الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:18 م

"فليصم سمعك وبصرك".. المفتي يوضح معناها وصحتها

إذا صمت فليصم سمعك وبصرك

إذا صمت فليصم سمعك وبصرك

فادية البمبي

A A

ورد سؤال إلي دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الالكتروني، يقول ما مدى ثبوت مقولة سيدنا جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك"؟ وما معناها؟

لَا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً

حول صحة مقولة سيدنا جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك"، أوضح مفتي الجمهورية، الدكتور شوقي علام، أن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ وَلِسَانُكَ عَنِ الْكَذِبِ وَالْمَآثِمِ، وَدَعْ أَذَى الْخَادِمِ، وَلْيَكُنْ عَلَيْكَ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ يَوْمَ صِيَامِكَ، وَلَا تَجْعَلْ يَوْمَ فِطْرِكَ وَيَوْمَ صِيَامِكَ سَوَاءً".

ويضيف مفتي الجهورية، ما يؤيد مقولة سيدنا جابر رضي الله عنه: أن التقرب إلى الله تعالى في الصيام لا يكون بمجرد ترك الطعام والشراب فحسب، وإنما ينبغي حفظ الصيام عن كلِّ ما يُنقصه في الأجر والثواب، 

أي صيام الجوارح، فينبغي أن يكف الصائم سمعه وبصره عن المحرمات، وكذا لسانه عن الكذب والغيبة والظلم والعدوان، وغير ذلك من المآثم، بحيث إذا صام المرء عن الطعام والشراب والشهوات صامت معه كلُّ جوارحه عن فعل المحرمات، لا سيما وقد أمرنا الله تبارك وتعالى بحفظ الجوارح.

واستكمل د. شوقي علام ، أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلَّا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلى الله تعالى بترك المباحات كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل.

أثر ارتكاب المعاصي على الصيام

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن ارتكاب المعاصي في الصيام، ينقص أجره وثوابه، وأن الوقوع في مثل هذه الأمور لا يبطل الصوم بالكلية، لكن ينقصه في الأجر.

 وبناء على ذلك فإن مقولة سيدنا جابر رضي الله عنه: "إِذَا صُمْتَ فَلْيَصُمْ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ" ثابتة وصحيحة، ولها شواهد من عدة طرق، ومعناها: أنه ينبغي على المسلم أن يصوم بجوارحه، فيكف سمعه وبصره ولسانه عن المحرمات والمآثم؛ لأنها تُنْقِص أجر الصيام وثوابه، وإن كان صومه لا يبطل بذلك.

search