الخميس، 19 سبتمبر 2024

04:23 ص

شومان: التوكل على الله مفتاح كل انتصار

الدكتور عباس شومان

الدكتور عباس شومان

فادية البمبي

A A

قال وكيل الأزهر السابق والأمين العام لهيئة كبار العلماء، الدكتور عباس شومان، إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد أخرج صحابته من مكة بعد تعرضه لأذى كبير هو ومن معه، ما اضطرهم لترك مكة، ولم يكتف أهل مكة بإخراج النبي صلى الله عليه وسلم مكة ومن معه، ولكنهم تعنتوا ورفضوا أن يغادر المهاجرون مكة بأي شيء من أموالهم إلا ما استطاعوا حمله مما خف.

وتابع خلال درس التراويح بالجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، أن المسلمين حين وصلوا إلى المدينة المنورة عانوا معاناة شديدة، بعد أن كانوا أغنياء يعيشون على أرضهم ودورهم ولديهم الكثير من الأموال، إلا أن أهل المدينة فتحوا قلوبهم قبل بيوتهم لإخوانهم المهاجرين وآثروهم على أنفسهم في مشهد سجله القرآن الكريم "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون".

وأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء أنه وبعد أن استقر للمسلمين المقام في المدينة، علم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أن قافلة عائدة من الشام إلى مكة يقودها سفيان بن حرب، وحينها خرج النبي "صلى الله عليه وسلم" ومعه بعض الصحابة، لأخذ هذه القافلة، كتعويض عن بعض أموال المسلمين التي صادرتها قريش منهم عند الهجرة.

وأوضح شومان أن بدرا لم تكن غزوة ولا حربا بالمعنى المعتاد، ولذلك خرج من المسلمين عدد قليل غير مسلح تسليح الحرب مع نبينا الكريم، فكان عددهم ثلاثمائة شخص، وهذا ليس الجيش الذي يخرج لحرب، فوصل الخبر لأبي سفيان، والذي غير من مسار القافلة ليفلت بها ويصل بها إلى قريش، وأرسل كذلك لقريش يستصرخهم لحماية قافلتهم، فخرجت قريش بأعداد جرارة وأسلحة متنوعة، متوعدين النبي ومن معه.

أول انتصار كبير للمسلمين 

وأضاف عباس شومان أن النبي خير صحابته بين خوض هذه الحرب غير المتكافئة، وبين الرجوع إلى المدينة المنورة، فتسابق المهاجرون والأنصار في تأييده صلى الله عليه وسلم بالمواجهة وعدم الانسحاب، ودارت المعركة، وكان أول انتصار كبير للمسلمين على المشركين في غزوة بدر، التي وقعت في السابع عشر من رمضان، في العام الثاني من الهجرة، وفيها كسر المسلمون شوكة الكافرين، وأعلنوا استحواذهم على ميزان القوة، وأصبحوا قوة يحسب لها ألف حساب، حيث انتصر المسلمون وعلت رايتهم عالية خفاقة، انتصر بضعة رجال على جيش جرار بقوة العزيمة.

تحقق النصر بقوة الإيمان

وتابع أن انتصار المسلمين في غزوة بدر قد تحقق بفضل التوكل على الله تعالى والثقة في نصره، حيث تحقق هذا النصر العظيم بقوة الإيمان والتوكل على الله، وهو الدرس الأكبر من غزوة بدر ومفتاح كل انتصار.

وأوضح أن غزوة بدر كانت أول فتح وقع للمسلمين، تلاه فتح مكة وحروب وانتصارات وفتوحات أخرى آخرها حرب العاشر من رمضان في العام 1973، مضيفا أن الله قاهر فوق خلقه وسينصر دينه على جميع من مكر له، وعلى جميع من اعتدى على المسلمين في أي مكان، سينتهي الأمر بنصر كنصر بدر وكنصر أكتوبر، وجميع انتصارات المسلمين.

search