الإثنين، 09 سبتمبر 2024

12:37 م

فضائح مارتشينياك.. الأهلي آخر الضحايا

الحكم البولندي سيمون مارتشينياك

الحكم البولندي سيمون مارتشينياك

سعيد علي

A A

على ملعب الجوهرة بالسعودية، واصل البولندي سيمون مارتشينياك، سجله الحافل بالخطايا التحكيمية التي كانت - ولا زالت- مثار جدل واسع، لكن الضحية هذه المرة كان النادي الأهلي، لصالح فلومينينسي البرازيلي.

في "تليجراف مصر" تواصلنا مع عدد كبير من الحكام، بينهم ثلاثة دوليون: توفيق السيد، ورضا البلتاجي، وياسر عبدالرؤوف، اجتمعوا على شيئين، الأول حرمان محمود كهربا من ضربة جزاء صحيحة، بينما الثاني كان بتوصيفه “رجل (فيفا) الذي يُوظّف في مثل هكذا مناسبات”.

مباراة الأهلي وفلومينينسي


كان قرار تحوله من لاعب كرة قدم محترف إلى حكم "انفعالي"، حينما قرر "مارتشينياك، أن يثبت لحكم طرده، أنه يستطيع أن يكون أفضل منه، وأن مهنة التحكيم ليست بشيء صعب.

"إذا كنت تظنها مهمة سهلة، فقم بها"، جملة رد بها الحكم الذي طرد "مارتشينياك" على تطاول الأخير حينما سبه بألفاظ مشينة، لكنها كانت كفيلة بتغيير مساره بعد أسبوعين فقط، ليبدأ في 2002 مسيرته التحكيمية.

لقطة كهربا في مباراة فلومينينسي

سجل حافل بالخطايا، التي طالت الجميع في أوروبا وآسيا، وأخيرًا الأهلي بطل أفريقيا.

جزارين ليفربول

"فزنا مرتين بجائزة اللعب المالي النظيف، لكن مارتشينياك حولنا إلى جزارين"، بهذه الكلمات علّق الألماني يورجن كلوب، على أداء الحكم البولندي، حينما اتهم في نوفمبر 2018 بمجاملة خصمه باريس سان جيرمان.

6 بطاقات صفراء، أظهرها الحكم البولندي في وجه لاعبي"الريدز" آنذاك"، وتغاضى عن طرد ماركو فيراتي، الذي كان يستحق 500 بطاقة حمراء، وفق وصف "كلوب" الذي علّق بانفعال شديد على أداء الحكم البولندي.

بعد عام فقط، عاد الحكم ذاته في ملعب أنفليد محاصرًا بصافرات الاستهجان من جماهير ليفربول، لكن ذلك لم يمنعه من تكرار أخطائه التي أطاحب بطل إنجلترا من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.

تسببت سلوكيات الحكم البولندي في اضطرار المدرب الألماني لاستبدال واحد من أفضل لاعبيه حينها، ساديو ماني، وكان السبب مخاوفه من حصوله على الإنذار الثاني إذا تنفّس، هكذا أوضح يورجن بعد المباراة.

عام الإنجليز

لم يكن ليفربول الضحية الإنجليزية الوحيدة لـ"مارتشينياك"، لكن العام ذاته 2018 شهد ثورة غضب في لندن، حينما أطاح - بفعل أخطائه الجسيمة- توتنهام من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لصالح يوفنتوس الإيطالي.

كانت الصحافة والميديا الإنجليزية آنذاك ساحة غضب واسعة، حاوطت الرجل البولندي الذي اتهمه كل نجوم التحليل في إنجلترا، وعلى رأسهم ستيفن جيرارد قائد ليفربول، وريو فريناند قائد مانشستر يونايتد السابق بذبح توتنهام، فيما رأى فرانك لامبارد آنذاك أنه لم تكن هناك أي مبررات أو أعذار للأخطاء التي وقع فيها الحكم.

مباراة قطر والجزائر 

آخر الضحايا

وقبل أسابيع قليلة، كان نيوكاسل آخر ضحايا"مارتشينياك" من الإنجليز. ولغرابة الأحداث، كان الطرف المستفيد أيضًا باريس سان جيرمان الفرنسي، حينما حصل على ضربة جزاء غير صحيحة في الوقت الضائع، حرمت نيوكاسل من المكسب، وودّع بعدها دوري أبطال أوروبا، ليذهب بطل فرنسا إلى دور الستة عشر مصحوبًا بالشكوك.

على خلفية تلك الواقعة، نجا الحكم البولندي كعادته، لكن ضحيته لم تكن نيوكاسل فقط، فعاقب "يويفا" مواطنه توماش كوياتكوفسكي، مسؤول غرفة "var" في المباراة ذاتها، بزعم أنه من استدعى حكم الساحة لاحتساب ركلة الجزاء.

كأس العرب

وفي واحدة من أغرب الوقائع التحكيمية التي كان بطلها الحكم البولندي، احتسب 18 دقيقة وقتًا ضائعًا في المباراة التي جمعت بين منتخب الجزائر، ومنتخب قطر.

شهد الوقت الضائع تغيير النتيجة مرتين، لكنه لم يسلم من انتقادات واحتكاك حاد من لاعبي قطر مع المدير الفني.

رجل "فيفا"

بسبب إثارته الدائمة للجدل، صرح في وقت سابق أنه يحلم بأن يدير نهائي كأس العالم، لكنه توقع بألا يحقق حلمه بسبب الانتقادات التي تحاصره، وأنه مل جدل دائمًا.

لكن في الدوحة وخلال نهائي مونديال 2022 منحه "فيفا" فرصة لتحقيق الحلم، حينما أدار النهائي الذي ربما يكون الأهم في تاريخ كأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا.

نهائي كأس العالم 2022 (فرنسا- الأرجنتين) 

لكنه سار على نفس النهج، ولا زالت قراراته في تلك المباراة، محل انتقادات واسعة، بعدما احتسب ثلاثة ضربات جزاء، وأقر بهدفين واحد منهما للأرجنتين وآخر لفرنسا رغم وجود عدد من لاعبي الدكة داخل الملعب.

كانت هذه المباراة بالتحديد سببًا في وصفه برجل "فيفا" الذي سار تهمة التصقت به أينما ذهب، وكان آخرها محطة جدة.

الدوري الأوروبي

مدرب أولمبياكوس اليوناني كان أحد الثائرين في مسيرة "مارتشينياك"، وكان تعليقه على خسارة فريقه في الدوري الأوروبي أمام ولفرهامبتون الإنجليزي، كما كلوب "ودعنا بشكل غير عادل ومخز".

اعتراف بعد فوات الأوان

بعد سنوات من الواقعة التي بدّلت مسار الحكم البولندي، اعترف أنه قابل الحكم الذي طرده وغير حياته، وحينها اعتذر له بالقول "لقد كنت محقًا.. أعتذر لك"، لكن بعد سنوات من الخطايا بحق هؤلاء وغيرهم، هل سيترك "مارتشينياك" اعتذارًا جديدًا لمن حرمهم حقوقهم؟

search