدفين فقط. 

منتخب نيوزيلندا

في بلاد العم سام

وفي فترة التسعينيات، لعبت كرة القدم الجامعية في الولايات المتحدة دورًا مهمًا في تطوير لاعبي نيوزيلندا. 

بدأ هذا التأثير يظهر عندما عاد بوبي كلارك الدولي الاسكتلندي السابق إلى الولايات المتحدة بعد الفترة التي قضاها كمدرب لنيوزيلندا في الفترة 1994-1996 ليتولى منصب المدرب الرئيسي في جامعة ستانفورد.

وبدأ المدرب كلارك في استقطاب لاعبي نيوزيلندا، وتحديدًا نيلسن وسيمون إليوت في ستانفورد. 

ويعد الاتجاه الذي بدأه كلارك استمر حتى الوقت الحاضر، إذ يلعب الآن أكثر من 20 نيوزيلنديًا في أمريكا.

Bobby Clark speaks on Bosso – Nehanda Radio
المدرب بوبي كلارك

وتوقع صحفي "ESPN" برنت لاثام في مارس 2010 بأن فريق نيوزيلندا في كأس العالم 2010  يمكن أن يضم عددًا من لاعبي الدوري الأمريكي لكرة القدم أكثر من المنتخب الأمريكي.

ولم تثبت صحة تكهنات لاثام، حيث انضم لاعب واحد فقط من الدوري الأمريكي لكرة القدم إلى تشكيلة نيوزيلندا لكأس العالم. 

وتنافست نيوزيلندا سابقًا ضد أستراليا للحصول على أعلى الألقاب في قارة أوقيانوسيا، وبعد مغادرة أستراليا للانضمام إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في عام 2006، ظلت نيوزيلندا هي الفريق الأفضل في القارة.

وتأهلت نيوزيلندا لكأس العالم 2010 على الرغم من خروجها من المنافسة بعد الدور الأول على الرغم من كونها الفريق الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة خلال البطولة لأنها تعادلت 1-1 ضد حامل اللقب إيطاليا وسلوفاكيا و0-0 ضد باراجواي، إذ خسرت إسبانيا حاملة اللقب أمام سويسرا.

وكان المنتخب النيوزيلندي قريبا من التأهل إلى دور ثمن النهائي، إذ حلّ في المركز الثالث برصيد 3 نقاط خلف سلوفاكيا وباراجواي، وتذيلت إيطاليا المجموعة.

منتخب نيوزيلندا

بطل أوقيانوسيا

في أغسطس 2014، تم تعيين أنتوني هدسون مديرًا لفريق أول وايتس. كانت المباراة الأولى لهدسون كمدرب للمنتخب الوطني هي الهزيمة 3-1 خارج أرضه أمام أوزبكستان في سبتمبر 2014. 

ونجح هدسون في قيادة الفريق للفوز بكأس أمم أوقيانوسيا 2016، إذ فاز بـ4 مباريات، وفاز بالمباراة النهائية بركلات الترجيح بعد التعادل 0-0 مع بابوا غينيا الجديدة، ولم تستقبل شباكه سوى هدف واحد من ركلة جزاء.

أدى فوز نيوزيلندا إلى تتويجهم بطلاً لأوقيانوسيا، مما جعل نيوزيلندا المنتخب الأكثر نجاحًا في تاريخ المسابقة، بعد أن فاز بالبطولة 5 مرات، كما جعلهم يتأهلون إلى كأس القارات 2017 في روسيا.

وبعد بطولة مخيبة للآمال في كأس القارات 2017، إذ احتلوا المركز الأخير في مجموعتهم التي ضمت روسيا والمكسيك والبرتغال، تراجع المنتخب الوطني 27 مركزًا إلى المركز 122. 

جمود ثلجي

في سبتمبر 2017، فازت نيوزيلندا بنهائي أوقيانوسيا ضد جزر سليمان بنتيجة إجمالية 8–3 لتتأهل إلى تصفيات الملحق القاري ضد بيرو، المنتخب صاحب المركز الخامس في تصفيات أمريكا الجنوبية، ليفشل الفريق في الصعود إلى كأس العالم 2018.

بعد توقف الفريق الأبيض لمدة عامين تقريبًا، عادوا للعب المباريات الودية في عام 2021، وحققوا نتائج إيجابية في مبارياتهم الثلاث التي لعبوها في ذلك العام.

وبنفس طريقة الإقصاء من كأس العالم 2018، نجحت كوستاريكا في إبعاد نيوزيلندا عن مونديال 2022.

ولعب الفريق الأبيض مواجهتين ذهاباً وإياباً ضد غريمه الأسترالي احتفالاً بمرور 100 عام على اللقاء الأول بين البلدين، والذي أقيم لأول مرة في دنيدن عام 1922.

وخلال عام 2023، لعبوا 6 مباريات ودية، لينجح الفريق الأبيض في الفوز بمواجهتين أمام الصين وقطر، وتعادل مرة وحيدة وخسر 3 مباريات.

وفي عام 2024، لعبوا 4 مباريات، فاز الفريق مرتين وتعادل مثلهم، ولم ينجح في تحقيق الفوز.

search