السبت، 05 أكتوبر 2024

11:33 ص

هل تتكرر ليلة القدر 27 رمضان من كل عام؟ الفتوى توضح

ليلة القدر

ليلة القدر

فادية البمبي

A A

مع بداية العشر الاواخر من شهر رمضان، يبدأ الناس يتساءلون  هل فعلاً ليلة القدر هي ليلة 27 من رمضان، حيث يجتهد المسلمون لتحصيل الليلة المباركة التي لها فضل كبير وعظيم.

يجيب مشرف الفتوى بمنطقة وعظ القاهرة الدكتور أحمد عبد الله بكير، قائلاً: ذهب جمهور الفقهاء، إلى أن ليلة القدر في رمضان دائرة معه، واختلف في محلها من الشهر وذلك بعدما قالوا: يستحب طلب ليلة القدر في جميع ليالي رمضان وبالاخص في العشر الأواخر.

تقدر فيها أرزاق العباد وآجالهم

يوضح مشرف الفتوى، أن ليلة القدر هي الليلة المباركة التي أنزل الله فيها القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - من السماء الدنيا نجما بعد نجم على قدر الحاجة إليه، فكان بين أوله وآخره عشرون سنة، روي ذلك عن ابن عباس،  ذكر ذلك الطبري في تفسيره جامع البيان في تأويل القرآن (24/ 531).

وهي ليلة سماها الله تبارك وتعالى مباركة لنزول القرآن فيها ولثبات الخير فيها ودوامه، وسماها ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمورهم إلى ليلة القدر من السنة الأخرى، فهي ليلة فاضلة يستحب طلبها، وهي أفضل ليالي السنة وكل عمل خير فيها يعدل ألف عمل في غيرها.


اختلف الفقهاء في محل ليلة القدر

فذهب جمهورهم إلى أن محل ليلة القدر في رمضان، لأن الله سبحانه وتعالى أخبر أنه أنزل القرآن في ليلة القدر بقوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر}، كما أخبرنا  أنه أنزل القرآن في شهر رمضان بقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}، الآية، مما يدل على أن ليلة القدر منحصرة في شهر رمضان دون سائر ليالي السنة الأخرى، كما استدلوا بالأحاديث الصحيحة الدالة تدل على أن محل ليلة القدر في شهر رمضان.

بينما ذهب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، إلى أن محل ليلة القدر في جميع السنة تدور فيها، قد تكون في رمضان وقد تكون في غير رمضان فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر ؟ فقال رحمه الله : أراد أن لا يتكل الناس. صحيح مسلم

أقوال العلماء حول وقتها

يرى البعض أنها في العشر الأواخر من رمضان لكثرة الأحاديث التي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان، وتؤكد أنها في الأوتار ومنحصرة فيها.

قال ابن عابدين: ليلة القدر دائرة مع رمضان، بمعنى أنها توجد كلما وجد، فهي مختصة به عند الإمام وصاحبيه، لكنها عندهما في ليلة معينة منه، وعنده لا تتعين.

قال النووي: أنها منحصرة في العشر الأواخر من رمضان مبهمة علينا، ولكنها في ليلة معينة في نفس الأمر لا تنتقل عنها ولا تزال من تلك الليلة إلى يوم القيامة،

روي عن ابن عباس أيضا أنها ليلة سبع وعشرين، وأنه عد السورة كلمة كلمة فكانت السابعة والعشرون هي وباقي السورة حتى مطلع الفجر.

قول أبي رزين العقيلي الصحابي لقول أنس رضي الله عنه: ليلة القدر أول ليلة من رمضان، نقلها عنهما ابن حجر.

أنها متنقلة في ليالي العشر الأواخر تنتقل في بعض السنين إلى ليلة وفي بعضها إلى غيرها.

علامات ليلة القدر

وعن علامتها، قال مشرف الفتوى، المشهور فيها ما ذكره أبي بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن (الشمس تطلع من صبيحتها بيضاء لا شعاع لها)، وهي ليلة بلجة سمحة، لا حارة ولا باردة، تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها.»، ويستحب أن يجتهد فيها في الدعاء، ويدعو فيها بما روي عن عائشة، أنها قالت: يا رسول الله، إن وافقتها بم أدعو؟ قال: قولي: «اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني»

وعلى ذلك فينبغي على المسلم أن يجتهد في طلب ليلة القدر في جميع ليالي رمضان وفي العشر الأواخر آكد، وليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان آكد، وقد يكون الوتر من العشر الأواخر في الأعداد الشفع (الزوجية) من الشهر، وقد يكون في أعداد الوتر (الفردية) من الشهر.
 

search