الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:34 ص

دوتشه فيله: لماذا يشارك غير المسلمين في احتفالات رمضان؟

حفلات افطار جماعية بالشرق الأوسط- دوتشه فيله

حفلات افطار جماعية بالشرق الأوسط- دوتشه فيله

خاطر عبادة

A A

بجانب كونه شهرا مقدسا لدى المسلمين؛ لكنه أيضآ شهر “احتفالي” بامتياز، ففي الشرق الأوسط، ومنذ القدم يشارك غير المسلمين في الاحتفال مع المسلمين.

وفي البلدان الأوروبية ذات الأغلبية المسيحية، كانت المشاركة أقل شيوعا، ولكن هذا الاتجاه بدأ يتغير، وفقا لتقرير صحيفة دوتشه فيله الألمانية.

نماذج للتقارب الديني

وقالت أم أمير، وهي مسيحية مصرية تبلغ من العمر 50 عاماً وتعيش في أسيوط، لصحيفة دوتشه فيله "أقدم وأقرب صديقاتي مسلمة، لذلك نشترك في بعض العادات، فمثلاً أصوم نهار رمضان، ثم أفطر مع أهلها.


العراق

وهناك قصص مماثلة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.. ووفقًا للصحيفة الألمانية أنه إذا شارك المسيحيون والمسلمون العراقيون وجبة رمضان، فستكون داخل المنازل أو المطاعم الخاصة وليس في المساجد.

وقال الكاتبة العراقية خلود خدوم: “ليس بالضرورة أن يكون شهر رمضان كله يتعلق بالدين..لكن يتعلق أيضًا بالأجواء والتقاليد التي يجتمع فيها الناس معًا”.

وأضافت أن العراق بلد ذو أغلبية مسلمة، ولكن في المناطق التي تعيش فيها تعددية دينية معًا، ستجد غالبًا غير المسلمين يشاركون في الاحتفال بشهر رمضان المبارك.

وقالت خدوم "في بعض الأحيان يقوم المسيحيون بإعداد الحلوى وإرسالها إلى جيرانهم المسلمين.. وأحياناً يرسل المسلمون الطعام أو يصومون جميعاً معاً. من الجميل حقاً أن نتشارك هذه الأشياء".

لبنان

وكشفت اللبنانية ريتا، 34 عامًا، والتي تصوم أيضًا في بيروت: "أنا مسيحية، ولكن منذ صغري كان لدي الكثير من الأصدقاء المسلمين، ولم أركز أبدًا بشكل كبير على الديانات المختلفة".

رمضان في الغرب؟

ورغم أن النماذج الثلاث في بلدان ذات أغلبية مسلمة، ليست مفاجأة للمقيمين بالشرق الأوسط؛ فقد يجد المسيحيون في الدول العربية أنه من الصعب عليهم يأن يتجاهلوا شهر رمضان كما هو الحال بالنسبة للمسلمين الذين لا يتجنبون الاحتفال بعيد الميلاد في أوروبا أو أمريكا.. ومع ذلك، أصبح شهر رمضان أيضًا بمثابة احتفال بارز وبشكل تدريجي في البلدان ذات الأغلبية المسيحية، وفقا لدوتشه فيله.

لندن تضيء زينة رمضان 

لندن تحتفل برمضان

وفي العام الماضي، أصبحت لندن أول مدينة أوروبية كبيرة تزين طريقًا كبيرًا بأضواء وزينة رمضان.

وللعام الثاني على التوالي، عادت أضواء رمضان من 30 ألف مصباح إلى بيكاديللي في لندن هذا الموسم.

فرانكفورت تضيء أنوار رمضان

فرانكفورت

وحذت فرانكفورت حذو لندن هذا العام، لتصبح أول مدينة ألمانية كبرى تضيء بأنوار رمضان.

النمسا

في النمسا هذا الأسبوع، شارك أكثر من 1000 شخص في تناول وجبة إفطار جماعية في ولاية كارينثيا، حيث تتم دعوة جميع أفراد المجتمع للإفطار في رمضان وتناول الطعام معًا - حتى لغير المسلمين  أو لم يصوموا. . وقال المنظمون إن الحدث يجذب المزيد من الناس كل عام.

وقال أحد الحاضرين لصحيفة كلاين تسايتونج الإقليمية، "لم أتوقع رؤية هذا العدد الكبير من غير المسلمين هنا".

وأكدت إستير ميريام فاجنر، مديرة معهد وولف بجامعة كامبريدج، التي تدرس العلاقات بين اليهود والمسيحيين والمسلمين، أن هناك بالتأكيد زيادة في وجبات الإفطار التي تنظمها مؤسسات الدولة والجمعيات الخيرية والكنائس للاحتفال بالتنوع.

وقال فريد حافظ، أحد كبار الباحثين في مبادرة الجسر، وهو مشروع يبحث في كراهية الإسلام ومقره في جامعة جورج تاون بواشنطن، إن الاهتمام البارز بشهر رمضان يرجع أيضًا إلى حد كبير بزيادة الاعتراف السياسي والمساواة للمسلمين في النشاط العام.

وعلى سبيل المثال، روي حافظ أنه في التسعينيات، بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت في إقامة "وجبات الإفطار" في قسمها الدبلوماسي.

وأوضح الدبلوماسي أنه عندما يكون لدينا مجتمعات متنوعة، فإننا نرى أن التنوع يدعم في الواقع مجتمعًا مزدهرًا وحيويًا، وعادة ما يكون أكثر عدلاً.

search