الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:41 ص

"سترني بالسيارة".. وصية “ميس بسنت" تنقذ أخيها من عقدة الذنب

بسنت عبد الستار

بسنت عبد الستار

نشوى مصطفى

A A

كشفت ميادة زميلة معلمة الرياضيات، بسنت عبد الستار، المعروفة إعلاميًا بـ"ميس بسنت"، أن الأخيرة سبق أن تحدثت إليها هاتفيًا قبل وفاتها في حادث سير بالمريوطية، مطلع الأسبوع الجاري، وتضمن الحدث ما يمكن اعتباره تبرئه لشقيق المتوفاة.

وشوهد شقيق “ميس بسنت” يبكي بحرقة أثناء مراسم دفنها، الأحد الماضي، قائلًا “أنا السبب” في إشارة فسرها البعض بأنه أهدى أخته السيارة التي كانت تقودها يوم الحادث.

مكالمة هاتفية

وقالت ميادة في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، "قبل الحادث بيوم كانت بيننا مكالمة وقالت لي بسنت فيها (إذا رأيت أخي قولي له جبت ليا العربية سترتني بها ربنا يسترك".

وتابعت "تعجبت من كلامها ولم أفهم قصدها، إلا بعد وقوع الحادث، فقد رأيت أخيها في حالة انهيار، ويؤنب نفسه، ويقول (أنا السبب)، فذهبت إليه وقلت له ما أوصتني به بسنت، فرد عليّ سريعًا (لقد أنقذتِني من ذنب كنت سأعيش به طيلة حياتي".

سكرات الموت 

من ناحية أخرى، نفى أحد جيران بسنت ما تردد بشأن أنها كانت تتحدث في الهاتف أثناء قيادة السيارة، ما تسبب في وقوع الحادث، حيث تم التواصل مع المرور الذي أفاد بعدم ظهور ذلك في الكاميرات، ومن المرجح أن تكون جاءتها سكرات الموت وهي تقود السيارة، لافتًا إلى أنها كانت ملتزمة ولا تتحدث أبدًا في الهاتف أثناء القيادة.

ملاك بين البشر

فيما قالت إحدى زميلاتها بالمدرسة، إن بسنت كانت مرتبطه ارتباطًا شديدًا بوالدها الذى توفي قبل نحو شهر، وكانت بسنت تتمنى أن تلحق به.

وأشارت إلى أن بسنت أصغر أشقائها سنًا، لكنها كانت تساعدهم في كل شيء، وقالت عنها “كانت ملاك عايش بين البشر، فارقتنا وتركت لنا الحزن”.

معلمة الرياضيات

وكان طلاب إحدى المدارس الخاصة بمحافظة الجيزة، استقبلوا خبر وفاة معلمتهم بالبكاء، وهي “ميس بسنت” معلمة الرياضيات المتميزة التي أحبها الكبار والصغار، بفضل أخلاقها وذوقها الرفيع.

الحصة الأولى

لم يستوعب الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و8 سنوات، ما حدث لمعلمتهم، حيث كانوا في انتظارها في الحصة الأولى، وفي تمام الساعة الثامنة والنصف كانوا يتسابقون فيما بينهم ليقدموا لها الواجب المدرسي الذي ألزمتهم به في اليوم السابق.

ميس بسنت

من فرط حبهم لها، فإن “ميس بسنت” التي كانت تدرس لأكثر من 30 طفلًا بالصف الثاني الابتدائي، جعلت التلاميذ يتعلقون بها وينتظرونها يوميًا بالزهور، ولكن في هذه المرة لم تأتِ لهم.

قال أحد الأطفال وهو يبكي “مين اللي هيدينا الرياضيات دلوقت؟”، وقال آخر "بحب الماث علشان خاطر ميس بسنت"، فيما قال ثالث “كانت بتقف هنا وتعلمنا، كنا نضحك معاها.. مين هيضحك معانا دلوقت؟!”.

search