الخميس، 21 نوفمبر 2024

11:10 م

شاب غزاوي يعرض كِليته للبيع: "إسرائيل قصفت طموحي"

أشرف نافذ وشقيقه الصغير عبد الله

أشرف نافذ وشقيقه الصغير عبد الله

ياسمين محمد النجار

A A

في ظل المأساة التي يعيشها غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ومع انهيار ملامح الحياة ومقوماتها الأساسية في القطاع المحاصر تحت وطأة آلة الحرب الإسرائيلية، خرج شاب غزاوي عبر حسابه بمنصة "إنستجرام"، عارضًا بيع كِليته في سبيل إنقاذ أهله من ويلات الحرب المنبسطة على الأراضي الفلسطينية.

انقلاب الأوضاع

الشاب الفلسطيني أشرف نافذ، كان يشارك عبر حسابة بمنصة “إنستجرام” مقتطفات من حياته الشخصية، إلى أن انقلبت الحال بعد الأحداث الأخيرة، وخسر البيت والأمان وأصبحوا في صراع من أجل البقاء على قيد الحياة.

أشرف وشقيقه الصغير عبد الله يشاركان مقاطع من يومياتهم خلال الحرب على غزة، ومحاولاتهم للحصول على الطعام في سبيل العيش بعد المجاعة ونقص الطعام الذي أسهم في موت ما يزيد على 30 ألف شخص في القطاع.

عبدالله نافذ الشهير بـ “عبود”

أغلب الفيديوهات يظهر فيها عبد الله نافذ (الشهير بـ"عبود")، وهو يحكي بأسلوب مبسط عن يومه وماذا فعل فيه، من خلال رؤيته كطفل يمر بأهوال الحرب بما فيها من قصف ودمار، ورحلته للبحث عن الطعام، ما جعل الكثيرين يطلقون عليه لقب "بلوجر من نوع آخر".

قلة حيلة

بسبب قلة الحيلة التي شعر بها أشرف، خرج عبر حسابة على “إنستجرام” عارضًا بيع كليته، واستنكر كثيرون تصرفه، ما دفعه إلى حذف منشوره، وتثبيت آخر يوضح فيه موقفه قائلًا “وصلتني بعض التعليقات السلبية، بشأن إعلان بيع كِليتي، أولًا، أنا لم أطلب المال مقابل التخلي عن كليتي والطلب كان واضحًا وهو إخراج عائلتي من غزة”.

المنشور الذي كتبه أشرف

وتابع "ثانيًا، الأموال التي نتلقاها عبر موقع gofundme لم أستطيع سحبها بكافة الطرق، لذلك كان عليّ السفر إلى خارج غزة حتى أستطيع سحب الأموال، من ثم أقوم بالتقديم للسفر لباقي عائلتي، لكن الأمر فشل ولم أستطع السفر بعد محاولات كبيرة وكثيرة وصعبة، لأن القيود التي يفرضونها تعجيزية".

تغيُّر الأحوال بعد 7 أكتوبر

وأكمل أشرف كلماته "لا يعرف الكثيرون ما كان عليه حالنا قبل السابع من أكتوبر، بإمكانكم البحث، وسوف تجدون أن وضعنا كان جيدًا جدًا مقارنة بما نحن عليه الآن".

صورة نشرها أشرف قبل الحرب بأيام معدودة

وأضاف "كان لدينا بيت جميل وكبير موجود في أرضنا الكبيرة والجميلة المزروعة بالزيتون والنخيل والحمضيات وغيرها، والآن قصف البيت بشكل كامل وتم تجريف الأرض وما فيها، وكان لدى أخي أكبر متجر أكسسوارات في قطاع غزة، وكنت أعمل فيه براتب يجعلني مرفهًا، قُصِف المتجر وخسر أخي مئات الآلاف من الدولارات".

تبدُّل حال أشرف نافذ بعد الحرب

وتابع “كنت أدرس العلوم السياسية والإعلام في أفضل جامعات غزة، وكنت الأول على الدفعة، وكنت كاتبًا واقرأ الفلسفة وأطلِعُ على الشعر، وكان لدي طموح عظيم، وقُصِف طموحي، وذهبت كتبي التي أقرأها منذ سنين، وذهبت كتاباتي التي كنت أكتبها”.

واختتم حديثه قائلًا "أتخلى عن كل الأموال والشهرة التي حققتها مقابل عودة حياتي كما كانت قبل السابع من أكتوبر، أنا واحد من 2 مليون شخص في غزة يعانون مثلي وأكثر".

search