الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:54 ص

تدعم فلسطين وتزود إسرائيل بالسلاح.. هل تتعامل تركيا بوجهين؟

العلاقات التركية الإسرائيلية - تعبيرية

العلاقات التركية الإسرائيلية - تعبيرية

نرمين سليمان

A A

حالة جدل واسعة شهدها الشارع التركي، عقب نشر تقارير إعلامية مستندة إلى بيانات رسمية تشير إلى تصدير تركيا السلاح لدولة الاحتلال الإسرائيلي، خلال الشهرين الماضيين، تزامنًا مع الحرب الجارية ضد غزة.
ونشرت مواقع أجنبية بيانات منسوبة لهيئة الإحصاء التركية، أشارت إلى استمرار الصادرات إلى إسرائيل، بما يشمل الذخائر والبارود وقطع الأسلحة، وهو ما أثار استياء الأتراك على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بوقف الصادرات إلى إسرائيل خصوصا في ظل استمرار العدوان الغاشم على غزة للشهر السادس على التوالي، وهو ما أسفر عن استشهاد 32 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 74 ألف آخرين، أغلبهم من الأطفال والنساء.

حرب كلامية بين تركيا وإسرائيل

ومنذ حرب غزة التي اندلعت عقب أحداث السابع من أكتوبر، هناك تأييد معلن من قبل تركيا - على المستويين الحكومي والشعبي – لفلسطين، أدى إلى توتر العلاقات مع إسرائيل، خصوصا عقب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي شن خلالها هجومًا حادًا على دولة الاحتلال.

وصف الرئيس التركي ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة، بأنه "لا يقل بأي حال عما فعله هتلر".

وعلى المستوى الشعبي، تظاهر عشرات الآلاف من الأتراك في شوارع إسطنبول، ضد إسرائيل، وهم يهتفون "إسرائيل قاتلة.. اخرجوا من فلسطين".

إسرائيل دخلت في حرب كلامية مع تركيا عقب تصريحات "أردوغان"، حيث رد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلًا "من يرتكب الإبادة الجماعية للأكراد، ومن يسجن الصحفيين، هو آخر من يعظنا أخلاقيًا".

أسلحة بملايين الدولارات

ورغم أن قاعدة بيانات إحصاءات التجارة الخارجية بتركيا، قد أظهرت انخفاضًا في حجم الصادرات لإسرائيل، وفق ما نشرته بعض الصحف الأجنبية، فما زال حجم التصدير كبيرًا، حيث صدرت تركيا لإسرائيل خلال الشهرين الماضيين، ذخائر وأسلحة بمبلغ (90 ألف دولار).

وبلغت قيمة صادرات البارود والمواد المتفجرة (60 ألف دولار)، فيما سجلت الصادرات الكيميائية، التي تضمنت "الديزل الحيوي ومواد إطفاء الحريق والمطهرات ومبيدات الحشرات"، قيمة (مليونًا و300 ألف دولار).

وفي سياق متصل، كشفت وزارة النقل التركية عن أرقام صادمة بشأن التبادل التجاري بين البلدين، حيث تبين أنه منذ 7 أكتوبر، فقد أبحرت 701 سفينة تركية إلى إسرائيل - بمعدل 8 سفن يوميًا.

السوق رقم 13

وتأتي تلك البيانات، رغم القرار الذي اتخذته تركيا في يناير الماضي، بشأن إزالة إسرائيل من قائمة الدول المستهدفة للتصدير في 2024، حيث كانت إسرائيل السوق رقم 13 لصادرات تركيا في العام الماضي 2023، إذ بلغت قيمة الصادرات 5.42 مليار دولار، وفق صحيفة زمان التركية.

وبحسب بيانات وزارة التجارة التركية، فإن الصادرات إلى إسرائيل، قد بلغت 319.5 مليون دولار، في نوفمبر2023، والملفت للانتباه أن هذه القيمة قد ارتفعت في الشهر الثاني من الحرب على غزة، بنسبة 34.8% في ديسمبر، حيث وصلت إلى 430.6 مليون دولار.

أردوغان.. نقطة التحول

تركيا كانت أول دولة إسلامية تعترف رسميًا بإسرائيل، ولكن مع تولي رجب أردوغان الحكم في 2002 توترت العلاقات بين الأولى ودولة الاحتلال، في الوقت الذي وطدت فيه علاقتها بحركة حماس، رغم تصنيفها كجماعة إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية وأيضًا الاتحاد الأوروبي.

تركيا توضح حقيقة تصدير أسلحة لإسرائيل

ونفت تركيا تصديرها أسلحة لإسرائيل، مشيرة إلى أنها مجرد ألعاب نارية ومواد قابلة للاشتعال، وهو ما يؤكد أن صادرات تركيا لإسرائيل لم تتوقف حتى الآن.

وقالت وزارة التجارة التركية، إن المزاعم التي نشرتها مواقع أجنبية عدة، بشأن تصدير أسلحة إلى الاحتلال الإسرائيلي، غير صحيحة مُطلقًا وتهدف إلى تضليل الرأي العام.

وذكرت الوزارة في بيان، أن الأخبار المنشورة استخدمت عناوين بنود اللائحة الجمركية رقم 36 و93 الخاصة بالمواد المتفجرة، ومنتجات الألعاب النارية، والمواد القابلة للاشتعال، ومعدات الصيد وقطع الغيار، والإكسسوارات، على أنها "صادرات سلاح" بهدف تضليل الرأي العام.

موقف تركيا من فلسطين

ويأتي هذا في الوقت الذي نفت فيه وزارة الدفاع التركية، وجود أي أنشطة لها مع الاحتلال الإسرائيلي، سواء على مستوى التدريبات والتمارين العسكرية أو التعاون في مجال الصناعات الدفاعية.

وأضافت وزارة الدفاع، أن تركيا تقف دائمًا إلى جانب فلسطين، ولا يمكن لها أن تنخرط في أي نشاط من شأنه إلحاق الأذى بالفلسطينيين.

search